خاص – حنان سليمان:
في مارس الماضي، استحوذ موقع “قورا“، الذي يتجاوز زواره 100 مليون شهريا وتشير آخر التقييمات المالية لقيمته السوقية إلى مليار دولار، على موقع “بارليو” الذي أنشأه الناشط المصري وائل غنيم وشريكه عثمان أحمد عثمان في 2014 كساحة نقاش للتغيير و”للارتقاء بالحوار الإليكتروني بعد أن خلقت وسائل التواصل الاجتماعي فرصة للناس للحديث عن آرائهم المختلفة لكنها تسببت أيضا في زيادة حالة الاستقطاب في المجتمع”، كما يقول لنا عثمان.
ويضيف: بدأت القصة من مصر إذ لعب وائل غنيم دورا في استخدام السوشيال ميديا لتوحيد الشعب من أجل التغيير في مصر، ولكن بعد الثورة، وجد أن الأداة نفسها فرقت الناس ولاحظنا حالات مشابهة في مناطق أخرى في العالم ولما أردنا تأثير على أوسع نطاق، ذهبنا لمنصة دولية.
طيلة عام ونصف قبل استحواذ “قورا” عليه، عمل “بارليو” بتمويل وصلت قيمته إلى 1,68 مليون دولار من عدة مستثمرين تأسيسيين، استضاف خلالها عددا من المناقشات التي يغلب عليها الطابع السياسي والاجتماعي في ظل أجواء مشحونة بالمشاعر يغيب فيها النقاش على أساس معلوماتي، وضمت مدونين ونشطاء وباحثين وشخصيات عامة نظرا للنشاط السياسي لأحد مؤسسي الموقع. وكان أشهر المناقشات حول تنظيم الدولة والأزمة السورية ودونالد ترامب المرشح لرئاسة الولايات المتحدة والإسلام والإرهاب.
كيف باع وائل وعثمان شركتهما الوليدة في صفقة استمر التفاوض بشأنها أسبوعين اثنين دون أن يعلن عن حجمها وهي تشمل أيضا انتقال المؤسسين وبعض الموظفين إلى العمل في “قورا”؟
يقول عثمان، الشريك المؤسس في “بارليو”، في حديثه لـ”انتربرونور العربية”: لم نكن نهدف للبيع في البداية. كان هدفنا بناء منصة خاصة بنا، وبالرغم من تحقيق “بارليو” بعض النمو، إلا أن الأمور لم تكن تسير بالسرعة المطلوبة. كان لدينا عشرات الآلاف من المستخدمين وفريق عمل يقل عن عشرة أشخاص. كانت مسألة كسب مستخدمين جدد أمرا صعبا والأصعب منها تحويل ذلك إلى أرباح. نظرنا كفريق إلى مهمتنا وكان أمامنا خياران إما مواصلة بناء منصة خاصة بنا أو الانضمام لمنصة كبرى قائمة بالفعل لها جمهورها وتحقيق الهدف هناك وهو الأفضل خاصة وأن هناك تشابه في هدف الموقعين. يظل الانضمام لـ”قورا” نتيجة نفخر بها لأننا ما زلنا نعمل في مساحة نشعر نحوها بالشغف وهو من أهم العناصر التي جذبت المشتري لنا بالإضافة لخبرات ومهارات فريق العمل. أهم ما تعلمناه أن المهتمين بالحوارات الجادة مشغولون دائما أو يقضون أوقاتهم في أشياء أخرى. أيضا مجال المحتوى الإليكتروني والمجتمعات الرقمية مساحة صعبة للغاية في النمو. في “قورا”، بدأنا تحصيل الإيرادات من الإعلانات لكن تركيزنا الأساسي يظل على بناء منتج مستدام.
ويضيف: كنا في محادثات مع بعض الشركات بخلاف “قورا” ووقت إبرام الصفقة، لم يكن لدينا سوى عرض رسمي آخر للشراء لكنه كان يعتبر الصفقة أكثر خطرا من عرض “قورا”. بموجب الصفقة، نقلنا بعض المحتوى الشيق من “بارليو” إلى “قورا” وشجعنا جمهورنا للانضمام هناك، ونتعلم من الدروس المستفادة مع تجربة بعض الوظائف والخصائص التي كانت في “بارليو”. ضمنت صفقة الاستحواذ أيضا مواصلتنا العمل على المشكلة التي تشغلنا مع تصور نتيجة منطقية ترضي المستثمرين ولهذا نعتبرها صفقة ناجحة لكن معايير النجاح تختلف حسب الشركة الناشئة والمستثمر. من الصعب قياس التأثير الذي تحدثه هذه النقاشات لكننا فخورين أننا لم نتدخل أبدا لضبط أي نقاش على “بارليو” خرج عن حدوده وهو في معظمه يدور حول الدين والسياسة وغيرها من الموضوعات الاستقطابية كلها دارت دون مشاكل.
وردا على سؤال هل فارق عالم ريادة الأعمال إلى عالم البيزنس الكبير، أجاب عثمان قائلا: أنا متأكد أني سأكون جزءا من شئ آخر يبدأ من الصفر مجددا لكن في الوقت الحالي أركز على عملي في “قورا” كمدير للهندسة.