كتب- حسن عبد الرحمن
لابد أننا غافلون عن حقيقة أن المراة ما تزال متأخرة بأشواط كبيرة عن الرجل في مجالات كثيرة، وهنا نتحدث عن التكنولوجيا، والعلوم، وعالم الأعمال، نسبة المرأة بقيت متدنية قياساً بفعالية ودور الرجل.
من أجل دور أكبر للمرأة وفي النهاية من أجل المجتمع ككل، أنشأت ميرا كاول سنة 2011 مؤسستها “ميرا كاول”، فقد لاحظت كاول أن أحدا ما لابد أن يلفت النظر بقوة، ولابد للأفكار أن تتحول إلى جهد منظم ينتج أفعال على الأرض،
تقول كاول:” في مجالات عديدة ودائماً لاحظت أن عدد النساء اللواتي يعملن في مجال STEM (العلوم، التكنولوجيا، الالكترونيات، الرياضيات) قليل جداً في القارات الثلاث التي عملت فيها، حيث أني في أغلب الأوقات كنت المرأة الوحيدة في مؤتمرات STEM وركزت على ثلاث نقاط: “التحيز بين الجنسين وتعليم النساء والاستثمار في النساء”. وتضيف كاول، هدف المؤسسة القضاء على عدم المساواة والتحيز بين الجنسين، وخاصة في أماكن العمل، وتثقيف النساء من خلال بناء قدراتهم والإضافة إلى مهاراتهم، وتهدف المؤسسة إلى تمكين المزيد والمزيد من النساء على تحقيق إمكاناتهم المثلى. كما تركزالمؤسسة تحديدا على الاستثمار في النساء اللواتي يملكن الشركات. برامجنا تتجه نحو تبادل المعرفة والخبرة مع نساء أخريات من خلال برامج الارشاد سواء في ريادة الأعمال أو في دور المرأة في وظيفتها وهذا سوف يساعد النساء على تخطي التحديات ويلهم المزيد منهن للانضمام للصناعات المقتصرة على الرجال، مثل مجالات STEM، ويحدث أن تكون هذه الصناعات هي المطلوبة للمستقبل”.
في وادي السيلكون
تقول كاول:” البرنامج الرائد لدى مؤسسة “ميرا كاول” هو النساء في مجالات STEM أصبح برنامج عالمي مع مكاتب في دبي و وادي السيليكون في الولايات المتحدة. حيث البيئة مناسبة لوضع الأفكار وإطلاق الشركات، وتمويلها وتقدير مستقبلها، وأهميتها. فبيئة الأعمال هنا مثالية للابتكار ووضع المرأة مقدر بالدرجة التي نريدها، كما يمكن الاستعانة بخبرات ومحفزات المكان الذي نعمل فيه. فوجودنا في سيلكون فالي يعطي أفكارنا أهمية وتقدير أكبر من قبل الجميع”.
ولكن ماهي نسبة النساء اللواتي يعملن في مجالات STEM في العالم العربي؟ وكيف نشجع النساء للاقبال على مجالات STEM؟
وفقا لبيانات المؤسسات، فإن ما يقرب من 35٪ من الشركات الناشئة في الشرق الأوسط هي للنساء، وتشير بيانات أخرى إلى أن أكثر من نصف خريجي الجامعات في الشرق الأوسط هم من النساء، على الرغم من أن 21 ٪ فقط هم من ينخرطون في سوق العمل. وهذا ما يؤدي إلى النسبة العالية في الاحصائيلت للنساء صاحبات الشركات الناشئة. مما يخلق فرص التكافؤ للنساء، في حين يسمح أيضا لمزيد من الأعمال على شبكة الإنترنت التي تجعل التوازن بين العمل والمنزل أسهل بالنسبة للمرأة.
واحدة من أهدافنا تقول كاول:” تشجيع الفتيات الصغيرات على دراسة هذه الصناعات وتعريفهن بأهميتها لاتها تقدم أعلى امكانات النمو الوظيفي وسوف تساعد في تشكيل وصياغة الاقتصاد المستقبلي، وأيضا تقديم أمثلة النساء الناجحات في هذه المجالات مثل مريم المنصوري-أول أمراة تقود طائرة مقاتلة في الشرق الأوسط- أو عائشة المزروعي أول امرأة مشغلة رافعة في ميناء خليفة في أبوظبي وغيرهن من النساء الملهمات في العالم العربي”.
تعمل كاول على إقامة مسابقة HACKATHON التي تنطلق من دبي، وهي فريدة من نوعها وتواكب الحاجة الملحة للمواهب تقول كاول:” هدفنا في مؤسسة “ميرا كاول” أن نصل إلى العالمية ودبي هي بوابتنا لآسيا وأفريقيا والشرق الأوسط، بالاضافة الى ذلك فإن مسابقة HACKATHON تتلائم بشكل جيد مع الحاجة المتزايدة في المنطقة للمواهب التقنيه بسبب تركيزها على الابتكار والتكنولوجيا التي تقود االى اقتصاد قوي وتمكين النمو في المستقبل”.
لأن الاقتصاد العالمي اليوم يقوم على المعرفة، كان لابد من اختيار ملائم في لموضوع المدن الذكية في مدن ذكية
تؤكد كاول “اقتصاد قائم على المعرفة هو أساس المجتمع التطوري، المدن الذكية تمهد الطريق للبيئة الحضرية الذكية الآمنة التي تستند على المعرفة والمعلومات والتعلم. ليس فقط من الضروري التعرف على الطرق المختلفة التي تعيش فيه النساء في المدينة، ولكن أيضا للتأكيد على الدور الفعال للمرأة في المجتمع حيث تمثل النساء 80% من القوة الشرائية في العالم، لذلك لايوجد أي مدينة ذكية تتجاهل تأثير النساء على تطورها، ونحن نشعر أن موضوع مدن ذكية هو موضوع يدعو للحماس للنساء الراغبات في انتاج تطبيقات ذكية للنساء.
بالإضافة إلى ذلك، المدن الذكية هي واحدة من أولويات حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، وتركز بشكل أكبر كذلك على دور المرأة وسوف تساهمHackathon في إكمال مساعي الحكومة في هذا الاتجاه. فهي أيضا ستقدم رؤية ما تريده النساء في المدن الذكية”.
هذا ما يجعل مبادرة كاول تنطلق من دبي، فدبي اليوم واحدة من المدن الذكية ومؤخراً قررت الحكومة في الإمارات التأكيد واتباع ودعم نهج الابتكار، ولاتنسى كاول أن تقدر دور دبي وحكومتها فهي تحصل على دعم قوي بحسب كاول التي تقول:” المؤسسة تعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة تحت الوصاية والاهتمام والدعم في دولة الإمارات العربية المتحدة. حيث أن حكومة دولة الإمارات تركزعلى إبراز أهمية دور المرأة في المجتمع الاماراتي، حيث تم تفعيل دور المرأة في البرلمان وتشجيع النساء على إنشاء أعمالهن الخاصة والتركيز على أهمية دور المرأة في الشركات الخاصة والحكومية”.
ولكن ماذا تتوقع كاول أن يكون عدد المشاركات في المسابقة ومن أي المجالات ؟
تقول:” لدينا ما يقرب من 100 امرأة سجلت بالفعل لHackathon ولكن سوف يتم اختيار 50 امرأة للمشاركة بهدف تحقيق الجودة في جميع أنحاء الابتكار في هذا الحدث. ونحن بالحقيقة نشجع جميع النساء مهما كانت خلفيتهم ومهما كانت مهنتهم للتنافس في هذا الحدث، لذلك نحن نتوقع حضور متنوع من النساء من مختلف المهارات والمهن في المجتمع. ونتوقع مزيجا من النساء من جميع الاعمار والمناطق والجنسيات والتركيبة السكانية. وفي العام الماضي رأينا نساء انضممن إلينا من مناطق بعيدة مثل زيمبابوي وأفريقيا وأوروبا”.