د. كريغ نوثانسون
لقد عملت لأكثر من عقد في نفس المهنة، ويحتمل أن لديك نفس صاحب العمل، وانت تعرف شركتك مثل ما تعرف ظهر يدك كما تفهم دورك ومسؤولياتك بشكل أفضل من معظم أقرانك، ولكنك تشعر بانك غير راض تماما.
هناك صوت صغير في الجزء الخلفي من رأسك، يتساءل إذا كان هذا هو المكان المناسب لك، فأنت تؤمن ان هناك شيء آخر في الأفق، شيء أكبرلك، ولكن لا يمكنك أن تكون متأكدا ولا يمكنك أن تكون على يقين من الامر.
بعد 25 عاما من العمل في الشركات الأمريكية، ثم 11 عاما للقيام ببحث الدكتوراه، والان القيام بتدريس الآخرين عن القيادة والإدارة، فأنا أعلم هذا السيناريو بشكل جيد.
وقد تواجهت في رحلتي حتى الآن مع الأسئلة العادية من هذا القبيل، وبالتالي لدي حصة عادلة من الأزمات الشخصية والتحديات، وأنا أيضا واجهت مسالة تغيير المهني في منتصف العمر، وهذا هو السبب الذي جعلني اركز في أبحاثي على التنمية في منتصف العمر.
أولئك الذين عملوا في نفس الوظيفة لأكثر من 10 اعوام لديهم ميل للشعور بانه قد تم تعيين مسار حياتهم المهنية ومع ذلك، وعلى الرغم من ضغوطات الأسرة، والعلاقات، والضغوط الوظيفية والمالية المتنافسة، فإن معظم الناس مندهشون من مدى حرصهم على تعلم وتجربة ما هو اكثر الامور الذي يقودهم في حياتهم المهنية.
ولكن مت يحين الوقت المناسب للمهنيين في منتصف حياتهم المهنية لتحويل العتاد والعمل على فكرة التغيير؟ مع مثل هذه المستويات العالية من المخاطر المرتبطة بالتغيير الوظيفي، كيف يمكنك أن تعرف إذا ما كنت تفعله هو الخيار الصحيح؟، والحقيقة هي أنه لا يوجد وقت محدد لكي يحدث هذا التغيير.
من خلال تدريسي، فأنا كثيرا ما ارى نوعين من الطلاب: أولئك الذين يدرسون للتقدم في مهنهم، وأولئك الذين يستخدمون التعليم كخطوة نحو شيء جديد.
الكثير من طلابي الذين يتناسبون مع هذه الفئة الأخيرة على بينة من المخاطر المرتبطة بالتغيير الوظيفي، كما أنهم قد يستثمرون في التغيير عن طريق التعليم المستمر، وبالتالي يكون لديهم فهم أوضح للتغير.
ومع ذلك، بالنسبة لشخص ما في المراحل المبكرة من فهم التغيير، فمن المهم التفكير في حياتك والعمل على تفهم وان تقر كيف يمكنك التحرك نحو ما تريد قبل البناء على هذا التغيير.
لقد ركزت في بحثي على تقاطع التنمية في منتصف العمر مع فهم الصلات والمحفزات لمثل هذا التغيير، والذي قادني إلى نموذج من خمس مراحل متميزة والتي يذهب الناس عن طريقها للوصول على حياة أصيلة وبداية جديدة للعمل ببهجة.
- المرحلة الاولى “جهاز المشي”
في هذه المرحلة الأولى، كثير من الناس إذا لم يكن معظمهم ينتهي بهم الامر للوقوع في وظائفهم في نهاية المطاف في العشرينيات من عمرهم والتي يبقون فيها لسنوات عديدة.
ومع ذلك، لا يتم في كثير من الأحيان استهداف هذا النهج أو الاستراتيجية، و50٪ من الشباب الذين يتخرجون سوف يقومون بالالتحاق بوظيفة ليست من مجال دراستهم، و 25٪ لا يجد وظيفة في السنة الأولى بعد تخرجهم.
بحلول الوقت وفي وقت مبكر من بلوغهم سن الثلاثين، سيصبح لديهم مسؤوليات شخصية ومالية لذلك ليس هناك حاجة للقيام بـ “تشغيل سريع” في دورهم دون وجود الهاء.
هذه المرحلة يمكن أن تكون غير ملهمة ورتيبة، ولكننا نفعل ذلك لأننا نشعر كما لو أننا علينا القيام بذلك، وقد نكون نرغب في تسلق السلم للحصول على ترقية، ولكن ربما ندرك أن السلم هو الوصول بعيدا عن المكان الذي نريد الوصول إليه.
- المرحلة الثانية “المحفزات الداخلية والخارجية”
خلال المرحلة الثانية، ما يحدث يجعلنا نقع مؤقتا في حلقة مفرغة وهذا يمكن أن يكون لعلاقة مع قضية مالية أو صحية، أو لمجرد الابتعاد والراحة، أو يمكن أن يكون مجرد امر سببه الشعور بالقلق، حيث تتساءل: “هل هذا هو الامر فقط؟” هذه هي اللحظة التي تكون تشكك فيها في معنى أو هدف عملك، وعند التعرف علي هذا الهدف لا تستطيع العودة إلى الحلقة المفرغة، ومن هنا، فإنه من المهم الانتقال إلى المرحلة الثالثة.
- المرحلة الثالثة “التفكير، والوعي الذاتي، والعناية الذاتية”
هذه المرحلة تتعلق بكل شيء حول التفكير، وحول إعادة النظر في ما تريد، ووضع خريطة طريق أفضل لتحصل على المكان الذي تريد أن تكون فيه.
خلال هذه المرحلة العاكسة، تحتاج إلى تعزيز الخيارات الخاصة بك الموجودة في خارطة الطريق سواء الجديد رسميا وغير رسميا من خلال التواصل واكتساب المهارات والمعارف الجديدة، ومرة واحدة ستتمكن من تحقيق هذا التفكير، وتقترب من المرحلة الرابعة: التغيير.
- المرحلة الرابعة “التغيير”
هذه المرحلة يمكن أن تشكل تحديا فالعديد من الأفراد لديهم بالفعل الالتزامات وأنماط الحياة التي تشعر بانها دائمة للغاية، وهذا هو في كثير من الأحيان ما يجعلنا نعتمد نهجا مرنا نحو التغيير الوظيفي.
يمكن للحلول مثل التعلم عبر الإنترنت أو بدوام جزئي ان تستوعب حياة الناس، ولكن أيضا يوفر لهم وسيلة للتغيير، فضلا عن المجتمع وشبكة لتقديم الدعم لهم، لأنه سيكون هناك العديد من الأفراد الذين يواجهون تحديات مماثلة.
التغيير يمكن أن يحدث في أي سن، والتحضير للتغيير هو ذو صلة على حد سواء للاشخاص في العشرينيات من عمرهم، واولئك الذين مضى عليهم الكثير من الوقت في وظائفهم، ولكن مهما كان عمرك، فانت بحاجة للتأكد من أنك أقل اهتماما لتثبت نفسك في المسار الوظيفي الموجود لديك .
في هذه المرحلة،قد تلعب الأنانية دورا هاما لأنها تعد بمثابة المفتاح لتجعل منك شخصا سعيدا اما إذا كنت غير سعيد، فحتى الاشخاص من حولك لن يكونوا سعيدين.
- المرحلة الخامسة “بداية جديدة”
وأخيرا، فان التغيير يمكنك من الحصول على بداية جديدة ففي هذه المرحلة، تشعر بان حياتك حقيقية ذات معنى وهدف، فأنت تفهم أخيرا لماذا كنت تفعل ما تفعله، وقبل كل شيء، هذه المرحلة تجلب لك السعادة والوفاء.
من أجل الوصول إلى هذه المرحلة، من المهم أن تتصرف في الواقع الخاص الذي تم إنشاؤه حديثا من خلال خارطة الطريق لإحداث التغيير وإذا لم تفعل ذلك، فستنتقل الى مرحلة الحلقة المفرغة.
كثير من الناس يريدون إحداث تغيير في حياتهم من أجل أن يشعروا بالوفاء، قد يكون هذا التغيير تغييرا في المهنة، الأمر الذي يتطلب المزيد من التعليم لاكتساب مهارات ومعارف جديدة.
ان إجراء تغيير في كثير من الأحيان يؤدي إلى الوفاء في العمل، والذي من الممكن أن يؤدي إلى وفاء في مناطق أخرى من الحياة وتوفير فرصة لتكون أكثر سعادة في العلاقات وحياتك المهنية.