درجت خلال الفترة الماضية مجموعة كبيرة من المسابقات والمنافسات لأفضل خطط الأعمال للرياديين والشركات الناشئة، وتنطوي هذه المسابقات في بعض الأحيان على جوائز مالية قد تكون مجزية. وتحتوي خطط الاعمال على تحليل للسوق، تحديد المنتج او الخدمة المقدمة، تشكيل فريق العمل، خطة التطبيق، وتحليل مالي لمدة بين ثلاث الى خمس سنوات، وقد اعتمد الكثير من الأشخاص والمؤسسات هذه القاعدة على أنها الأساس لبداية الشركة.
الواقع الفعلي ان الشركات الناشئة تكون في أغلب الأحيان في طور البحث عن منتج او خدمة مطلوبة من قبل المستخدم والسوق ويمكن تكرارها، وهو ما يعرف بنموذج الاعمال للشركات الناشئة، فمعظم الشركات الناشئة تبدأ بفكرة تنطلق منها رحلة البحث عن نموذج مستقر للعمل قابل للتطبيق والتكرار، فهي بذلك كالتجربة الكيميائية أو العلمية، فإن لم تصل الى هذا النموذج فهي أي الشركة الناشئة لن تستطيع التطور الى شركة فعلية أو ان تستمر وتنمو وبالتالي تخرج من السوق وتغلق.
وعليه فإن مبدأ وضع خطط لهذه الاعمال تمتد بين ثلاث الى خمس سنوات هي غير واقعية ولا يمكن تطبيقها من الناحية العملية، مما يجعل من هذه المنافسات والمسابقات لخطط الأعمال غير حقيقية وتعطي الفرصة لفوز أفضل خطة والتي يمكن أن تكون غير حقيقية أيضا ومبنية على فرضيات لا تمت للواقع بصلة وبالتالي ترك المجال للتنافس على الخطط فقط وليس الأهم وهو انشاء الاعمال والشركات على ارض الواقع.
ما يجب التركيز عليه هو المنتج أو الخدمة التي تريد الشركة تطبيقها وإعطاء الفرصة للتجربة للشركات حتى نصل أو تصل الشركة الريادية الى نموذج أعمال قابل للتطبيق والتكرار ويكون السوق والمستخدم بحاجة لمنتجها او خدمتها وتعنى بوضع حلول لمشاكل عملية أو خلق فرص عملية جديدة بعيداً عن تقييم الخطط غير الواقعية فقط.