كيف نتواصل مع الاخرين يحدد بطريقة كبيرة ما نختبره في الحياة، فهو يؤثر على كمية المبلغ المالي الذي نجنيه، كل علاقة تربطنا بشخص اخر والمكان الذي يمكن ان نصل اليه في مسيرتنا المهنية.
الدخل الخاص بنا من الممكن ان يكون محدود اذا لم نتمكن من عرض المنتج الخاص بنا على زبون، قم بطلب راتب بمبلغ الحد المقبول بالنسبة لك في مقابلة العمل، اطلب زيادة على راتبك من السمؤولين في وظيفتك.
على الجانب الاخر فان عمق هذه العلاقات سيكون مقيدا ومتكلفا اذا لم نتمتع بالثقة للوصول الى اشخاص جدد، او نملك القدرة على لحل النزاعات والتعبير عن انفسنا للاخرين بصورة اوضح.
مع ذلك، كم مرة تحاول التمرن على هذا الفن في حياتك اليومية؟ ففي معظم الاوقات نقوم بشق طريقنا خلال هذا الامر ونتعلم خلال مرورنا به، لسوء الحظ خلال حياتنا المعظم يقوم باختيار عادات مدمرة لكنها بالغة بالرقة والاتقان والتي من الممكن ان تقوم بتدمير اي محاثة نقوم بها مع الاشخاص الاخرين سواء في حياتنا المهنية او في حياتنا الشخصية الخاصة بنا.
والمشكلة الاكبر في هذا الامر هو اننا نعتقد بان هذه العادات تعتبر تكتيكات واساليب ناجحة وممتاز في المحادثات التي نجريها مع الاخرين.
عندما اقوم بتدريب القادة والاشخاص المهنيين المحترفين على طريقة رفع مستوى الاداء الانساني في مجال العمل الذي يقوم به، اقم بالوصول الى هذه الابعاد كذلك، ففهم كيف يرتبط التصرف الانساني لمجال العمل المحدد فان هذا الامر يعتبر ميزة تنافسية كبيرة.
نقدم لكم من خلال هذا المقال، 5 نصائح تساعدك في الاتصال والتواصل مباشرة مع اي شخص من الممكن ان تلتقي به خلال يومك الاعتيادي:
- العقل البشري يلتقط اشارات خفية
عندما يقوم احد الاشخاص بالتحدث فان عقله الباطني بالنظر للبحث فيما اذا كان الناس مهتمين بما يقوله ام لا، وهذه تعد طريقة دفاعية تضمن لنا ان لا نشعر بالاحراج او بالايذاء من قبل البيئة المحيطة بنا.
عقلنا سيقوم بالنظر الى جميع الامور، ابتداء من لغة الجسد، تعابير الوجوه وحتى يصل الى الكلمات التي يتم نطقها من قبل الاشخاص الاخرين.
عندما تقوم بالاستمااع الى حديث شخص ما، فان عيونك يجب ان لا تبتعد عنه الا لثوان بسيطة، فمجرد بان تبدأ بالتحديق في اشخاص اخرين، شاشات التلفزيون او النظر بصورة مستمرة الى اماكن اخرى فانك تقوم بتخريب المحادثة التي تدور بينكما.
هذا الامر يجعل الشخص الاخر يشعر بان ما يقوله ليس مهما ويمكن ان يكون بمثابة رصاصة الرحمة التي تقتل ثقتهم بانفسهم، كن متنبها الى الطريقة التي تستمع بها للاخرين، ومن الافكار الجيدة في هذه الحالات ان تقوم بسؤال بعض الاصدقاء المقربين او حتى افراد عائلتهم اذا كان هنالك اي شيء قد تقوم به من الممكن ان يؤثر عليهم عندما يكونون يتحدثون.
- لا تقم بربط كل شيء بنفسك
اذا كنت في محادثة واحد الاشخاص هو من يتكلم، دعهم ينفردون بالمنصة لوحدهم، فبعض الاشخاص يعتقدون انهم عندما يقومون بمقاطعة قصة ما وربطها بحياتهم الشخصية ان هذه طريقة جيدة لتوسيع التواصل بينهم وبين الاشخاص الاخرين.
هذا الامر صحيح عندما يتم تطبيقه بطريقة معتدلة فليس هنالك امر يعتبر مثبط للعزيمة اكثر من شخص يطبق هذه الطريقة بصورة زائدة عن الحاجة.
لا يمكنك بناء اي نوع من الثقة مع اي شخص عندما يشعرون بانهم في كل مرة يبدأون بالحديث ستقفز انت لمنتصف المحادثة وتقاطعهم، هذا الامر لا يقوم فقط بمقاطعة تركيزهم بل يتخطى ذلك مما يجعلهم حتى يترددون في الحديث مرات اخرى.
- انتبه لاستخدام التعليقات الزائفة
لدي صديق مقرب الذي احب ان اصرخ مناديا عليه في كل مرة يقوم بهذا الامر معي، حيث اكون اتحدث معهم عبر الهاتف او حتى شخصيا، وبالرغم من نواياه الطيبة الا انه من الواضح تماما عندما يتوقف عن الاستماع لما اكون اقوله له خلال المحادثة.
حيث يعتاد الى استخدام تعليقات بصورة زائدة حتى انها لا ترتبط بما اكون اقوله، هذا النوع من التعليقات هو شيء نمطي نقوم به كطريقة لنقول لهذا الشخص باننا نستمع اليك، من هذه التعبيرات: “اها”، “شيء جميل”، “فهمت عليك”، الخ…
وعند قول هذه الكلمات لتتظاهر بانك مهتم وتستمع الى الحديث فان هذا الامر يكون واضحا، وعلى الغلب يكون مشتتا لتفكير الشخص المتحدث.
مع اشغالنا اليومية المتعددة والكثيرة، قد نجد انفسنا في بعض الاحيان مضطرين لاستخدام هذا الاسلوب، في نفس الوقت اذا لم يتم تنبيهك في نفس اللحظة الى هذا الامر فانك لن تتمكن من معرفة كم يكون هذا الامر مزعجا ويقلل من احترام الشخص الاخر الذي يبدو هذا الاسلوب واضحا تماما بالنسبة له.
كقاعدة عامة: كن دائما مستعدا للاستماع لاحاديث الاخرين تماما بالطريقة التي تتوقع من الاخرين ان يقوموا بالاستماع اليك.
- لا تتظاهر بانك تعرف كل شيء
عندما نتحدث للاخرين نود دوما ان نظهر انفسنا كمثقفين ونتمتع بالمعرفة، وقد يبدو من الصعب لبعض الاشخاص الاعتراف بحقيقة انهم يتعلمون امرا ما للمرة الاولى، الكثير من القادة يجدون من الصعوبة اللاخذ بالنصيحة، لانهم يشعرون بان عليهم ان يكونوا يعرفون كل شيء وبان هم المطالبين بتقديم التوجيه والنصائح.
على الجانب الاخر فان معظم الموظفين يبدون متحمسين لاثبات انفسهم لذلك يحاولون عدم الكشف عن اي مظهر من مظاهر ضعفهم، مع ذلك كلنا تعرضنا بان نكون في محادثة ونكون نعتقد باننا نطرح موضوع مهم، قبل ان تكتشف بان الشخص الاخر لا يعرفه.
- قم بالتخطيط المسبق
اذا كنت من الاشخاص الذين يشعرون بالتوتر او يتسمرون عند الخوض بمحادثات، قم بتخطيط اسئلتك التي ستطرحها مسبقا، هذا الامر ليس لبرمجة تفاعلاتك وتحويلك الى مجرد رجل الي بل من اجل تسهيل الامر على عقلك لتكون اكثر ثقة، وتستمتع بمحادثة انسيابية وطبيعية.
يمكنك الخوض باي نوع من المحادثات عبر طرح الاسئلة المناسبة لذا حاول ان يكون لديك ثلاثة اسئلة مفتوحة الاجابة واسئلة تحفز التفكير لاي موقف من الممكن ان تكون فيه، المفتاح الرئيسي هو عبر طرح اسئلة لا تكون هجومية بقدر ما تحتاج الى التوقف والتفكير بالاجابات المناسبة.
الامر الرائع بان ليس فقط ستبدو محادثتك ممتعة اكثر بل ستكون انت نفسك حاضرا في ذاكرة الاشخاص الذي تتحدث معم.