مجموعة الشعالي التي انطلقت قبل 30 عاماً ظلت نموذجاً متميزاً للشركات الإماراتية التي خطت لنفسها طريقاً مختلفاً وصعباً، ففي الوقت الذي ابتعد الجميع عن الاستثمار في الصناعة البحرية تابعت الشعالي مارين طريقها حتى أصبحت اليوم واحدة من أهم شركات المنطقة الممتدة من الهند حتى تركيا.
رؤية عبدالله الشعالي، المؤسس ورئيس مجلس إدارة المجموعة لم تقتصرعلى صناعة اليخوت والزوارق، فقد تعدتها إلى صناعة الألومنيوم والزجاج وصناعة العقار، ومازال مصنع بن حسين الاسم الذي يذكره الناس منذ أكثر ثلاثين عاماً، وقد ارتبط بانطلاقة المجموعة التي تتوسع اليوم لتحافظ على موقعها بين الشركات التي ساهمت في تنويع اقتصاد الإمارات وعززت مكانة الصناعة الإماراتية.
تأسست الشعالي مارين قبل ثلاثين عاماً على يد عبدالله الشعالي في إمارة عجمان، حيث قادت الشركة صناعة القوارب في الإمارات في ذلك الوقت، وهي تمتلك اليوم أكبر أسطول من قوارب الصيد والنزهة من حجم 17 قدماً وحتى اليخوت 130 قدماً، وكانت رائدة في المجال في تصنيع القوارب باستخدام مواد “الفايبر جلاس”، حيث كانت صاحبة أول تجربة في المنطقة لصناعة القوارب من هذه المواد الجديدة من الالياف الزجاجية .
الجيل الثاني
هذا ما قدمه وأنجزه الروّاد من الجيل الأول للشركات العائلية في الخليج، في بيئة معادية وغير مشجعة، أما اليوم فقد جاء الجيل الثاني ليكمل ويطوّر ويضع بصمته الخاصة وهو الذي تنعم بالرفاهية وعاش في محيط الانترنت والتكنولوجيا الجديدة، وهو اليوم يتصدى لعملية التطوير والتنويع وتعميق التجربة التي تعيش حالة من التنافسية في منطقة تفتح أبوابها على مصراعيه امام العولمة.
راشد الشعالي الأبن الثاني ومدير الموارد البشرية والتطوير في الشركة يتحدث عن تجربة العائلة بمزيد من الاحترام، ويقول أنه تعلم كل شي من والده ومن الأخ الأكبر سلطان الشعالي، الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي للمجموعة، وهو يملك خبرة واسعة تستند إلى دراسة متخصصة وتجربة عملية.
ليس غريباً أن يكون راشد الشعالي مسئولاً عن أعمال التطور فقد تربى في جو العمل وخبر طريقة إدارة العائلة، ولكنه يحاول اليوم ترك بصمته الشخصية على طريقة الإدارة ورفدها بمؤهلات وخبرات جديدة قادرة على أضفاء قيمة نوعية وتقنية، وفي هذا المجال استقدم ثلاثة مدراء جدد يملكون خبرة عالمية في مجالهم لإدارة المشاريع الرئيسية الثلاثة في المجموعة، مصنع الشعالي مارين، ومصنع الألومنيوم، ومصنع الزجاج.
طموحات الشباب
يطمح الشعالي الابن كما يقول إلى وضع المجموعة في صدارة المجموعات الصناعية في المنطقة، يقول :” تمتلك الشعالي مارين خبرة وتاريخ طويل في المنطقة خبرت احتياجاتها وخصوصيته وهي الأقدر على تقديم المنتج الأفضل والأكثر مناسبة، ويرى أن هناك حاجة لتوصيل رسالة الشركة بطريقة أقوى، ويرى أن هناك فرصة أكبر لتطوير إمكانات الشركة ونقلها إلى مستويات جديدة، وبحماس الشباب يبدو أن جيل الإنترنت يسعى لجعل الشركة أكثر رشاقة واستجابة لمتطلبات السوق.
يقود الشعالي مهمة تطوير مصنع الألومنيوم المعروف باسم مصنع بن حسين، ومنذ توليه هذه المهمة أنجز عملية إعادة هيكلة إدارية وتسويقيه للعلامة التجارية، ووضع خطط جديدة لنقل الإنتاج ونوعيته إلى مستويات جديدة، مما سينعكس إيجاباً على أداء القسم الصناعي للمجموعة.
يعتقد الشعالي أن السوق في المنطقة أوسع بكثير من تلبية احتياجاتها، وهناك فرص جدية للإفادة من الطلب المستمر على صناعة الألومنيوم خاصة في ظل التطوير الدائم لمشاريع البنية الأساسية وتزايد المشاريع العمرانية والصناعية، وهو في سعي دائم لفتح أسواق وآفاق جديدة لمنتجات الشركة.
حول أنشطة المجموعة يقول:” يقول أن الخبرات الكبيرة التي راكمتها المجموعة في قطاع الصناعة البحرية جعلتها واحدة من أهم الشركات في المنطقة، واستطاعت تقديم منتج بجودة عالية وكلفة أقل، وهذا ما يجعل التسويق أقل صعوبة، فالقوارب واليخوت الإماراتية تفوق مثيلتها الأجنبية في الجودة، وهي تضع إضافات صناعية مناسبة لأجواء وطقس الخليج، وفي أحيان كثيرة تقوم الشركة بإضافة الكثير مما يرغبه الزبون مما يجعل اليخت وكأنه صنع خصيصاً لصاحبه. وهذا أمر لا يمكن للشركات الأجنبية تلبيته.
برامج التمويل
ولكن مع ذلك يرى الشعالي أن الصناعة البحرية وصناعة اليخوت والقوارب بحاجة إل بعض المساندة من الحكومة فيما يخص استيراد مكونات المنتج الصناعي، كما أن القوارب واليخوت مازالت خارج اهتمام شركات التمويل لأسباب لها علاقة بعدم وجود برامج تمويل متخصصة، على الرغم من أن المنطقة تحظى ب25% من يخوت العالم مما يفقد هذه الصناعة وجهات التمويل فرصة أكيدة لتوسيع الأعمال.
وتشير الإحصاءات أن أقل من واحد في المئة من اليخوت يتم تمويله من قبل البنوك، فضلاً على أن بعض هذه البنوك يقوم بتوجيه العميل نحو القروض الشخصية لتمويل قاربه أو يخته كبديل عن التمويل المباشر من قبل البنك .
وأشار الشعالي إلى ذلك يؤثر في القطاع سلباً في الوقت الذي تنمو فيه الصناعة مع تزايد توافد السياح على الدولة، فضلاً على نمو السياحة الداخلية والإقليمية، وأيضاً ارتفاع عدد المشروعات العقارية التي تهتم بوجود مراس بحرية لها، إيماناً منها أن هذه المراسي سوف ترفع قيمة العقار.
وطالب الشعالي، بأن تكون البنوك داعماً أساسياً في هذه الصناعة مع العلم بوجود مؤشرات قوية للسوق وعلى رأسها الطلب المتزايد على اليخوت فضلاً على نمو عدد مراسي اليخوت، موضحاً أن القطاع يحتل أهمية خاصة في المنطقة لما يشهده من إقبال واسع من طبقة الأثرياء وأصحاب الدخول العالية بشكل عام، وأشار إلى أن الإمارات مصنفة مركزاً من أهم مراكز صنع القوارب واليخوت الفارهة، فهي تنافس أقوى مراكز تصنيع اليخوت في العالم مثل ايطاليا و نيوزيلاندا، وذلك من حيث الجودة والسعر، وتبرز في ذلك إمارة عجمان كمدينة رائدة في هذه الصناعة والتي تحمل صنع في الإمارات .
-جدير بالذكر أن الشعالي مارين تصنع قوارب الصيد والنزهة والرياضات البحرية والقوارب التي تصنع خصيصاً لجهات معينة مثل الشرطة والاسعاف البحري، ولديها اتجاهان رئيسيان في التصنيع أولهما “القوارب” وثانيهما “اليخوت الفاخرة” والأخيرة هي التي زاد عليها الطلب مؤخراً، وذلك لارتفاع القوة الشرائية في المنطقة، حيث قامت بتصنيع يختين فاخرين مؤخراً قياس 100 قدم واحد ذهب الى الكويت والآخر إلى السعودية بأسعار تجاوزت 100 مليون درهم لليخت الواحد.
كما تملك الشركة 50% من الحصة السوقية بالنسبة للقوارب في السوق المحلي الإماراتي، بالإضافة إلى أن الشركة لديها حصة جيدة في أسواق دول مجلس التعاون الخليجي، ومنها الكويت والسعودية . أما دولياً فلديها عدة مكاتب إقليمية في بلجيكا وعلى الرغم من أن السوق الأوروبي فيه تحديات كبيرة، فالشركة تنافس شركات عمرها مئات السنوات في مقابل شركة إماراتية عمرها لا يتجاوز ال 33 سنة، ولدى الشركة مكتب إقليمي في جزر المالديف يوّرد 60% من (قوارب النقل) التي تنتشر في هذه الجزر، وهناك مكتب إقليمي في مصر، وللشركة حصة سوقية جيدة في القارة الإفريقية.
يتوقع الشعالي أن يزيد الطلب على مختلف المنتجات الصناعية في الإمارات بعد فوز دبي بإكسبو ،2020 والأمور تسير بوتيرة أسرع بكثير في جميع المجالات وتشمل كل إمارات الدولة، ولذلك فهو يتوقع زيادة كبيرة في الطلب على منتجات الألومنيوم والزجاج بشكل متدرج خلال الفترة المقبلة، وهذا يستدعي تطوير خطوط الإنتاج مستقبلاً، في هذين المجالين، وقد وضعت الشركة خطط للوفاء بالتزاماتها تجاه الأسواق.
كوادر:
– يقود راشد الشعالي مهمة تطوير مصنع الألومنيوم المعروف باسم مصنع بن حسين، ومنذ توليه هذه المهمة أنجز عملية إعادة هيكلة إدارية وتسويقيه للعلامة التجارية، ووضع خطط جديدة لنقل الإنتاج ونوعيته إلى مستويات جديدة
– يزيد الطلب على مختلف المنتجات الصناعية في الإمارات بعد فوز دبي بإكسبو ،2020 والأمور تسير بوتيرة أسرع بكثير في جميع المجالات وتشمل كل إمارات الدولة، ولذلك يتوقع زيادة كبيرة في الطلب على منتجات الألومنيوم والزجاج بشكل متدرج .
– القوارب واليخوت مازالت خارج اهتمام شركات التمويل لأسباب لها علاقة بعدم وجود برامج تمويل متخصصة، على الرغم من أن المنطقة تحظى ب25% من يخوت العالم