دبي – خاص
بقلم حسين السيد، كبير استراتيجي الأسواق في FXTM
عاد المستثمرون من عطلة نهاية الأسبوع وهم يتمتعون بشهية عالية للأصول ذات المخاطر العالية مما دفع مؤشر (S&P 500) إلى مستويات قياسية جديدة يوم الاثنين، كما دفع البورصات العالمية إلى الارتفاع في جميع أنحاء العالم. وقد استندت هذه الرغبة في التداول في الأصول الخطرة إلى عاملين: العامل الأول هو غياب الإجراءات الاستفزازية من كوريا الشمالية، والأضرار الأقل بكثير مما كان متوقعاً من الإعصار إيرما.
فعلى الرغم من أن مجلس الأمن الدولي زاد من حجم العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية على خلفية برنامج الصواريخ والبرنامج النووي، إلا أن هذا الإجراء من قبل الأمم المتحدة لا يبدو أنه سيقود إلى حالة من الحرب. كما أن التدابير والتعليقات الأقل حدّة من قبل السفيرة الأميركية نيكي هيلي في البنتاغون التي أشارت إلى أن كوريا الشمالية لم تتجاوز نقطة اللاعودة بعد تشير إلى اتجاه الأمور نحو المفاوضات وليس نحو المواجهة. ويعتبر استبعاد عامل الخطورة المرتبط بكوريا الشمالية تطوراً إيجابياً بالنسبة للأسواق المالية، لكننا بحاجة إلى معرفة رد فعل نظام بيونغ يانغ بما أننا لا نستطيع الافتراض بأن موضوع المفاوضات أمر محسوم.
ويبدو أن تكلفة الإضرار التي يتسبب بها الإعصار إيرما قد تكون أقل بكثير مما كان متوقعاً سابقاً بعد أن خفضت درجته إلى عاصفة استوائية صباح الاثنين. وخلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، كانت التقديرات قد أشارت إلى خسائر بأكثر من 200 مليار دولار، أي ما يقارب 1% من الناتج المحلي الإجمالي الأميركي، ثم خفضت حالياً إلى 50 مليار دولار تقريباً. وكانت أسهم شركات التأمين المستفيد الأساسي البارحة حيث ارتفع هذا القطاع 1.8%.
عامل آخر ساعد البورصات ألا وهو الاعتقاد بأن الفدرالي سيمتنع عن رفع الفائدة مجدداً هذا العام، بسبب الخسائر التي مني بها النشاط الاقتصادي جرّاء الإعصارين هارفي وإيرما. ومن المرجّح أن يواصل المستثمرون شراء الأسهم على الرغم من ارتفاع التقييمات لأنها تبدو أكثر جاذبية عند مقارنتها بسندات الخزانة الأميركية.
وقد شهدت الملاذات الآمنة عمليات بيعية قوية حيث تراجع الذهب 2.3% أو 32 $ من أعلى ذروة وصل إليها يوم الجمعة. ورغم أن الشهية المتزايدة لشراء الأسهم قد تشكل ضربة إضافية لأسعار الذهب، إلا أن المستثمرين سيظلون في حالة من الحذر على الأرجح وسيتحوطون ضد العديد من العوامل المجهولة. وهذا هو السبب الذي جعلنا لا نرى تخارجات كبيرة من صناديق تداول المؤشرات المدعومة بالذهب. فلازال المعدن الأصفر مرتفعاً بنسبة 10% عن المستويات المتدنية التي سجّلت في يونيو/ حزيران، ونتوقع أن يكون مستوى 1300$ حاجز دعم نفسياً قوياً.
وقد ظلت أسواق العملات الأجنبية في حالة من التماسك يوم الثلاثاء حيث حافظ الدولار على معظم مكاسبه المحققة البارحة. لكن بيانات المملكة المتحدة قد تقود إلى تقلبات كبيرة في الاسترليني إذا جاءت بعيدة جداً عن التوقعات. فوجود خطر أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلكين لشهر أغسطس/ آب بنسبة كبيرة مما قد يقود إلى نبرة أكثر تشدّداً من قبل بنك إنكلترا المركزي يوم الخميس يساعد في المحافظة على دعم زوج الاسترليني/دولار. ومع غياب أي بيانات اقتصادية أخرى، فإن العملات ستظل على الأغلب في حالة من التداول العرضي ما لم تحصل تحركات كبيرة في عوائد سندات الخزانة الأميركية.