خاص – entrepreneuralarabiya.com
محمد معتز الخياط – رئيس مجلس إدارة أورباكون للتجارة والمقاولات
أنظر إلى سوق المقاولات والبناء في الخليج والمنطقة عموما نظرة تفاؤل مع انطلاقة العام 2017 وذلك من منظور ما أعلنه اتحاد المقاولين العرب مؤخرا حيث أشار إلى أن قطاع المقاولات ينمو بنسب متذبذبة ويبلغ حجمه حتى الآن 27 تريليون دولار مع وجود باقة من التحديات.
وإذ توقع اتحاد المقاولين العرب أن يحدث نوع من النقلة فيما يتعلق بالتعاون بين القطاعين العام والخاص، على مستوى التشريعات والإجراءات التي تعنى بإطلاق المشروعات العملاقة، مما ينتج فرص وظيفية كبيرة للشباب العربي من الجنسين، ودفع في عجلة نمو الاقتصاد العربي نحو الأمام، فإني أشير إلى أهمية هذا التقرير الصادر عن الإتحاد لأنه ألقى الضوء على الربط ما بين المشاريع وتأمين فرص العمل للشباب في المنطقة.
لفتني أيضا أن التقرير دعا إلى إدخال مواد تسرع عملية البناء وتخفض التكلفة والاجتماع مع بعض البنوك العربية لتذليل عقبات التمويل وتفعيل دور شركات التأمين. وهذا موضوع في غاية الأهمية أيضا، وقد تحدثت عنه مرارا في العام 2016 خلال مقالاتي أو مقابلاتي الإعلامية حيث شددت على أن من التحديات التي تقف أمام قطاع المقاولات تمويل البنوك والمنافسة الكبيرة التي تمثلها الشركات الأجنبية والتي تستحوذ على 80% من مشروعات البنية التحتية والبناء في دول مجلس التعاون الخليجي. أذكر أني قلت في بداية العام الماضي أن التحديات تشبه الفقاعة وتستمر بالتضخم إلى حد الانفجار إذا لم يتم التعامل معها بشكل اقتصادي وعلمي واضح.
لذلك، ومجددا، أقول إن المقاولات تحتاج تخطيطا استراتيجيا داخل كل شركة وكذلك تخطيطا خارجيا لكسب السوق عبر كسب ثقة العميل وتأمين احتياجات وتطلعات السوق والناس. على سبيل المثال، إن قيام شركة البناء ببناء وتنفيذ أي مشروع بشكل كامل دون استيراد لأي مواد أو قطع (أي أن تكون هي المصنعة لكل المواد) وتسليم المشروع في الوقت المحدد دون تأخير قد يبدو كلاما بسيطا لكنه تحد كبير وهو شرط مهم من شروط نجاح أي شركة مقاولات بمعنى نجاحها لعقود وليس لسنوات فقط. أيضا، إذا قمنا ببناء مركز تسوق ضخم (مول) يلبي جميع احتياجات الأسرة فضلا عن فرص عمل عديدة هذا مثال جيد على تأمين متطلبات السوق. لكن أيضا المشاريع الصغيرة ورعاية الشباب الموهوب له أهميته التي تثمر نتائج إيجابية مع مرور الوقت في الاقتصاد والمجتمع.