القاهرة – حنان سليمان
في ظل غلاء الأسعار الذي تشهده مصر في الفترة الأخيرة بسبب عدم استقرار سعر صرف الدولار والذي أثر على أسعار معظم السلع، تبرز أهمية خدمة “مزادي” الفريدة التي أطلقتها شركة TA Telecom المصرية عن طريق الهواتف المحمولة حيث يحصل المشترك على إعلانات عن مزادات مختلفة على المنتجات الاستهلاكية والإليكترونيات والأدوات المنزلية بأسعار تنافسية يمكنه المشاركة والمزايدة فيها بواسطة الرسائل القصيرة تحت شعار “الغالي تمنه في إيدك”.
بدأت الفكرة من عمرو شادي، رئيس مجلس إدارة TA Telecom، وكانت الفترة التجريبية للخدمة في يناير الماضي بشراكة مع شركة “اتصالات” في مصر وانطلقت فعليا في شهر أبريل. ويقدر عدد المشتركين بالخدمة عدة آلاف جميعهم عملاء لدى شركة “اتصالات” لكي يستطيعوا المشاركة. وبحسب المسئولين في TA Telecom، فإن شراكة ثانية مع شركة “أورانج” على وشك الإنهاء، كما تخطط الشركة لفتح الخدمة قريبا في دبي على أن تلحق بها المغرب ونيجيريا التي تعتمد على الرسائل النصية بشكل كبير بالنظر إلى ارتفاع معدل انتشار الهواتف المحمولة هناك وازدياد الثقة في الرسائل القصيرة بعكس دول الخليج مثلا التي تثق في التطبيقات أكثر وبالتالي ستحتاج الشركة لتطوير تطبيق خاص اذا ما قررت التوسع في الخليج.
يوضح محمد عز الدين، المسئول عن خدمة “مزادي” في الشركة، أن التوسع في الخدمة في أسواق أخرى بخلاف مصر لا يشترط أن يكون على نفس النوع من السلع؛ فبينما الاحتياج إلى السلع الاستهلاكية في نيجيريا كبير، فإن الحالة في دبي مختلفة ولهذا ستتركز المزادات على المقتنيات النادرة أو التحف الفنية الثمينة.
وتوفر شركة TA Telecom تكنولوجيا اتصالات يستفيد منها أكثر من 36 مليون مستخدم في سوق الهاتف النقال في الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا على مدار 16 عاما. وحصلت الشركة في عام 2014 على المركز الرابع في قائمة “ديلويت” لأسرع 50 شركة نموًا في مجال التكنولوجيا على مستوى أفريقيا بمعدل نمو وصل إلى 560% على مدار خمس سنوات، كما احتلت في نفس العام المرتبة 299 ضمن قائمة أسرع 500 شركة نموًا على مستوى أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.
مجتمع للمزادات
للاشتراك في “مزادي”، يرسل عميل “اتصالات” رسالة قصيرة من هاتفه يكتب فيها 166 على رقم 1666 يحصل بعدها على رسائل وعروض مزادات مجانية لمدة ثلاثة أيام ثم يبدأ في دفع 30 قرش يوميا مقابل الخدمة أي أقل من دولار شهريا. أما المزايدة الفعلية فتكلفة كل رسالة فيها جنيه ونصف. وتنظم “مزادي” مزادين أسبوعيا كما تضم الرسائل محتوى ترفيهي عن عالم المزادات.
يستطيع المشترك في “مزادي” متابعة تحديثات أي مزاد أولا بأول عبر التنبيهات التي تصله في الرسائل القصيرة مرتين يوميا ومعرفة آخر سعر وصل إليه المنتج، أما المزايدون فتصلهم رسائل أولا بأول لتعريفهم إن كان عرضهم هو الأعلى أو عليهم مواصلة المزايدة خاصة مع قرب انتهاء المزاد. ويختلف نظام ومدة المزايدة في كل مزاد عن الآخر فقد تكون المزايدة بعشر جنيهات أو عشرين أو غيرها لضبط العملية ويعلن في الرسائل بعد إعلان سعر بداية المزاد، كما لا يعرف المزايدون متى ينتهي المزاد إذ يغلق المزاد من تلقاء نفسه بعد مرور الوقت المحدد سلفا من قبل المسئولين عن الخدمة.
المزاد الأكثر نجاحا حتى الآن كان على هاتف “آي فون 7” بعد صدوره والذي بيع منه هاتفين في “مزادي”. يباع الهاتف بنحو 650 دولار خارج مصر ولكن وصل سعره في مصر إلى ما يساوي 1300 دولار (13 ألف جنيه مصري تقريبا) أي ضعف الثمن. بدأ المزاد بـ1500 جنيه وشارك فيه مئات المزايدين بإرسال بضع آلاف من الرسائل النصية وأغلق المزاد بعد سبع ساعات بعد وصول السعر إلى 7800 جنيه. يقول عز الدين: “المزاد أغلق على سعر مناسب وفي متناول المشتري دون المبالغة التي نراها في السوق حاليا”. أما الهاتف الآخر فبيع بـ8400 جنيه.
يرى عز الدين أن مجال الشراكات سيتسع مع الوقت ليشمل موردين كبار لهم تواجد إليكتروني لكن خبرتهم بسوق الهواتف المحمولة محدودة ويمكن لـ”مزادي” تسويق منتجاتهم. حاليا، تشتري “مزادي” منتجاتها عادة من الموردين بسعر أفضل عن السوق لتعرضها بسعر مبدئي للمزايدين يشمل خصما يصل لـ70% وتتحمل هي الفارق. وتنتهي المزايدة عادة بوصول الخصم إلى 40% أو 50% من سعر المنتج في السوق.