ي لاوس فان عدد الفيلة قد اهلك بسبب عمليات قطع الاشجار، الان اصبحت قافلة الفيلة وسائقيهم يمشون 400 ميل لرفع مستوى الوعي حول المصاعب التي يواجهونها.
للعديد من القرون كانت لاوس تعرف بارض المليون فيل، الان اصبح هنالك اقل من 900 من هذا المخلوق المبدع، حيث ان اقل من النصف منها فقط بريه.
اذا واصلت اعداد الفيلة بالتراجع بنفس النسبة الحالية فان الفيلة ستتعرض الى الانقراض في لاوس تماما خلال بضعة عقود قليلة فقط.
هذه الحصائيات تضيف حدة اضافية الى قافلة الفيلة، وهو موكب يستمر لمدة 45 يوم يتكون من الفيلة وسائقيهم والذي يقوم بقطع طريقه حاليا في شمال لاوس.
هذه القافلة انطلقت في مقاطعة باك لاي في 27 اكتوبر وستنتهي بعد قطع حوالي 391 ميل من الان في لوانغ برابانغ في 9 ديسمبر وتشتمل على 20 فيل يتم استعراضها في الشوارع.
هذا الاستعراض هو جزء من الاحتفال بالذكري العشرين لتسمية مدينة لوانغ برابانغ ضمن قائمة اليونيسكو للمواقع ذات الارث الحضاري، الا ان السبب الرئيسي لهذا المشروع هو لنشر الوعي للمصاعب التي تتعرض لها الفيلة في لاوس.
يتم تنظيم هذه القافلة من قبل الجمعية الخيرية للمحافظة على الطبيعة اليفانت اسيا، وتعد نوعا ما بمثابة استعراض في الشارع للحياة البرية، والتي برافقها الاستعراضيين والاخصائيين التعليميين،ن الذين يقومون بتنظيم العروض والنشاطات في القرى التي تصادفها في طريق القافلة، وذلك للترويج للسياحة الصديقة للبيئة كبديل لصناعة قطع الاشجار.
مساحات واسعة من الغابات والتي تعتبر الموطن الطبيعي لهذه الفيلة تم تدميرها، وحيث ان عمليات قطع الاشجار وصلت الى درجة الاشباع فان سائقي الفيلة يواجهون خطورة فقدان وظائفهم والتعرض للفقر.
“مالكي الفيلة في لاوس طلبوا منا المساعدة” يقول سيباستيان دوفيلو وهو شريك مؤسسة للجمعية الخيرة اليفانت اسيا، “انهم يرغبون في وقف عمل فيلتهم في صناعة قطع الاشجار الخطيرة والعمل بدلا من ذلك في صناعة السياحة الالطف واقل خطورة”.
ليس هنالك خلاف على شغف وتفاني دوفيلو، والذي يدير كذلك مركز المحافظة على الفيلة في سايابوري شمال لاوس، كما ان رؤيته للسياحة كحل وبديل من اجل المحافظة على حياة الفيلة يعارض اعمال بعض الجمعيات الخيرية الاخرى التي تعمل في المحافظة على الحياة البرية.
في حين انه لا يقوم حتى بتقديم جولات على ظهر الفيل في مركزه، كما ان الفيلة المشاركة في القافلة لا يتم الركوب على ظهرها، الا ان دوفيلو يؤيد بشكل كامل فكرة التجول على ظهر الفيل كجزء من السياحة التي يتم ادارتها وتوجيهها بعناية ودقة.
” هذا الامر لا يعد قاسيا على الفيلة على الاطلاق، بان يقوم احد بالجلوس على ظهره او حتى استخدام “الهودج” بوضع كرسي على ظهره كذلك، فهو امر مشابه بشكل متناسب لعملية وضع السرج على ظهر الحصان لركوبه، او تجهيز الثور بالعدة من اجل الاعمال الزراعية” يقول دوفيلو.
الجمعية الخيرية للحفاظ على الحياة البرية وورلد انيمال بروتيكشن تعارض هذا الامر، حيث قامت الشهر الماضي بدعوة منظمي الرحلات السياحية للتوقيع على تعهد والتزام للسياحة المواتية والحبية للفيلة، وذلك من خلال تعهدهم بعدم الترويج للرحلات التي تشتمل على جولات على ظهر الفيلة، او استعراضات بمشاركة الفيلة بحجة ان “هذه الجولات غير قاسية على الفيلة”.
الدكتور نيل دي كروزي رئيس قسم البحوث والسياسات في الجمعية الخيرية وورلد انيمال بروتيكشن، يصف هذه القافلة بانها “مضللة نوعا ما”، والتي من المحتمل انها تقوم بنشر فكرة انه لا باس بالقيام بالجولات على ظهر الفيلة.
“انهم يفوتون ويتجاهلون قضية اساسية وجوهرية، ما الذي اوصل هذه الفيلة بالمقام الاول لهذه المرحلة بان تكون قادرة على حمل الاشخاص على ظهرها؟ لا بد ان ارواحها اصبحت مكسورة لتصل الى هذا الحد”.
كريس درابر مدير البرامج في مرسسة بورن فري، ابدى كذلك قلقه حول هذه القافلة، “هذه الفيلة يجب ان تكون خضعت للتدريب ليتم قيادتها من قبل السائقين والذي قد يكون مبنيا من الاساس على التعزيز السلبي المستمر والهيمنة على هذه الفيلة”.
لكن دوفيلو يعتقد بان هذه الانتقادات والتشكيك الذي تتعرض له القافلة تعد متسرعة بشكل كبير ليتم الاشارة باصابع الاتهام باتجاه اي شخص.
“هذا العالم ليس مثاليا لكنه يصبح افضل بكثير عندما تقوم بجولة على ظهر الفيل بدلا من القيام بقطع الاشجار على الصعيد الاخر”.
“انا اؤيد تماما القيام بهذه الجولات براكب واحد فقط فوق ظهر كل فيل، نود فعلا ان نرى هذه الفيلة تعيش حياتها البرية لكن هذا الامر لم يعد ممكنا الان، حيث ان الغابات لم تعد امنه بالنسبة لها كما ان الصيد غير المشروع في المنطقة اصبح في تزايد مستمر”.
يقول دوفيلو: “هذه القافلة تعد بمثابة رسالة حية ومباشرة”، فيما يتعلق بالحاجة الملحة والطارئة على هذا الصنف المهدد بالانقراض.
“السياحة التي تعتمد على الفيلة لا تعد سيئة ومؤذية بطبيعتها، ففي عام 2015 بات هنالك عدد اكبر من الملاجئ والمراكز التي تعتبر بمثابة ملاذ لهذه الفيلة والتي تعد مشاركة وملتزمة بالحفاظ على الفيلة ومصالحها اكثر من اي وقت مضى”.
“هذه الجهود يجب ان يتم دعمها بفضل نهجها واساليبها الايجابية، بدلا من ان يتم انتقادها وتوجيه اصابع الاتهام اليها بسب اخطاء قام بارتكابها اشخاص اخرين”.