خاص – entrepreneuralarabiya.com
ظهرت خلال السنوات الخمس الماضية، موجة جديدة من المبادرات العربية، تنوعت بين الداعم، المؤثر، والمساهم في زيادة الحصيلة المعرفية والثقافية لدى العرب عمومًا والجيل الشبابي على وجه الخصوص.
بداية، لا نخفي سرًا، في أنّ المحتوى الإعلامي عبر الانترنت، أصبح منتجًا مستهلكاً إلى حد كبير، مهتمه الأساسيّة إشباع حاجات القراء، الراغبين في تلقي المعلومة بتفاصيلها أحيانًا، ودونها في أوقات عديدة، ومع ذلك فإن تعرضهم للأخبار والمقالات وحتى الوسائط المتعددة، لم يضُف إلى ثقافتهم العامة الكثير، مقارنة بحجم التعرض الكثيف لوسائل الإعلام.
من هنا، بدأت العديد من المواقع الإلكترونية العربية والمؤسسات التعليمية، الاتجاه أكثر نحو تقديم محتوى نوعي، بأسلوب مبتكر، يلبي حاجات الراغب في اكتساب المزيد من المعارف، أو حتى الطالب، وكذلك الباحث.
في هذا المقال، سنستعرض بعض المبادرات العربية، التي استطاعت حفر اسم لها في الفضاء الرقمي، فحملت كل منها توقيعًا خاصًا، وبصمة مختلفة عن الأخرى، لكن جميعها يشكل لوحة عربية متكاملة.
- مبادرة ” كتاب في دقائق”
تمثل مبادرة كتاب في دقائق صحوة جديدة، تهدف إلى تشجيع العرب على القراءة وإغناء حصيلتهم المعرفية عبر مجموعة من الخلاصات لأشهر الكتب العالمية كذلك العربية، وأكثرها تأثيرًا عبر التاريخ.
تركز هذه المبادرة ليس فقط على تلخيص المؤلفات العالمية، بل تتعدى ذلك إلى ترجمتها ونقلها إلى اللغة العربية، وبذلك تسهم بشكل مباشر في تعزيز المحتوى العربي على الانترنت، فضلًا عن كونها تقدم فائدة كبيرة للعرب مقارنة بالفترة الزمنية القصيرة التي تستغرقها عملية قراءة الملخصات.
ويعتبر الموقع الإلكتروني، ببساطته ومرونته، بمثابة مكتبة إلكترونية تضم مجموعة متنوعة من الملخصات، وهي متاحة وبشكل مجاني للقراءة والتحميل مباشرة وبشكل سهل وسريع لجميع الراغبين في اقتنائها.
- منصة ” أريد “
كواحدة من أبرز المنصات الإلكترونية النوعية في المنطقة، انطلق موقع أريد، بوصفه أول موقع إلكتروني مخصص لدعم الباحثين الناطقين باللغة العربية، ويهدف إلى دعم مسيرة الباحث العربي، وتعزيز تواجده الافتراضي بشكل منظم ومتقن.
تجسد هذه المبادرة خطوة متقدمة نحو تطوير واقع البحث العلمي العربي، كما تشكل حافزًا للباحثين العرب، يدفعهم إلى تنظيم ظهورهم على محركات البحث، كذلك يضمن لهم حفظ مسيرتهم المهنية،
والأكاديمية على حد سواء، ضمن موقع إلكتروني واحد، يتيح لهم نشر أبحاثهم الأكاديمية أيضًا ، والإطلاع على تجارب غيرهم.
- مؤسسة ” عبد الله الغرير للتعليم “
تعتبر مؤسسة عبد الله الغرير نموذجًا عربيًا صرفًا يحاكي من حيث فكرته النماذج العالمية، التي تسعى نحو الاستثمار في الطاقات الشابة، لكن ليس في العمل، وإنما بالعلم.
خلال فترة وجيزة، تمكنت المؤسسة، الإماراتية الهوية، العربية التوجه، تقديم الدعم الكامل للعديد من الطلبة العرب، واستطاعت تحقيق نتائج مذهلة، كما ساهمت في جعل طموحات العديد من منهم حقيقة، من خلال تخصيص برامج دعم كامل تستهدف الراغبين في استكمال دراستهم الأكاديمية، وزيادة حصيلتهم المعرفية.
- مكتبة ” ضاد الإلكترونية “
بالرغم من انتشار الكتب الإلكترونية، وسهولة الوصول إليها وتحميلها، لكن العديد من الأشخاض يجدون في الكتب الصوتية متعة أخرى، ومن هنا انطلقت فكرة مكتبة ضاد الإلكترونية الصوتية، التي سرعان ما تحولت إلى مشروع ناجح، جمع العديد من المؤلفات المكتوبة وحولها إلى كتب صوتية، من السهل اقتنائها والاستماع إليها في أي وقت ومن أين مكان حول العالم.
تشكل ضاد وسيلة تثقيفية وتعليمية مناسبة للأشخاص ممن فقدوا قدرتهم البصرية، حيث توفر لهم جميع الكتب والمؤلفات بلغة عربية صرفة ومميزة.
- مُترجم
تسعى منصة مترجم الإلكترونية، وبجهود تطوعية كبيرة، إلى إثراء المحتوى العربي. وتضم المنصة مجموعة ضخمة من المقالات والقصص المترجمة إلى اللغة العربية، كما تعتبر تجربة مميزة تضاف إلى قائمة التجارب العربية الهادفة.
ما يميز منصة مترجم، عن غيرها من المواقع الشبيه، هي تحفيزها الأفراد على التعاون فيما بينهم بهدف تطوير المحتوى العربي، وهي بذلك تزيد من روح التطوع والمشاركة في المجتمع، فضلًا عن كونها تساهم بشكل فعال في إثراء المحتوى الرقمي العربي.
وبالرغم من ضآلة المحتوى العربي على الانترنت، لكنه أثبت تعافيه تدريجيًا، ويشكل استعراض هذه المبادرات دليل عمل للمشاريع القادمة، ومحفز نحو الريادين العرب للتوجه نحو تنفيذ أفكار ذكية وتحويلها إلى مبادرات فعّالة تخدم المجتمع.