خاص – entrepreneuralarabiya.com
بقلم حسين السيد، كبير استراتيجي الأسواق في FXTM
حالة التفاؤل التي سادت الأسواق المالية منذ الانتخابات الامريكية أصبحت على المحك بعد أن أظهرت التطورات الأخيرة التركيز المفرط للرئيس ترامب على السياسات الحمائية بدلا من سياسات داعمة للنمو. هذا ينطبق أيضا على أوروبا بعد أن شنت مارين لوبان حملتها الانتخابية للرئاسة الفرنسية، واعدتا بالتخلي عن اليورو، ومحاربة العولمة وإغلاق الحدود على المهاجرين.
الأكثر اثارة للاهتمام هو فرانسوا فيون، الذي بدا منذ أسابيع قليلة بأنه المرشح الأول للفوز في الانتخابات أصبح متأخرا كثيرا في استطلاعات الرأي الاخيرة بعد مزاعم أنه دفع لزوجته وأولاده مئات الآلاف من اليورو لوظائف وهمية.
المستثمرون الذين فشلوا في توقع نتائج أكبر حدثين سياسيين، الانتخابات الامريكية والتصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بدأوا يعيدوا النظر في إمكانية فوز لوبان في الانتخابات الفرنسية. هذا ما يعكس اليوم في أسواق الدخل الثابت، حيث ارتفع العائد على السندات الفرنسية إلى أعلى مستوياته منذ يوليو 2015، واتسع الفارق بين السندات الفرنسية لأجل 10 سنوات ونظيرتها الألمانية الى 0.78٪ لأول مرة منذ نوفمبر تشرين الثاني 2012.
هذه التطورات أدت الى تراجع اليورو مقابل الدولار لليوم الثاني على التوالي، وخطاب السيد دراغي يوم الاثنين الذي دافع عن السياسات التحفيزية للبنك المركزي الأوروبي ورد على اتهامات بيتر نافارو الذي اتهم ألمانيا باستخدام “عملة مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية” لم يساعد العملة الموحدة.
المخاطر السياسية في منطقة اليورو من المرجح أن تستمر لتطغى على البيانات الاقتصادية في الأسابيع المقبلة. ليست الانتخابات الفرنسية فحسب، انما الانتخابات الهولندية والألمانية وربما الإيطالية ستلقي بثقلها على اليورو.
الين هي العملة الأكثر استفادة من المخاوف الجيوسياسية. فقد تراجع الدولار مقابل الين بأكثر من 5.7% من اعلى مستوياته منذ شهر يناير، وبما أن البنك اليابان المركزي من الغير مرجح ان يقوم بأي خطوات إضافية بعد أن زاد من مشترياته المستهدفة للسندات طويلة الاجل فمن الممكن ان نشهد الدولار مقابل الين عند 110 إذا واصلت أسواق الأسهم تراجعها.
من الواضح بأن الذهب عاد ليجذب المستثمرين، فبعد أن تخلوا عنه منذ انتخاب ترامب حتى منتصف ديسمبر كانون الاول من العام الماضي، المعدن الأصفر عاد ليتداول عند أعلى مستوياته في شهرين. ارتفاع المخاطر الجيوسياسية على جانبي الأطلسي ستبقى داعمة للذهب لكن حدة الارتفاعات ستعتمد على معدلات الفائدة الحقيقة في الفترة المقبلة إضافة الى اتجاه الدولار الأمريكي.
بيان اقتصادي لطالما تم تجاهله من قبل المستثمرين في عهد أوباما سيكون أحد أبرز البيانات في عهد ترامب. الميزان التجاري الأمريكي والذي من المتوقع أن يسجل عجزا قدره 45$ مليار سيكون تحت التدقيق، ولا استبعد تغريدة من ترامب يهاجم فيها الصين، وألمانيا، واليابان أو المكسيك كون هذه الدول هي الأكثر ربحية في العلاقة التجارية مع أمريكا.