الثروة، المكانه الاجتماعية، اللياقة والعلاقات لمعظم الناس فان تحقييق هذه الامور يتم تحقيقها في اطار سعيهم وراء الهدف الاقصى في حياتهم وهو السعادة.
جمع هذه الانجازات يبدو امرا منطقيا، فمن يمكن ان لا يكون سعيدا مع المزيد من المال، وظيفة بدرجة اعلى، عضلات معدة بارزة او حتى زواج ناجح وقوي؟
لكن بعض الابحاث اظهرت امرا معاكسا نوعا ما، وهو بان التغييرات الرئيسية والايجابية في ظروف الحياة لا تترجم بالضرورة الى نمو بارز بدرجة مماثلة في الحياة الاعتيادية.
في دراستين واحدة متعلقة بالمتزوجين الجدد، والاخرى متعلقة بالمدراء اصحاب المستويات العليا الذين يقومون بتغير عملهم بصورة طوعيه، تظهر هذا الميول البشري للتاقلم مع التطورات بسرعة كبيرة حيث تعرف هذه العملية باسم التاقلم على اساس المتعة.
اذا كان رفع مستوى ظروف معيشة احد الاشخاص لا يعد بالضرورة بمثابة السر لزيادة مستوى السعادة لهذا الشخص، اذا فماذا يمكن ان يتولى هذه المهمة؟ او هل السعادة حقا بالاضافة الى العديد من الامور الاخرى تعد ببساطة نتيجة لحظ وراثي؟
سونجا ليوبوميرسكي هي دكتورة في علم النفس في جامعة كاليفورنيا ريفر سايد واقد امضت اغلب فترات مسيرتها في دراسة السعادة، حيث وصلت لاعتقاد بانه بطرق عديدة السعادة تعد موهبة.
“وصلت الابحاث لدرجة مقنعه والتي تفترض بان جزء كبير من السعادة قد يكون فعليا تحت تحكم الاشخاص من خلال النشاطات التي يقومون باختيارها وكيفية تحليلها والتفاعل مع المواقف المختلفة خلال حياتهم” هذا ما كتبته هي والباحثة في الدكتوراة كرستين لايوس في صحيفة جامعة اكسفورد في عام 2014.
وهنا نقدم 3 استراتيجيات سلوكية وادراكية والتي تقول الدكتورة سونجا ليوبوميرسكي بانها وجدتها تقوم بتحسين السعادة بصورة يمكن الوثوق بها:
- تذكر ان الحياة قصيرة
التفكير بالعيش الى الابد قد يبدو كطريقة متخلفة للعثور على السعادة الا ان دراسة حديثة لليوبوميرسكي تقترح بان هذا التفكير قد يكون في الحقيقة استراتيجية فعالة.
في الدراسة الوقعية فان المشاركين تم اما ارشادهم الى عيش الشهر المقبل وكانه اخر شهر في حياتهم (في مدينتهم الحالية) او الاستمرار في القيام بنشاطاتهم اليومية كما هي، اولئك في المجموعة الاولى اظهرت التقارير انهم وصلوا الى مراحل اعلى من مستوى المعيشة من خلال متابعات اسبوعية خلال فترة الدراسة التي استمرت 4 اسابيع وحتى استكمال كذلك اسبوعين اخرين بعد فترة الدراسة.
علاوة على ذلك فان مستوى المعيشة الخاص بهم ارتفع مع الوقت حيث كتب الباحثون “تحليلات التدخل تظهر ان هذه الاختلافات تم تفسيرها من خلال ترابط، كفاءة واستقلالية اكبر”.
ان من السهل ان نقدر امرا سواء كان وجبة، اجازة او حتى مدينة ما عندما يكون محدود، فعندما يكون المصدر محدود فان قيمته ترتفع، عند التخيل بان الوقت امر نادر وقليل فقد رجح الباحثون بانه من الممكن ان نقوم بصد انفسنا عن اخذ الامور الايجابية على انها مسلمات، “لاستغلال الحظة واستخراج مستوى معيشة افضل” من حياتنا.
انه متغير بالغ الرقة لكنهم مهم للغاية على العبارة المتعارف عليها “عش كل يوم وكانه اخر يوم في حياتك” والتي اذا تم تطبيقها بصورة حرفية فان ذلك سيبدو امرا غبيا، بلا من ذلك عليك معرفة الاوقات الجيدة لن تدوم الى الابد وتقدير هذه الامور جميعها.
- قم بهزها وتحريكها
كما تم ذكره سابقا فانه من السهل بشكل مفاجئ التكيف مع حدث ايجابي في حياتك سواء كان زواج، ترقية في العمل او خسارة في الوزن، فكما كتبت ليوبوميرسكي في كتابها “حتى الاحداث الاكثر جمالا والتي تستحق الملاحظة فانها سريعة التاثر بعملية التاقلم على اساس المتعة، حيث يفقدون التاثير العاطفي مع مرور الوقت ومن خلا المؤثرات الخارجية المتكررة”.
كما يقترح بحث سابق بان التنوع يساعد في مقاومة هذا الاثر، حيث اشار احد التقارير بان طلاب الجامعة اقل قدرة على التكيف لتغيرات الحياة الحيوية والديناميكية، مثل تكوين صداقات جديدة او تعلم مهارة جديدة اكثر من التغييرات الساكنة مثل تحسين غرفة السكن الجامعي او الحصول على معونة مالية.
كل ما كانت الفرصة سانحة قم بادخال التنوع الى حياتك، وهذا قد يعني ان تجد عينات اوسع من النشاطات الترفيهية الاكثر متعة، الى جانب اخذ وقت راحة من القيام من امور معينة في نفس الوقت هذا الامر يقوم بمقاطعة دورة التكيف وتفعيل شعور متجدد بالسعادة عند انتهاء فترة الراحة هذه، كلا الاستراتيجيتين تقوم بتبطيء عملية التكيف من خلال خلق شعور من التجدد.
- التركيز على الاخرين
عندما يتعلق الامر بالسعادة فان المجهود لا يبدو كافيا دوما في الحقيقة فان مستويات عالية من الارشاد الشخصي والتركيز الشخصي كان مرتبطا بالمستويات القليلة لمستوى المعيشة.
وهذا يفسر لماذا يبدو كدورة تماما كما يبدو القول التالي، “العمل بنشاط لزيادة السعادة لدى الاشخاص المقربين لك قد يبدو الاستراتيجية الافضل لزيادة السعادة الخاصة بك”.
ففي دراسة سيتم اصدارها قريبا لليوبوميرسكي، تم قسم المشاركين الى مجموعتين اولئك في المجموعة الاولى تم الطلب منهم محاولة جعل احد الاشخاص المقربين منه سعيدا لمدة اربعة اسابيع، في حين ان الاشخاص في المجموعة الثانية طلب منهم ان يقوموا ببساطة بالقيام بنشاطاتهم اليومية الاعتيادية.
“الاشخاص الذين قامو بخطوة لكي يجعل صديق، فرد من العائلة او زميله في الغرفة سعيدا سجلوا زيادة في سعادتهم الشخصية بالمقارنة مع اولئك الذين استمروا بالقيام بنشاطاتهم اليومية بصورة اعتيادية حيث ان مساندة الكفاح من اجل التركيز على تحسين مستوى معيشة الاخرين هو جيد للصحة العقلية”.