دبي – خاص
بقلم حسين السيد، كبير استراتيجي الأسواق في FXTM
بعد أسبوع مزدحم جدا، هيمن عليه اجتماعات البنوك المركزية والبيانات الاقتصادية، ونتائج الشركات من جميع انحاء العالم، أنظار المستثمرين ستتحول من جديد الى التطورات السياسية التي من المرجح أن تظل العامل الرئيسي المحرك للأسواق المالية للشهور المقبلة.
الدولار الأمريكي عانى للأسبوع السادس على التوالي، وتقرير الوظائف يوم الجمعة الذي أشار الى إضافة الاقتصاد الأمريكي 227 ألف وظيفة، وهي القراءة الأفضل في أربعة شهور، فشل في تغيير مسار العملة الامريكية، والسبب في ذلك يعود الى الضعف في الأجور وارتفاع مستويات البطالة بنسبة 0.1%، مما أدى الى تخفيض توقعات السوق لرفع معدلات الفائدة في شهر مارس الى 13% فقط.
مع الإدارة الأمريكية الجديدة، الاعتماد على البيانات الاقتصادية في تحديد الخيارات الاستثمارية لم يعد كافيا. صناع السياسة في أكبر اقتصاد في العالم، بما فيهم رئيس البلاد تحدثوا مرارا وتكرارا عن قوة الدولار الأمريكي واتهموا دول مثل الصين وألمانيا واليابان في التلاعب بقيمة عملاتهم، فيما يبدو اعلان حرب عملات.
الامور ستصبح أكثر اثارة مع الزيارة المقررة لرئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الى واشنطن يوم الجمعة. آبي تحدث الى برلمانه الأسبوع الماضي قائلا بأن الاتهامات الموجهة الى اليابان ليست صحيحة، مؤكدا أن بلاده تلتزم باتفاقيات مجموعة العشرين والتي تنص على عدم تخفيض العملة لأسباب تنافسية، وأن التيسير في السياسة النقدية هي أداة لتسريع وتيرة النمو، فهل سيقتنع الرئيس ترامب؟ ربما بإمكان آبي ان يذكر الرئيس الأمريكي بمن أطلق برامج التسيير ومشتريات الاصول في جميع اشكالها منذ الازمة العالمية عام 2008.
على صعيد البيانات الاقتصادية الأمريكية، لدينا فقط بيانات من الدرجة الثانية الاسبوع القادم مثل الميزان التجاري، وثقة المستهلك من جامعة ميشيغان. إلا أن العجز في الميزان التجاري أصبح عامل يجدر التركيز عليه الفترة القادمة بما أن ترامب يوليه اهتماما بالغا.
كذلك في منطقة اليورو، الاجندة الاقتصادية لا تحمل الكثير من البيانات الهامة، لدينا فقط الميزان التجاري الألماني والإنتاج الصناعي لعدد من دول منطقة اليورو، مما يجعل التطورات السياسية، وخصوصا من فرنسا محركا أكبر لليورو. مارين لوبان أطلقت حملتها الرئاسية يوم السبت متعهدتا حماية الناخبين من العولمة وجعل بلادهم حرة من جديد. فرص زعيمة اليمين المتطرف بالفوز في الانتخابات تبدو ضئيلة بحسب استطلاعات الرأي، لكن الأسواق تعلمت درسا مهما من بريطانيا والولايات المتحدة، لذلك على متداولي اليورو أن يظلوا حذرين من المتغيرات السياسية.
أما الصين ستعود من عطلة طويلة مع الكثير من البيانات يجب ترقبها بما فيها احتياطيات النقد الأجنبي، ومؤشر مديري المشتريات الخدمي، والاستثمارات الأجنبية المباشرة، والميزان التجاري.