ان انشاء متنزه باتاغونيا للمنطقة المحمية، يعد وليدة افكار زوجين امريكين اثرياء يعد خطوة نحو انشاء واحد من اكبر المتنزهات الوطنية في العالم، لكن كيف سيكون تسلق الجبال في هذه المنطقة؟
اذا كنت تتساءل عن الشعور بالالم فيمكنك ان تسال خورخي مولينا دليل التسلق الخاص بي، نعم هنالك القليل من الالم لكن هذا بات متاخر بعد ان تشعر باقدامك الباردة او لنكون اكثر دقة فانه من المتاخر ان لا تشعر بقادمك باردة لاننا اصلا وصلنا الى مستوى العنق عند نزولنا في مياه النهر الجليدية.
“سنعبر 20 من هذه الانهار اليوم” يحذرنا خورخي، ولا يمكنني التذمر، هذه الانهار الباردة والتي تنحدر من الانهار الجليديو والجبال من محمية لاغو خاينيميني الوطنية في منطقة ايسين التشيلية والتي ستزودنا بالمياه في رحلتنا التي ستستغرق 4 ايام للوصول الى متنزه باتاغونيا ومن الممكن ان تكون الامور اكثر سوءا.
“في بعض الاحيان هذه الانهار قد تصل الى مستوى الخصر” يقول خورخي “وبعض اعضاء جسمي ممتنة للغاية لان المياه لا تصل لهذا المستوى في هذه المرة”.
لقد كان هنالك بعض الالم في مرحلة انشاء هذا المتنزه الجديد والذي تم افتتاحه كليا هذا العام، وقد يصبح قريبا من اهم متنزه وطني.
البليونير الامريكي دوغ تومبكينز مؤسس العلامة التجارية نورث فيس واسبريت للملابس وزوجته كرستين الرئيس التنفيذي السابق لشركة باتاغونيا للملابس كانوا يعملون على هذا المشروع منذ سنوات، الخطة الطموحة جاءت لتوحيد الارض التي قاموا بشرائها في وادي تشاكابوكو عام 2004 مع المحميات الوطنية خاينيميني وتامانغو المجاورتين لانشاء متنزه مفتوح امام العامة تصل مساحته الى 650 الف فدان، حيث ياملون ان يصل الى حالة المتنزه الوطني في عام 2016 لكن من الممكن ان ياخذ الامر وقتا اكبر.
وفي مشروع اكبر حجما حيث يامل الزوج تومبكنز بتحويل طريق تشيلي الجنوبي السريع الموجود حاليا كاريتيرا اوسترال الى طريق سريع تصويري بمسافة 2000كم ببنية تحتية محسنة ومطورة والذي يمتد من مدينة بويرتو مونت ولغاية تييرا ديل فويغو مع مدخل الى 17 متنزه وطني على طول الطريق.
ان مهمتهم في وادي تشاكابوكو تتمثل في اعادة الاراضي العشبية الخضراء لباتاغونيا والتي تم القضاء عليها بسبب الرعي المفرط للاغنام والماشية، لكن هذا الامر قوبل بمعارضة وجدل محلي.
يقول لي خورخي ونحن نستعد لبدء رحلة التسلق من على ضفاف بحيرة خاينيميني الشبيهة بالمرآة: “طبيعة هذه المنطقة هي الحيوانات، المزارعين وتربية المواشي، فحين اشترى دوغ الوادي في عام 2004 شعر الناس بانه يتم الهجوم عليهم، لكن الامور تتغير وعلينا نحافظ على هذه الارض، لقد كان هنا الكثير من الحيوانات بالنسبة للنظام البيئي القابل للكسر”.
حين قامت جمعية الحفاظ على باتاغونيا المملوكة للزوجين توبكينز بشراء الارض في عام 2004، بدأت باغلاق حظائر المواشي، واخراج الاغنام والمواشي خارج الوادي وازالة جميع الاسياج لاعادة الارض الى حالتها الطبيعية الاولى، وادة او اثنتين من حظائر المواشي رفضت ان تبيعها لعائلة تومبكينز وبقوا هم وماشيهم في جزء من هذا المتنزه لكن في المقايل فان الارض بدت عليها الحياة البرية من جديد.
تم اتهام دوغ بالغرينغو الذي يتدخل بالشؤون الخاصة للمنطقة ويملي على دولة كيف تقوم باستخدام ارضها الخاصة واثقال كاهل الحكومة بكلفة متنزه وطني في المستقبل، وحماية القطط البرية التي تقتل المواشي في حظائر المناطق القريبة منها.
لقد التقيت به قبل ابدا رحلة التسلق حيث اشار لي بانه دفع ثمن ويملك هذه الارض، لذلك فهو يستطيع ان يفعل فيها ما يشاء لكنه كذلك يرى متنزه باتاغونيا كصورة مصغرة للصراع الذي يدور في العالم الاكبر بين التطوير والمحافظة، ويجادل قائلا بان متنزه وطني يمكن ان يوفر فرص عمل ودخل اكبر من تربية المواشي والتي يقول بان اثرها كان كارثيا على اراضي باتاغونيا الخضراء.
ويرى بان مقاومة انشاء هذا المتنزه الوطني يعد مثالا على التخلف الحضاري، ومع كون غالبية السكان يلاحقون الافكار المحافظة، “البشرية ما زالت بطيئة في التصالح مع التحولات الكبيرة، لكن الناس الذين يعدون من اشد المعارضين لاقامة المتنزه الوطني في العادة يصبحون المدافعين عن اقوى الحلفاء وهذا ابغض شيء”.
من السهل ان ترى لماذا يريد حماية هذا المكان، وبالرغم من انها تفتقر للدراما لابراج توريس ديل باين الغرانيتية الا انها ما زالت شريحة رائعة من باتاغونيا باراضي عشبية واسعة وقمم الجبال المغطاة بالثلوج وبحيراتها الشبيهة بالمرايا وانهارها سريعة الجريان.
حين كنا نقوم انا وخورخي برحلة التسلق ووصولنا الى الوادي الجميل كانت الشلالات تندفع متساقطة فوق الصخور الضخمة وهنالك نهر جليدي يظهر بين الجبال، وزوج من النسور سوداء الصدر كانت تحلق فوق الغابة، قمنا بتسلق سلسلة من الانحدارات الثلجية لنصل الى نقطة المراقبة فوق بحيرة فيردي حيث كان البط يبحر فوق مياه البحيرة الزرقاء المخضرة، من هنا كنت ارى ان البحيرة تعج باسماك السلمون المرقطة.
يعتقد دوغ بان الناس عندما يمضون بعض الوقت في اماكن بريه كهذا المكان، سيعودون كاصدقاء للبيئة متشددين او حتى يصبحون اكثر اهتماما بالعالم الطبيعي وفيما يتعلق بهذه النقطة فمن الصعب عدم الموافقة على هذا الامر.