القاهرة – ايمان مصطفى
لاتزال التجارة الإلكترونية هي الحصان الرابح في سباق الشركات الناشئة نحو النجاح والاستدامة. وقد بلغت مبيعات العالم من تجارة التجزئة الإلكترونية في 2016 حوالي 2 تريليون دولار، وسط توقعات بأن يتضاعف هذا الرقم بحلول عام 2020.
تحظى أمريكا بنصيب كبير من الأرقام العالمية بقطاع التجارة الإلكترونية، إذ جلب القطاع عوائد تُقدر بـ322.17 مليار دولار في 2016، وسط توقعات بأن تسجل 460 مليارًا بحلول 2020.
وعلى ما يبدو فتلك الأرقام لا تحصل عليها الولايات المتحدة من تسوق المقيمين بالدولة الكبرى فقط، بل يعود جزء منها لمتسوقين من دول أخرى.
“لينكس” هو موقع تجارة إلكترونية مصري يتيح لسكان مصر ودول الخليج التسوق من متاجر أمريكا، من مختلف القطاعات؛ وأهمها الموضة والجمال والإلكترونيات، على أن يتسلمها في دولته بدون مصاريف شحن.
أُطلق “لينكس” في نوفمبر 2014، كلُ من الرئيس التنفيذي مصطفى البتش، هو مهندس تطوير سابق في جوجل أمريكا، ومصطفى عيد المدير التقني، وهو مستشار هندسي سابق في أمريكا أيضًا، بالإضافة إلى الأمريكي “اليكس يانشر” كمدير للعمليات.
تم تسجيل الشركة في أمريكا. وفي نهاية العام الماضي حازت الشركة على تمويل غير مُعلن من Y Combinator.
الآن يعتمد “لينكس” على مجهودات 75 موظفًا في مصر وأمريكا، ويجري العمل فيه على قدمٍ وساق لإطلاق خدمات كل أسبوعيّن في دولة جديدة. وكانت البداية بالسعودية والإمارات الشهر الماضي. هذا ويخطط المؤسسون لدخول أسواق شمال أفريقيا وآسيا إفريقيا خلال عاميّن.
لعل اختيار المؤسسين لدول الخليج لتكون نقطة انطلاق “لينكس” لدول العالم، نابعًا من بعض الإحصاءات التي تؤكد أن القطاع سينمو في الخليج بواقع 40% بحلول عام 2020، لتسجل مبيعاته 41.5 مليار دولار.
توسع ذكي
تعتمد استراتيجية الفريق التوسعية على التكنولوجيا كليًا. إذ لم يأخذ المؤسسون على عاتقهم تعيين موظفي خدمة عملاء ولا استئجار مقار إدارية. “نحن في وقت أصبحت فيه التكنولوجيا هي كلمة السر، تطبيقات واتس آب وماسنجر تساعدنا على حل أي مشكلة تواجه العملاء أسرع بمشاركة الروابط وتحديد المقاسات والألوان، حتى أننا نملك خطًا ساخنًا سنقوم بوقفه قريبًا لأن العملاء لا يستخدمونه على الإطلاق”، حسب تصريحات أيمن الحكيم، مدير التسويق الإلكتروني في “لينكس”، في حواره الخاص لـ”انتربرنور العربية”.
تابع حكيم: “سنقوم قريبًا بتفعيل تقنية “ماسنجر بوت” Messenger Bot التي تقوم بالرد على استفسارات العملاء آليًا يواسطة تقنية الذكاء الإصطناعي بكل اللغات”.
وبما أن المنتج يتم شراؤه وتعبئته وشحنه من أمريكا لمكان العميل، لم يكن هناك حاجة من الأساس لاستئجار مقر إداري بالدولتيّن. وفي حال ما إذا حدث أي مشكلة في قياس أو لون، يبلغ المستخدم بالمشكلة وتكلف “لينكس” شركة شحن باستلام المنتج وإرساله لأمريكا، فيما تقوم الشركة برد المبلغ المدفوع بحساب المستخدم المصرفي.
ولتحقيق العوائد، يعتمد نموذج عمل “لينكس” على الإشتراكات الشهرية، ونسبة متغيرة على كل عملية شراء تُجرى على الموقع.
شحن دولي مجاني .. لماذا؟
ويوضح الحكيم: “إن أهم ما يميز “لينكس” عن منافسيها هو مجانية الشحن الدولي، كما أن أسواق الخليج ساعدتنا أكثر السوق المصرية فيما يتعلق برسوم الجمارك، إذ يبلغ سعر الإشتراك الشهري في مصر 299 جنيه مصري (حوالي 16.5 دولار) غير شامل الجمارك، فيما يبلغ سعر الإشتراك الشهري في السعودية والإمارات 15 دولارًا، بدون أي مصاريف إضافية”.
رفض حكيم الكشف عما إذا كانت المنصة وصلت لنقطة التعادل Breakeven. كما ولم يكشف عن عدد العملاء المسجلين على الموقع أو عدد الطلبيات التي جرت.
وتحدث حكيم عن التأثير المباشر لتعويم سعر صرف الجنيه المصري أمام الدولار “تأثرنا بعد تعويم البنك المركزي المصري لسعر صرف الجنيه، وانخفضت مبيعاتنا 50%، وعلى الصعيد الآخر رفعت الجمارك رسومها على البضاعة التي كنّا قد استوردناها بالفعل،و لكن عوضتنا مبيعات (بلاك فريداي)”.
انتشار رأسي
وفي الوقت الذي تعتمد فيه المنصة على حملات دعائية عبر شبكات التواصل الإجتماعي وبالأخص فيسبوك في مصر، و”جوجل أدورز”، يلعب انتشار السمعة word of mouth دورًا هامًا في الترويج للمنصة.
وليحصل المستخدم على طلبيته من أمريكا، يقوم بتسجيل بياناته وبيانات بطاقته الإئتمانية. ينسخ المستخدم روابط بطلباته من متاجر الولايات المتحدة فيحصل على سعر إجمالي يتم خصمه من بطاقته. في المقابل، تشتري “لينكس” المنتجات ونقوم بتعبئتها وتغليفها وتوصيلها لأي مكان في العالم خلال 15 يومًا من تاريخ عملية الشراء.
يعلق حكيم على سبب توجه المشترين إلى السوق الأمريكية قائلًا: “السوق الأمريكية ضخمة وأسعارها أرخص من جميع الأسواق العربية والناشئة بما لا يقل عن 50-70%. ومع وجود طلب متزايد على شراء منتجات تحمل العلامات التجارية الكبرى لجودتها، تأكدنا من وجود طلب في تلك الأسواق، وقررنا سد الفجوة”.
كما أن شبكتنا الكبيرة بمتاجر أمريكا تمنحنا ميزة تنافسية فيما يتعلق بالتسعير، الأمر الذي يساعدنا على توفير أسعار مناسبة للموردين.
من ثم لا عجب إذا عرفنا أن 40% من عوائد “لينكس” تعتمد على معاملات الشركة مع الموردين وتجار الجملة، “لذلك فنحن نمنحهم مزايا إضافية بتخصيص فريق دعم مستقل”، يقول حكيم.
فهل ستدعم طرق التوسع الذكية نمو “لينكس” عالميًا، ليتخطى نجاحها ما حققته في مصر؟