قال مقدم البرامج الحوارية الامريكي لاري كينغ مرة “هذا ما اذكر نفسي به يوميا، لا شيء ساقوله اليوم ساتعلم منه اي شيء، لذا اذا اردت ان اتعلم علي ان اقوم بذلك عبر الاستماع”.
خبراء التواصل يعتبرون ان الاستماع الجيد يعد انجازا اهم حتى من معرفة افضل طريقة للتحدث، حتى ان بعض الناس سيتفقون كذلك مع حقيقة ان الاستماع يتطلب مجهودا اكبر من التحدث.
حين تكون تجري مكالمة مبيعات مع احد الزبائن المهمين الذي يمثل صفقة كبيرة وعمولة كبيرة بالنسبة لك، فانك تقوم بافضل انطباع عبر الاستماع باهتمام الي ما يريد هو او هي ان يقوله لك، طرح اسلئة فعالة والتركيز على الاجابات وكانك مسيرتك المهنية باكملها تتوقف عل ذلك.
نحن جميعا نشعر باننا اقرب الى الاشخاص الذين يشعروننا باننا مميزون بالنسبة لهم، والاستماع الى ما نقوله هو التصرف الذي يجعلنا نشعر بهذا التميز لديهم في كل مرة يتكرر هذا التصرف.
لذلك نقدم لكم في هذا المقال بعض النصائح والطرق الذي يجعلك توسع مهاراتك في الاستماع لاحاديث الاخرين والاهتمام بكل ما يقولونه لك:
- الاستماع بكل جهدك
التزم بالمحافظة على نظرة العيون دون ان تجعل الشخص المتحدث بانك تحدق به، قم بالتركيز على المتحدث، وقم بالميلان بجسمك للامام لتوحي للشخص المتحدث بانك منفتح تماما لكل ما يقوله.
اومئ براسك، ابتسم او قم بطرح سؤال ذو صلة بالموضوع الذي يتحدث به اذا كنت تحتاج للتوضيح، بهذه الطريقة فانك تقوم بارسال رسالة غير شفوية بانك في هذه اللحظة تشعر بانك مشترك تماما في المحادثة التي تجري بين الطرفين المتحدثين.
كن حاضرا بشكل كامل بفكرك وجسدك خلال القيام بالمحادثة، وتأكد بان الطرف الاخر المتحدث سيتذكرك لوقت طويل بسبب اهتمامك والاستماع لحديثه.
- ابتسم
ابتسامه دافئة وحقيقية تعتبر اجمل انحناءه في جسم الانسان، حيث ان هذا التعبير اللطيف يقول عنك “يمكن التواصل معي وانا مهتم بالحديث معك”، وهذا يسهل مباشرة التعامل مع الاخرين.
عندما تبتسم خلال محادثة قصيرة فانك تجعل الناس يعرفون بانك تقدر التحدث معهم وتجعل من علاقاتك مع الاخرين ذات امد طويل.
- كن منفتحا واسترخ
لدينا خاصية بان ننطوي على انفسنا عندما لا نشعر بالراحة او نشعر باننا مهددون، حيث نقوم بوضع ايدينا وارجلنا او حتى كواحلنا بصورة متقاطعة، نلتزم بمجالسنا، وضع ايدينا في جيوبنا او حتى القايم بوضع اجسامنا بزاوية بعيدة عن الاخرين.
هذه الوضعيات تقوم بفاعلية بفصلك او ابعادك عن الشخص المتحدث، الخبيرة بلغة الجسد جانين درايفر كتبت في كتابها الاكثر مبيعا (انت تقول اكثر مما تفكر): “الاتجاه التي تكون فيه سرتنا تعكس تصرفنا ويكشف حالتنا العاطفية، حين نقوم فجأة بتحريك السرة باتجاه الباب او الى مخرج او بعيدا عن شخص ما، فاننا نقوم بصورة غير مباشرة بارسال اشارة باننا نريد ان ننهي المحادثة او حتى ربما الانتهاء من هذا التواصل باكمله”، درايفر تدعو هذا الامر بذكاء السره.
- كن حذرا من اللفتات العصبية
من الطبيعي ان تشعر بالتوتر في مواقف معينة لكن اذا اردت ان تختلط وتقابل الناس فعليك محاولة اخفاء توترك وعصبيتك بافضل صورة ممكنة.
العصبية تظهر نفسها في العديد من الطرق، من الاشارات الشائعة للتوتر والعصبية يتضمن القيام بجذب الشعر، المجهورات او الملابس، تعديل ربطة العنق، تنظيف حجرتك خلال دقائق قليلة، الضغط على قلم الحبر بصورة متكررة، التلويح بقدمك، التنقيب في بشرتك وعض اظافرك امام الناس.
حافظ على جميع اجزاء جسدك ساكنه قدر الامكان دون ان تظهر وكانك متشنج، حاول كذلك ان تسترخي وتاخذ نفسا عميقا اكثر من مره.
- ابدأ التواصل
اذا كان الناس لا يبدون بانهم يتوجهون اليك للتواصل معك، عندها قم انت بالمبادرة وكن الشخص الاول لتقول مرحبا لهم، هذا يظهر مدى الثقة بالنفس ويظهر كذلك مباشرة مدى اهتمامك بالشخص الاخر، عندما تبدأ المحادثة قم بالايماء براسك، ركز على ما يقوله الشخص الاخر وقاوم الرغبة الملحة لديك بالمقاطعة او اكمال الجملة للشخص المتحدث.
- قم بطرح الاسئلة
ترتفع معنويات الاخرين عندما تظهر التركيز والاهتمام الحقيقي بهم وبقصتهم، اذا قمت باهتمام فعال في حياة هؤلاء الاشخاص من حولك الناس سيتذكرونك ويقدرونك للقيام بهذا المجهود.
الاستماع الفعال وان تكون حاضرا بشكل كامل من اجل الاشخاص الاخرين سيجعلك حاضرا في ذهن الاخرين لدرجة لم تكن تتصورها، فان مجرد الرغبة بالخروج من نفسك واهتمامك يحصل فقط عندما يتم الجمع بين الحكم، كرم الروح والتعاطف مع نيتك في تقدير انسان اخر.