من السهل أن تنمو مع الجميع عندما يكون الوقت مؤاتياً، ولكن أن تنمو بعكس التيار يعني أن تكون قادراً بشكل ذاتي على النمو دون دعم خارجي، هذا فن ومهارة يمكن اكتسابها. خلدون الطبري نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة دريك أند سكل واحد من قلائل ممن يمكنهم الإفادة في هذا المجال.
شهدت سوق المنطقة تقلبات قوية أثرت بشدة في السنوات القليلة الماضية على كافة القطاعات عموماً وعلى قطاع الإنشاءات بشكل خاص، وبتحديد أكثر في دبي. كانت الهزة قوية زعزعت شركات كبيرة في القطاع والقطاعات المرتبطة به، لكنها لم تكن كذلك بالنسبة لدريك أند سكل. ربما العودة إلى أيام الأزمة ضروري لقياس الفارق بين دريك أند سكل وبين كل من كان يعمل أو ما يزال في هذا القطاع. قابلت خلدون الطبري للمرة الأولى في منتصف أزمة العقار، أي في مكتبه في دبي وحاله لم تكن تشبه أياً ممن كنت أقابلهم في تلك الأيام الصعبة. كان واثقاً هادئاً وسعيداً بإنجازات الشركة المتتالية التي يقودها والتي أوصلها اليوم إلى مصاف كبرى الشركات في المنطقة. يبدو أن الطبري يتمتع بواحدة من المزايا الفريدة في عالم الأعمال، وهي فن الصعود في كل الأوقات.
انتشار وتنوع
الصعود في أوان الصعود كالفترة التي تشهدها اليوم بعض دول المنطقة وبالتحديد المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر، لا يحتاج إلى الكثير من الفن ربما، فالموجة الآتية يمكنها رفع الجميع لكبرها وكثافتها. أما الصعود في كل الأوقات يعتمد على أمر أكثر جوهرية من مجرد مرور موجة مهما طالت ستكون عابرة وغير مستدامة. في هذا السياق كان لنا لقاءً خاص مع خلدون الطبري تناولنا فيه الكثير وبدايةً تحدثنا عن السر وراء النمو المستدام للشركة، التي تبدو كالنحلة الخفيفة المرنة والنشيطة والسعيدة بعملها.
وإن كان الطبري يرى أن الأزمة المالية العالمية تركت تداعيات جسيمة على الشركات الإنشائية التي كانت المتأثر الأكبر من جرّاء الركود الاقتصادي، وهو ما انعكس بصورة سلبية على مجتمع الأعمال الذي شهد تباطؤاً في وتيرة تنفيذ المشاريع وزيادة في حدة المنافسة بين الشركات، إلا أنه يؤكد بأنه وعلى الرغم من المنافسة الشديدة خلال مرحلة الأزمة، إلاّ أنه تمكن من الفوز بمشاريع حيوية وإتمام سلسلة من عمليات الاستحواذ على شركات أخرى.
ليس هذا فحسب وإنما يتابع مضيفاً: «وفي الوقت الذي تشتد فيه حدة المنافسة الإقليمية مع توجّه كبرى الشركات الأوروبية والآسيوية للاستفادة من الفرص الاستثمارية في دول الخليج العربي، نواصل في «دريك آند سكل إنترناشيونال» توسيع نطاق تواجدنا ضمن أسواق استراتيجية جديدة وتعزيز حضورنا القوي ضمن أسواق النمو الحالية عبر توفير محفظة متكاملة من الخدمات عالية المستوى. ويمكننا القول بأنّنا قادرون على المنافسة بقوة ضمن الأسواق الإقليمية، بالنظر إلى ما نتمتع به من خبرة واسعة وإمكانات عالية وتقنيات متطوّرة واعتماد رسمي من آيزو».
ولكن ما هو السر؟ يبدو أن الاستراتيجية التي تبناها الطبري هي «عندما ينحسر الجميع، تمدد». لعل في هذا الكثير من المنطق. ومن الواضح أن في ذلك علاجاً ناجحاً ولكن بشرط التنوع. يقول الطبري: «يضم نطاق عملنا العديد من القطاعات الحيوية ذات الفرص الواعدة وفي مقدمتها قطاع المياه والطاقة والسكك الحديدية والنفط والغاز. ومن هنا، عملنا خلال الأزمة المالية العالمية على توظيف خبراتنا الإقليمية والعالمية وتجاربنا الناجحة للدخول في عدد من أبرز المشاريع الحيوية ضمن القطاعات التي نعمل ضمنها. فعلى سبيل المثال، حازت «باسافانت-رويديجر المحدودة» (Passavant-Roediger GmbH)، الشركة الألمانية المملوكة بالكامل من قبل شركة «دريك آند سكل إنترناشيونال» (DSI)، على عدة عقود لتنفيذ مشاريع محطات معالجة مياه الصرف الصحي. ونجحنا في الآونة الأخيرة في توسيع نطاق محفظة خدماتنا عبر الاستثمار في التقنيات المتقدّمة ورأس المال البشري، وهو ما نتوقع أن يعود علينا بنتائج إيجابية لافتة في المستقبل القريب. وتمكنّا من الفوز مؤخراً بأول مشروع لنا ضمن قطاع السكك الحديدية، وهو ما يؤكد ثقتنا التامة بنجاح «دريك آند سكل للسكك الحديدية» بالتزامن مع الزخم الذي يشهده القطاع على المستوى الإقليمي».
توسع
من أسرار استدامة النجاح والنمو في كل الأوقات هو التخطيط الدائم والمستمر. عندما تكون في سوقاً منتعشة غالباً لا تفكر في الذهاب إلى أسواق أخرى. وهذا خطأ فادح. إلا إذا كنت قد حددت مسبقاً سقفاً لطموحك لا ترغب بتجاوزه. أما إذا كانت حقيقة الأمر غير ذلك فعليك التفكير مجدداً.
خلال فترة الأزمة كان من الطبيعي أن تخرج الشركات من أسواقها المحلية سعياً لتوسيع قواعدها جغرافياً. إذا حاولت فعل ذلك ربما ستنجح. ولكن الأمر ليس مؤكداً. الطبري لم يفعل ذلك لم يخرج من دبي عند بدء الأزمة كما فعلت باقي الشركات. خروجه من دبي سبق الأزمة بخطوة. أي أنه خطط للخروج ورسم خرائطه في أماكن جديدة خارج دبي التي كانت حينها في ذروة لمعانها. فالمبدأ هو في التخطيط الدائم والمستدام للتوسع وفتح آفاق جديدة. النتيجة بالنسبة لدريك أند سكل كانت أنه عندما جاءت الأزمة كانت الشركة على أتم استعداد لدخول أسواق جديدة أقل تأثر بتداعيات الأزمة.
اليوم مجدداً الطبري يركز على خطط التوسع. يقول: «نعمل خلال العام الجاري على تطبيق خططنا المتمحورة حول تنفيذ مجموعة من المشاريع الحيوية والاستحواذ على مشاريع جديدة في سبيل تعزيز حضورنا القوي ضمن الأسواق الرئيسية. وتأتي السعودية والإمارات في صدارة الأسواق الإقليمية المستهدفة والواعدة في كافة القطاعات الحيوية، كما تحظى السوق القطرية أيضاً بأهمية خاصة باعتبارها سوقاً واعدة بالنسبة لنا لا سيّما بالتزامن مع النمو المطّرد في حجم أعمالنا في قطر وحصولنا على العديد من المشاريع الجديدة في الآونة الأخيرة. وبالمقابل، تشهد أعمالنا في الكويت والجزائر والهند تطوراً لافتاً على مستوى كافة عملياتنا التشغيلية، أما عقودنا ضمن السوق الأردنية والمشاريع الجارية في جنوب العراق فستساهم إلى حدّ كبير في تعزيز نمو أعمالنا خلال العام الجاري. وهناك العديد من المشاريع التي فازت بها شركة «باسافانت-رويديجر المحدودة» التابعة لنا في العديد من الدول والتي سنقوم بالإعلان عنها في الوقت المناسب».
التنوع هو الرديف الثاني للتوسع. لا يقتصر نطاق عمل «دريك آند سكل إنترناشيونال» على قطاع الإنشاءات فحسب، وإنما يشمل العديد من القطاعات الحيوية ذات الفرص الواعدة وفي مقدمتها قطاع الأعمال الميكانيكية والكهربائية والصحية والمقاولات المدنية والمياه والطاقة والسكك الحديدية والنفط والغاز. وتمكّنت «دريك آند سكل إنترناشيونال» من بناء سمعة مرموقة كشركة رائدة في توفير محفظة متكاملة من الخدمات والحلول الهندسية عالية المستوى التي تلبي احتياجات قاعدة متنامية من العملاء.
يقول الطبري: «يأتي أداؤنا القوي ليعكس التزامنا الدائم بالتميز والابتكار في سبيل تعزيز حضورنا العالمي وتوسيع نطاق انتشارنا ضمن أسواق النمو الرئيسية. ويتجلى نجاح منهجيتنا الطموحة في عدد المشاريع الجديدة التي فزنا بها خلال العام 2013، والبالغة قيمتها الإجمالية 7.5 مليار درهم إماراتي مقارنةً بـ 5.4 مليار درهم في العام 2012. وشكّل العام الماضي محطة هامة بالنسبة لنا في «دريك آند سكل إنترناشيونال»، إذ حققنا مستوى قياسي في نمو الإيرادات وقيمة المشاريع قيد التنفيذ، فضلاً عن ارتفاع القيمة السوقية لسهم الشركة بأكثر من 70 % مع تزايد استقرار العمليات التشغيلية ضمن قطاع البناء والإنشاءات».
ويتابع: «كما نجحنا بالفوز بمشاريع جديدة بقيمة 1.19 مليار درهم خلال الربع الأول والثاني من عام 2014 في كل من الإمارات، والسعودية، والكويت، وأوروبا والهند ضمن قطاع الهندسة والإنشاءات ومعالجة المياه».
حضور
تعمل الشركة خلال العام الجاري على تطبيق خططها المتمحورة حول تنفيذ مجموعة من المشاريع الحيوية والاستحواذ على مشاريع جديدة في سبيل تعزيز حضورها القوي ضمن الأسواق الرئيسية. وهناك العديد من المشاريع سنقوم بتسليمها خلال العام الحالي ومشاريع أخرى في العام 2015 و2016 في العديد من الدول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا وأوروبا.
وتشتمل بعض المشاريع:
– مشروع توسعة «مول الإمارات»
– مشروع «النظام الآلي لنقل المسافرين» في «مطار دبي الدولي»
– الأعمال الهندسية لـ «مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي» ومرفق صحي ومشروعي تطوير تجاري في الكويت
– الأعمال الميكانيكية والكهربائية والصحية في جامعة الملك سعود في الرياض
– أبراج لمار
– الأعمال هندسية لتطوير مشروع «قطر مول»
في المملكة العربية السعودية حضور دريك أند سكل مميز بقدر تميز السوق السعودية. ففي المملكة تعمل الشركة على مجموعة مشاريع. منها برج الجوهرة الواقع على كورنيش جدة، الذي يعتبر مشروع سكني فاخر وأحد أبرز المعالم المرموقة. يقول الطبري: «نحن في «دريك آند سكل إنترناشيونال» نعمل بشكل مستمر من أجل توفير أفضل الخدمات التي من شأنها ترسيخ مكانة المشروع كإضافة هامة للمشهد العمراني المحلي، وذلك عقب تسليمه في نهاية العام 2014. ونستند في تنفيذ العقود الجديدة إلى إمكاناتنا العالية التي لطالما شكلت دعامة أساسية لتعزيز حضورنا المحلي القوي كشركة رائدة في مجال الأعمال الهندسية».
كما فازت الشركة مؤخراً بمشروع أبراج الأصيلة في جدة وهو عقد بقيمة 135 مليون درهم إماراتي لتوفير حلول الأعمال الميكانيكية والكهربائية والصحية لـ «أبراج أصيلة»، المشروع المؤلف من فندق 5 نجوم وشقق فندقية. ويعتبر مشروع «أبراج أصيلة» إلى جانب المشاريع الأخرى دليل على مدى إمكانيات الشركة الهندسية في السوق السعودي وعلى مدى الثقة التي تتمتع بها «دريك آند سكل» في مختلف القطاعات ضمن المملكة العربية السعودية وبالأخص في جدة.
أما في مشروع «أبراج لمار» الذي واجه بعض الصعوبات، فالعمل جاري ضمن الجدول المحدد ويؤكد الطبري أن التسليم سيكون في الوقت المحدد، يقول: «سنقوم بتسليمه إن شاء الله وفق الجدول الزمني المحدد وذلك بحلول الربع الرابع من العام 2015، ويمثل مشروع «أبراج لمار» تأكيداً على مدى الثقة المتزايدة بالإمكانات البشرية والفنية العالية والخبرة العملية الواسعة والحضور القوي لشركة «دريك آند سكل إنترناشيونال» ضمن السوق السعودي».
يرى الطبري أن المملكة العربية السعودية من كبرى الأسواق الواعدة في المنطقة. وتعمل الحكومة السعودية على الاستثمار في كافة المجالات لا سيّما في قطاع البناء والإنشاء بهدف تحديث البنى التحتية وتطوير المرافق الحيوية المحلية. وتندرج الرياض ضمن أولويات الحكومة السعودية خلال السنوات القادمة. يقول: «هناك العديد من المشاريع المقررة والتي نتطلع إلى أن يكون لنا حصة كبيرة فيها. وبالنظر إلى تجربتنا في السعودية، نعتقد بأنّنا تمكنا من تحقيق نجاح ملحوظ في تطوير عدد من أبرز المشاريع العقارية والإنشائية، وذلك استناداً إلى خبرتنا الدولية الواسعة وفهمنا المعمّق لديناميكيات السوق المحلية. ومن هنا، نثق بقدرتنا على مواصلة بناء حضور قوي لنا والفوز بمشاريع جديدة ضمن السوق السعودية الواعدة خلال العام الحالي. وتمكنت «دريك آند سكل إنترناشيونال» من تطوير عدد من أهم المشاريع الرائدة في المملكة لا سيّما في الفترة الأخيرة. وتشتمل هذه المشاريع على عقد استكمال مشروع «أبراج لمار» في مدينة جدة وتطوير المرحلة الثالثة من مشروع جبل عمر وعقد تنفيذ الأعمال الميكانيكية والكهربائية والصحية في مدينة الملك فهد الطبية في السعودية بالإضافة إلى العديد من عقود الإنشاءات المدنية».
بخلاف كثيرين لا يرى الطبري أن سوق المملكة تشكي من ضعف في البنية القانونية والتنظيمية. ويعتقد أن التطوّر الاقتصادي والنهضة الحضارية التي شهدتها المملكة ساهم إلى حدّ كبير في الارتقاء بالبنية القانونية وخاصةً في القطاعات الحيوية وفي مقدمتها القطاع العقاري الذي بات أحد أهم القطاعات الجاذبة للاستثمارات الإقليمية والدولية.
يقول: «أنّنا نرى بـأنّ المملكة تتجه بصورة متزايدة نحو إشراك القطاع الخاص بفعالية أكبر لتلبية الطلب المتزايد على قطاع الإنشاءات. وتدل كل الأرقام على آفاق نمو حجم الاستثمارات في السوق السعودية على المدى الطويل. ونرى من جانبنا في «دريك آند سكل» بأنّ للمطورين العقاريين حظوظ وفرص هائلة في تنفيذ عدد كبير من المشاريع العقارية التي من شأنها سد النقص ضمن سوق السعودية».
الكفاءات التشغيلية العالية وفلسفتنا المؤسسية القائمة على الكوادر البشرية المؤهلة والابتكار والشغف هي الدافع الرئيسي وراء تحقيق التميّز. هذا ما يؤكده الطبري الذي يقول: «من هنا نمتلك في «دريك آند سكل إنترناشيونال» الحلول اللوجستية لكافة المشاكل التي قد تواجهنا. أما بالنسبة لأسعار البناء فلا شك بأنها تشكل تحدياً أمام كافة الشركات العاملة في هذا المجال، ولكن نعمل بكافة الطرق من أجل تخطي زيادة الأسعار».
إعمار المنطقة
لطالما حظيت مشاريع البناء والإنشاء باهتمام واسع باعتبارها إحدى أبرز الاستثمارات الحيوية والتي تساهم في دعم إمكانيات النمو وخلق فرص عمل واعدة وتحسين جودة الخدمات العامة والارتقاء بمستوى التنافسية الاقتصادية. وتشير الإحصاءات إلى أنّ حجم مشاريع البناء والإنشاء في دول مجلس التعاون الخليجي سجل نمواً بنسبة 13 % ليصل إلى 65.5 مليار دولار بنهاية العام الماضي، وتشير التوقعات إلى أن قيمة المشاريع المرتبطة بقطاع مواد البناء والإنشاءات الجارية والمستقبلية حتى 2020 ستبلغ نحو 2.5 تريليون دولار في كل دول مجلس التعاون، وهو ما يمثل دليلاً قوياً على تسارع وتيرة الانتعاش عقب الأزمة التي أبطأت قطاع الإنشاء إلى حدّ ما إلاّ أنها لم توقف عزيمة المستثمرين والحكومات على المضي قدماً في تنفيذ المشاريع الحيوية.
من جهتها تلتزم «دريك آند سكل إنترناشيونال» بوضع خبراتها الواسعة في مجال أنظمة التصميم والهندسة والبناء المتكاملة الخاصة بالأعمال الميكانيكية والكهربائية والصحية والمقاولات المدنية والمياه والطاقة والسكك الحديدية والنفط والغاز، من أجل دفع عجلة التنمية الشاملة في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط.
عادت دبي فعدنا
مما تقدم يمكننا الجزم بأن الشركة اليوم بأحسن حال، وبالفعل بحسب الطبري تعمل الشركة بشكل مستمر على تحسين وتطوير نطاق عملها في سبيل ضمان تقديم أفضل الخدمات عالية المستوى في مجال أنظمة التصميم والهندسة والبناء المتكاملة والمقاولات المدنية والمياه والطاقة والسكك الحديدية والنفط والغاز وتسليم المشاريع الحيوية في الوقت المحدد.
وحققت الشركة خلال العام الماضي إنجازات لافتة، حيث فازت بالعديد من العقود في المملكة العربية السعودية وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان ومصر والجزائر والعراق والأردن بالإضافة إلى بعض المشاريع في الهند. وتسير الشركة اليوم بخطى ثابتة لمواصلة النجاحات المتتالية عبر الدخول في مناقصات كبرى وتقديم أفضل الخدمات للمساهمة في تنفيذ عدد من أبرز المشاريع الرائدة في المنطقة والعالم استناداً إلى ما تتمتع به من خبرة واسعة وإمكانات بشرية وتقنية عالية المستوى.
المقر الرئيسي للشركة موجود في دبي، وهناك كانت بداية انطلاق الشركة. إلا أن الأزمة دفعت بها للخروج بقوة إلى أسواق الجوار. واليوم بعد أن عادت الأمور إلى مجاريها في دبي عادت دريك أند سكل بوضع تركيز تحظى إمارة دبي بأهمية كبيرة بالنسبة لنا وهناك العديد من المشاريع الذي نقوم بتنفيذها حالياً بالإضافة إلى مشاريع جديدة سيتم الكشف عنها في الوقت المحدد، فعلى سبيل المثال وقعت مؤخراً «دريك آند سكل للأعمال الهندسية» اتفاقية شراكة مع «الحبتور ليتون سبيكون» لتنفيذ الأعمال الميكانيكية والكهربائية والصحية لمشروع «مدينة الحبتور» في إمارة دبي، والذي يعد أكبر مجمع متكامل للفنادق في منطقة الشرق الأوسط، وفوزنا بعقد بقيمة 110 مليون درهم لمشروع توسعة «مول الإمارات»، كما فازت «دريك آند سكل للسكك الحديدية» بعقد بقيمة 35 مليون درهم لتنفيذ مشروع «النظام الآلي لنقل المسافرين» في «مطار دبي الدولي»، بالإضافة إلى فوز «الشركة الخليجية للإنشاءات الفنية» التابعة لـ «دريك آند سكل إنترناشيونال»، بعقد بقيمة 375 مليون درهم إماراتي لتنفيذ الأعمال الإنشائية لمشروع «ذا بوينت» في نخلة جميرا، دبي والتابع لشركة «نخيل».
ويمكننا القول أن العام 2013 شهد تحسناً لافتاً في الظروف الاقتصادية العالمية، ما ساهم إلى حدّ كبير في الحد من مخاطر الأعمال على المدى القصير. ولعلّ المحطة الأبرز خلال العام 2013 تتمثل في عودة ثقة المستثمرين بقطاع العقارات في دولة الإمارات، وذلك بالتزامن مع إعلان حكومة دبي عن خطط استضافة معرض «إكسبو 2020». ومن ثمّ جاء الفوز التاريخي بـ «إكسبو 2020» ليؤكد نجاح استثمارات دبي في تحديث البنية التحتية المحلية بما يرقى إلى مستوى التنافسية العالمية. وبالمقابل، كشفت التقديرات الصادرة عن «دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي»، خلال مؤتمر «وجهة دبي 2020»، عن أنّ معدل الإنفاق على مشاريع التطوير الجديدة سيصل إلى نحو 8,8 مليار دولار أمريكي استعداداً لاستضافة «إكسبو دبي 2020».
سألته بوضوح: «هل هناك خشية من فقاعة عقارية جديدة في ظل الارتفاع الكبير لأسعار العقارات في الإمارات؟»
وأجاب: «إن ما يشهده سوق العقارات في الإمارات والمنطقة ككل يعتبر انتعاشاً لهذه الأسواق، ويمكن القول بأنّ معنويات السوق الإقليمية أكثر من إيجابية، على الرغم من وجود بعض التساؤلات حول إمكانية حدوث طفرة محتملة أخرى خلال المرحلة المقبلة».
وأضاف: «أعتقد أن دولة الإمارات تأخذ بعين الاعتبار الارتفاع الكبير في أسعار العقارات وتحرص على عدم تكرار تجربة الأزمة السابقة».
هناك نظرة تفاؤلية بأن يشهد العام 2014 زخماً كبيراً على صعيد المشاريع الجديدة ونشاطاً لافتاً على مستوى المشاريع القائمة. ويأتي ذلك في ظل تزايد إقبال المستثمرين على المخاطرة، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار الأصول وتدفقات رأس المال ضمن الاقتصادات الناشئة. ومع ذلك، يمكننا التأكيد على أنّ الحالة السوقية الراهنة أفضل بكثير مقارنةً بالسنوات الماضية