الرياض – خاص
في ظل التحولات المتسارعة التي تشهدها مدينة الرياض، تبرز الحاجة إلى أذرع تشغيلية قادرة على إدارة الأصول الحيوية ورفع كفاءتها وتحويلها إلى منظومات اقتصادية متكاملة. وفي قلب هذه المنظومة، تعمل شركة مرافد بوصفها الذراع التشغيلي لشركة الرياض القابضة في قطاع الأصول الصناعية واللوجستية والبنية التحتية التشغيلية.
يقود هذه المهمة الأستاذ حسن العمران – الرئيس التنفيذي لشركة مرافد، بخبرة تمتد لأكثر من 27 عامًا في التشغيل والإدارة والتطوير المؤسسي.
في هذا الحوار معنا، يفتح العمران نافذة واسعة على دور الشركة، أولوياتها، مشاريعها، وتأثيرها على مستقبل العاصمة.
يتحدث عمران عن الدور الذي تؤديه مرافِد داخل شركة الرياض القابضة وما الذي يميزها مقارنة بالشركات الأخرى ويوضح أن “:
مرافِد اليوم ليست مجرد شركة تشغيل، بل منظومة متكاملة لإدارة الأصول التي تشكل العصب التشغيلي لمدينة تنمو بسرعة استثنائية مثل الرياض. ويتابع موضحًا أن طبيعة الأصول التي تديرها الشركة؛ من مراكز لوجستية، إلى تجمعات تدوير، إلى مناطق صناعية ومرافق عامة؛ تتطلب خبرات تشغيلية متقدمة ونموذج عمل قادر على وضع كل أصل ضمن منظومة اقتصادية أوسع.
ويضيف، ما يميز مرافد داخل شركة الرياض القابضة هو أنها الجهة التي تتولى تحويل الأصول إلى قيمة مستدامة. نحن لا ندير اليوم، بل نؤسس لغدٍ أكثر كفاءة ونضجًا وتشغيلًا، ويؤكد أن الشركة تعمل وفق رؤية واضحة تستهدف رفع كفاءة الأصول، وتحسين العائد الاقتصادي، وتوفير بيئات تشغيلية منظمة تدعم النمو الصناعي واللوجستي في العاصمة.
- أنتم تعملون عبر خمس مسارات رئيسية.. ما القطاعات التي تشكل أولوية لكم اليوم؟ وكيف تسهم في بناء منظومات اقتصادية في العاصمة؟
الأولوية تُمنح للقطاعات التي تمسّ مباشرة الحركة الاقتصادية اليومية وتؤثر على جودة الحياة في المدينة: “نعمل على بناء منظومات تشغيلية متكاملة تبدأ من تجمعات التدوير، وتمتد إلى الخدمات اللوجستية ومراكز إيواء الشاحنات، مرورًا بالبنية التحتية الصناعية، ووصولًا إلى حلول المواقف الذكية والأصول المرتبطة بالأسواق. هذه القطاعات مترابطة، وكل قطاع يعزز الآخر”.
ويضيف أنه كلما تحسّنت جودة هذه المرافق، أصبح تأثيرها على الاقتصاد أكثر وضوحًا. مثلاً:
“عندما ترفع كفاءة التخزين والتوزيع أو توفر مناطق صناعية منظمة أو تنظم الحركة في المناطق الحضرية، فأنت في الحقيقة تعيد تشكيل سلاسل القيمة في العاصمة، وتؤثر بشكل مباشر في تجربة السكان والمستثمرين”
- تمتلكون عدة مشاريع حيوية. ما أبرز الأصول التي تعملون على تطويرها اليوم؟ وما تأثيرها المتوقع على سلاسل القيمة الصناعية واللوجستية؟
مجموعة الأصول التي تديرها مرافد تُعد من أكثر المواقع تأثيرًا في الحركة الاقتصادية اليومية في المدينة :” نحن ندير اليوم مشاريع محورية مثل مدينة تجميع المعادن، ومركز العريجاء، ومركز الشرق، إلى جانب تطوير مجموعة مباني مواقف في المدينة الذي هو جزء من مستهدفات شركة مرافد.
ومواقع جديدة للتطوير الصناعي ومراكز لإيواء الشاحنات، ويرى العمران أن هذه الأصول ليست مشاريع تشغيلية فحسب، بل هي محركات لسلاسل قيمة كاملة. ويوضح:
“هذه المواقع تخلق فرصًا أكبر للقطاع الصناعي، وتحسن من كفاءة الخدمات اللوجستية، وتقدم بيئة عمل منظمة وآمنة، وهذا بدوره يرفع مستوى الاستدامة ويُعزز من قدرة الرياض على جذب الاستثمار الصناعي”.
- مع دخول عام 2026، ما أهم المشاريع والمبادرات التي ستقودها مرافِد؟ وكيف ستنعكس على التحول التشغيلي والرقمي؟
2026 سيكون عامًا محوريًا بالنسبة للشركة سندخل مرحلة جديدة من التوسع في الأصول، وسنعمل على تحسين الكفاءة التشغيلية بشكل غير مسبوق، خاصة فيما يتعلق بتحديث البنية التحتية الصناعية واللوجستية، وتطوير منظومات الجودة والسلامة والبيئة، كما يشير إلى أن التحول الرقمي سيكون محورًا أساسيًا: نحن نعمل على نماذج تشغيل رقمية تشمل مراقبة الأصول، وإدارة العمليات لحظيًا، وتحسين تجربة المستفيدين من خلال أنظمة رقمية متكاملة. هذا التحول ليس تقنيًا فقط.. بل هو جزء من إعادة تشكيل دور الشركة في منظومة العاصمة.
- القيمة الاقتصادية واضحة، لكن ماذا عن القيمة التشغيلية والاجتماعية التي تقدمها مرافِد؟
القيمة الحقيقية لا تُقاس بالأرقام فقط، بل بالأثر المباشر على الناس، جزء كبير من عملنا مرتبط بتحسين جودة الخدمات اليومية لآلاف المستخدمين. نحن نرفع معايير السلامة، نُحسّن التجربة التشغيلية، ونسعى إلى توفير بيئات عمل منظمة وآمنة. هذه ليست إضافة جانبية…هذه جزء من فلسفة مرافد. ويتابع: التنمية التشغيلية هي تنمية اجتماعية بالدرجة الأولى. عندما تنظم حركة الشاحنات، أو تدير تجمعات التدوير بكفاءة، أو تطور مرافق عامة، فأنت في الواقع ترفع جودة الحياة في المدينة”.
- ما الدور الذي تتوقعون أن تلعبه مرافد في دعم تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030؟
مرافد جزء أصيل من رؤية الرياض القابضة، وبالتالي جزء من رحلة العاصمة نحو تحقيق مستهدفات رؤية 2030. ويشرح: مساهمتنا واضحة في تنويع الاقتصاد، ورفع كفاءة الأصول العامة، وتمكين القطاع الخاص، وتعزيز الاستدامة من خلال الاقتصاد الدائري، ويضيف: لدينا دور مباشر في دعم القطاعات الصناعية واللوجستية، وفي تحسين تجربة السكان، وفي بناء بنية تشغيلية حديثة تتماشى مع طموحات المملكة في أن تكون الرياض ضمن أهم العواصم الاقتصادية عالميًا.” ويختم قائلًا: هذا هو جوهر عمل مرافد.. أن نُشغّل اليوم، ونبني للغد.

