دبي – خاص
نمو متسارع وفرص واعدة أمام روّاد الأعمال – حوار مع فاليريو سولداني المفوض التجاري الإيطالي في الإمارات وسلطنة عُمان
في ظل تسارع وتيرة المشاريع العملاقة في دولة الإمارات، واستمرار الطلب المتنامي على حلول البناء المتقدمة والمستدامة، تبرز إيطاليا كأحد أبرز الشركاء الدوليين في قطاع مواد البناء والتقنيات الهندسية. ومع تسجيل الصادرات الإيطالية في هذا القطاع أكثر من 166 مليون يورو خلال عام 2024، تتأكد متانة العلاقات التجارية بين البلدين، لا سيما على مستوى ريادة الأعمال والصناعة المتخصصة.
في هذا الحوار الخاص مع Entrepreneur Al Arabiya، يسلّط
فاليريو سولداني، المفوض التجاري الإيطالي لدى دولة الإمارات وسلطنة عُمان، الضوء على محركات هذا النمو، ودور الشركات الصغيرة والمتوسطة، وأهمية الاستدامة، وفرص التوسع أمام المصنعين الإيطاليين في السوق الإماراتي خلال المرحلة القادمة.
تجاوزت الصادرات الإيطالية في قطاع البناء والتشييد إلى دولة الإمارات 166 مليون يورو في عام 2024. ما أبرز العوامل الاقتصادية والسوقية التي تقف خلف هذا النمو السريع، لا سيما من منظور ريادة الأعمال والصناعة؟
يعود الأداء القوي للصادرات الإيطالية إلى السمعة العريقة التي تتمتع بها إيطاليا في مجال مواد البناء عالية الجودة، والتقنيات المتقدمة، والتميّز الهندسي. كما تتماشى الشركات الإيطالية بشكل وثيق مع مسيرة التطور العمراني وتوسّع البنية التحتية في دولة الإمارات، من خلال تقديم حلول تجمع بين الاستدامة والتصميم والابتكار الصناعي.
ويكمن جوهر هذا الزخم في روح ريادة الأعمال، حيث يضم القطاع مصنعين متخصصين بدرجات عالية، لا سيما في مجالات الصمّامات، والحنفيات، ومكونات محطات الطاقة الحرارية، ومعدات معالجة الأحجار، والواجهات المعمارية. وتتميّز هذه المنتجات عالمياً بالاعتمادية والأداء والحِرفية، ما يجعلها متوافقة بشكل طبيعي مع الطلب المتزايد في الإمارات على حلول بناء فاخرة وجاهزة للمستقبل، الأمر الذي يعزز التبادل التجاري الثنائي ويسرّع نمو الصادرات خلال 2024.
مع مشاركة نحو 100 شركة مصنّعة إيطالية في معرض Big 5 Global ومعرضBig 5 Global ومعرض Marble & Stone World، كيف تعمل إيطاليا على تمكين شركاتها، ولا سيما الشركات الصغيرة والمتوسطة، من التنافس والتميّز في منظومة البناء الديناميكية في الإمارات؟
تقوم إيطاليا بدعم نحو 100 شركة مصنّعة من خلال أجنحة وطنية منسّقة، وشراكات استراتيجية مع أبرز الهيئات الصناعية مثل ANIMA Confindustria، وUNACEA، وFINCO، وConfindustria Marmomacchine، إضافة إلى الدعم عبر برامج OpportunITALY المتخصصة في تنظيم اللقاءات التجارية وربط المشترين.
ويمنح هذا الحضور المتكامل الشركات الصغيرة والمتوسطة مستوى عالياً من الظهور والمصداقية وإمكانية الوصول إلى قنوات أعمال منظمة، ما يعزز موقعها داخل السوق الإماراتي شديد التنافسية. ومن خلال عرض ابتكارات متقدمة في أنظمة البناء، والواجهات، وتقنيات الأحجار، والآلات، والأسطح الهندسية، تضمن إيطاليا أن تُنظر إلى شركاتها ليس كمورّدين فقط، بل كشركاء تقنيين يساهمون في التنمية طويلة الأمد للمنطقة.
بلغ إنتاج قطاع تقنيات البناء الإيطالي 18.69 مليار يورو، فيما وصلت الصادرات إلى 12.38 مليار يورو خلال العام الماضي. ماذا يعني هذا الأداء الصناعي القوي للمبتكرين ورواد الأعمال الإيطاليين الباحثين عن فرص خارجية؟
لا يزال قطاع تقنيات البناء في إيطاليا يتمتع بقوة تنافسية عالية على المستوى الدولي، مدعوماً بأكثر من 56 ألف موظف وأداء قوي عبر مختلف فئات المنتجات. ويعكس هذا الأداء أن المبتكرين ورواد الأعمال الإيطاليين يعملون وفق معايير عالمية تتماشى مع متطلبات الأسواق الدولية، لا سيما في مناطق مثل الخليج التي تولي أهمية كبيرة للجودة والمتانة والدقة الهندسية.
وبالنسبة للشركات الإيطالية الساعية للتوسع خارجياً، فإن هذا النجاح الصناعي يترجم إلى مصداقية دولية أعلى، وطلب متزايد على الخبرات الإيطالية، وفرص أوسع للتوسع في الأسواق عالية النمو، وعلى رأسها دولة الإمارات.
تسرّع دولة الإمارات تنفيذ مشاريع حضرية كبرى مع تركيز قوي على الاستدامة ومدن المستقبل. كيف تتماشى الشركات الإيطالية، المعروفة بالحِرفية والتصميم والتميّز الهندسي، مع هذه الأولويات الوطنية؟
تتميّز الشركات الإيطالية بقدرتها على الدمج بين الحِرفية والتصميم والاستدامة والهندسة المتقدمة، وهي عناصر تنسجم تماماً مع رؤية دولة الإمارات للنمو الحضري المستدام والتميّز المعماري.
وفي كلا المعرضين، تعرض الشركات الإيطالية حلولاً تجمع بين الجمال والاستدامة، سواء عبر أنظمة بناء متطورة، أو واجهات موفّرة للطاقة، أو تقنيات أحجار عالية المتانة، أو مكوّنات صناعية دقيقة. ويعكس ذلك قدرة إيطاليا على دعم رؤية الإمارات في إنشاء مدن مرنة وجاهزة للمستقبل.
تهدف مبادرات مثل OpportunITALY إلى تعزيز الربط التجاري وفتح مسارات أعمال جديدة. ما الدور الذي تلعبه هذه المنصات في دعم دخول الشركات الإيطالية الناشئة والمتوسطة إلى أسواق الخليج ونموها؟
تلعب منصة OpportunITALY دوراً مهماً في تمكين الشركات الإيطالية والمشترين في دول مجلس التعاون الخليجي من بناء علاقات تجارية مستدامة بعد انتهاء المعارض، عبر أداة رقمية متطورة. وقد تم تطوير المنصة من قبل المقر الرئيسي لوكالة التجارة الإيطالية في إيطاليا، بدعم فريق متخصص متواجد في
وبصفتها برنامجاً لتسريع الأعمال برعاية وكالة التجارة الإيطالية ووزارة الخارجية والتعاون الدولي، تهدف المنصة إلى ربط المشترين والموزعين ورواد الأعمال الدوليين بالخبرات الإيطالية. ومن خلال المطابقة الرقمية للأعمال والمحتوى المتخصص حسب القطاعات، تسهم OpportunITALY في تسهيل التواصل التجاري، وتعزيز فرص الشراكات، وخلق مسارات منظمة جديدة لنمو الشركات الإيطالية في المنطقة.
يعرض الجناح الإيطالي أفضل ما في “صُنع في إيطاليا” عبر قطاعات البناء والمواد وحلول الأحجار. من وجهة نظر ريادية، ما الرسالة الاستراتيجية التي توجهها إيطاليا إلى المستثمرين والمطوّرين وقادة القطاع في المنطقة؟
يبعث الجناح برسالة واضحة مفادها أن إيطاليا شريك ملتزم وعالي الكفاءة لمستقبل البناء والتصميم في الشرق الأوسط.
ومع مشاركة ما يقارب 100 شركة متخصصة في قطاعات البناء والمواد والأحجار، تستعرض إيطاليا ليس فقط منتجات، بل منظومة صناعية متكاملة قائمة على الجودة والإبداع والاستدامة والتميّز الهندسي. وتؤكد هذه الرسالة أن المصنعين الإيطاليين يجمعون بين الإرث العريق والابتكار، ويوفرون حلولاً قادرة على دعم أكثر المشاريع طموحاً في دولة الإمارات.
بالنظر إلى عام 2025، أين ترون أكبر فرص النمو أمام الشركات الإيطالية في قطاع البناء ومواد البناء في دولة الإمارات؟
استناداً إلى الزخم الحالي، تكمن أكبر فرص النمو في القطاعات التي تُظهر فيها إيطاليا أداءً قوياً، والتي يشهد فيها الطلب في الإمارات نمواً مستمراً، ومن أبرزها:
- أنظمة البناء عالية الأداء والواجهات المعمارية
- حلول التظليل الشمسي والمكوّنات المعمارية المستدامة
- تقنيات الأحجار المتقدمة والأسطح الهندسية
- الآلات والمكونات الصناعية وتقنيات البناء
- الصمّامات والحنفيات ومعدات المحطات الحرارية، وهي من أقوى فئات التصدير الإيطالي
ومع استمرار تنفيذ المشاريع الكبرى في دولة الإمارات، والتركيز المتزايد على البناء المستدام العالمي المستوى، تتمتع الشركات الإيطالية بموقع قوي لتعزيز حضورها وزيادة حصتها السوقية خلال عام 2025.


