من بينها أسهم شركة Critical Metals التي قفزت 241% خلال الأشهر الثلاثة الماضية
دبي 5 نوفمبر 2025
تتسارع وتيرة سباق السيطرة على المعادن النادرة حول العالم، فيما تشهد أسهم شركات التعدين الأميركية للعناصر النادرة قفزات هائلة هذا العام، مع ارتفاع بعضها بأكثر من 300% وسط تصاعد المنافسة الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين.
وتُعد العناصر النادرة مكونات أساسية في العديد من التقنيات الحديثة، بدءاً من الهواتف الذكية والسيارات الكهربائية، وصولاً إلى الطاقة المتجددة وأنظمة الدفاع.
وقال توني سيج، الرئيس التنفيذي لشركة Critical Metals: “شهدنا طفرة الذهب في القرن التاسع عشر، وطفرة النفط في القرن العشرين، ثم طفرة التكنولوجيا في بدايات القرن الحادي والعشرين — والآن نعيش طفرة العناصر النادرة، وهي طفرة المستقبل التي ستغذي كل ما سبقها”، وفقا لتقرير نشرته شبكة “CNBC”،
صعود حاد في الأسهم الأميركية
قفزت أسهم شركة Critical Metals بنحو 241% خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بينما سجلت شركات مثل NioCorp Developments وEnergy Fuels وIdaho Strategic Resources ارتفاعات تجاوزت 100% في الفترة نفسها.
أما على مدار العام، فقد تضاعف سهم Energy Fuels أربع مرات، في حين ارتفع سهم NioCorp نحو خمسة أضعاف.
ورقة جيوسياسية بين واشنطن وبكين
برزت العناصر النادرة كـ”ورقة مساومة” رئيسية في الصراع الاقتصادي بين الولايات المتحدة والصين.
وتُعد بكين صاحبة هيمنة شبه مطلقة على هذه المعادن، وقد هددت مؤخراً بتوسيع قيود التصدير لاستثمار سيطرتها على سلاسل الإمداد.
لكن عقب لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنظيره الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية الأسبوع الماضي، وافقت الصين على تأجيل القيود لمدة عام، مما دفع بأسهم التعدين الأميركية إلى مزيد من الارتفاع.
طفرة غير مستقرة ولكنها واعدة
أوضح سيج أن “كل طفرة تحمل مبالغات استثمارية”، قائلاً: “كما فشلت بعض شركات النفط والذهب في الماضي، هناك شركات للعناصر النادرة لن تنجح. لكن الاتجاه العام صاعد، والمشروعات القوية في المواقع المناسبة ستقود المرحلة المقبلة”.
من جانبه، يرى كيفن داس، المستشار الفني الأول في New Frontier Minerals الأسترالية، أن السوق يعيش ما وصفه بـ”دورة فائقة طويلة الأمد”، مشيراً إلى أن نقص الاستثمار في السلع الأساسية وارتفاع الطلب بفعل الذكاء الاصطناعي سيغذي موجة الصعود المقبلة.
وأضاف داس: “منذ وصول ترامب إلى السلطة، تحدث عن صفقات للسيطرة على موارد غرينلاند، وعن تعاون مع أوكرانيا في مجال العناصر النادرة، والأهم صفقة الأسهم مع شركة MP Materials، ما يعزز مسار النمو لعامين أو ثلاثة قادمين”.
بين التفاؤل والتحفظ
رغم الزخم الكبير، يرى بعض المحللين أن الطفرة الراهنة تعكس مزيجاً من التوترات الجيوسياسية والمضاربات. وقال أودون مارتنسن، رئيس أبحاث سلاسل الإمداد في شركة Rystad Energy: العناصر النادرة أصبحت في قلب الاستراتيجية الصناعية العالمية، لكن ما نراه حالياً يمثل بداية تحول هيكلي طويل أكثر من كونه طفرة ناضجة”.
وأضاف أن العالم ينتقل من فلسفة “سد الفجوة عبر الواردات” إلى “استخراج الفجوة محلياً”، وهي عملية ستكون طويلة ومكلفة وصعبة نظراً لتعقيدات الإنتاج وتنوع العناصر.
التحول نحو الطاقة النظيفة
من جانبه، أكد غيرنوت فاغنر، خبير الاقتصاد المناخي في جامعة كولومبيا، أن سباق تأمين المعادن الحرجة تحكمه عوامل هيكلية وسياسية، موضحاً أن التحول إلى الطاقة النظيفة يتسارع رغم العقبات السياسية، وأن أسعار هذه المعادن ستقفز حتماً.
وأشار إلى أن الصين ليست مهيمنة بالصدفة، إذ استثمرت لسنوات طويلة في بناء سلسلة إمداد متكاملة لهذه المعادن، مضيفاً: “محاولات الغرب لإعادة توطين سلاسل الإمداد مبرَّرة لأسباب أمنية واقتصادية، لكنها ستؤدي إلى ارتفاع الأسعار وأسهم شركات التعدين الأميركية”.
المصدر: العربية بزنس

