دبي – خاص
بقلم حسين السيد، كبير استراتيجي الأسواق في FXTM
سيطرت أزمة دويتشه بنك على معنويات الأسواق الأسبوع الماضي وأحيت ذكريات أسوأ أزمة مالية عالمية في عام 2008 عندما انهار البنك الاستثماري ليمان براذرز. فقد هوى سهم البنك الألماني الى أدني مستوى في تاريخه يوم الجمعة ومحى ما يقرب ربع قيمته السوقية منذ أن طلبت وزارة العدل الأمريكية من البنك سداد مبلغ 14$ مليار في تهم تتعلق ببيع سندات مرهونة بالعقار ما قبل اندلاع الازمة. وتصاعدت المخاوف على إثر أنباء بأن العديد من صناديق التحوط التي تربطها علاقات استثمارية مع البنك سحبت مليارات من الدولارات لتخفض انكشافها على البنك.
لكن الامر تحسن في وقت لاحق من يوم الجمعة وتمكن سهم دويتشه بنك من عكس المسار الهبوطي ليقفز بنسبة 14% مدعوما بأحجام تداول قياسية بعد تقرير من وكالة فرانس برس والذي أشار بأن البنك سيدفع اقل من 60% من قيمة التسوية التي أعلنت مسبقا.
من الواضح بأن القطاع المصرفي الاوروبي يعاني من أوقات عصيبة ويواجه تحديات معقدة منها مستويات عالية من القروض المتعثرة، وتقلص الهوامش بسبب أسعار الفائدة السلبية، وقوانين أكثر صرامة، وضعف النمو الاقتصادي، ومنافسة حادة مع شركات التكنولوجيا المالية. مع ذلك، أنا ضد مقارنة دويتشه بنك بليمان براذرز، حيث أن البنك الاستثماري الأمريكي كان مثقل بالديون بينما البنك الألماني لا زال يتمتع بميزانية صلبة.
دويتشه بنك سيستمر في احتلال العناوين الأسبوع القادم، على أن يتم الإعلان عن التسوية المعدلة في غضون أيام وفقا لفرانس برس. مع أسبوع واحد لبدء الإفصاح عن نتائج الشركات لربعها الثالث فأن أي أخبار متعلقة بدويتشه بنك قد تكون محرك أساسي للأسواق المالية.
أخيرا، بعض الوضوح بشأن الجدول الزمني “للبركزيت”
أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي يوم الأحد عن بدء إجراءات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في غضون 6 أشهر. المادة (50)، وهي الإخطار الرسمي لشركاء بريطانيا سيتم تفعيلها قبل نهاية مارس 2017، مما يعطي عامين آخرين للاتفاق على شروط الطلاق الأكثر تعقيدا في التاريخ الحديث.
الاسترليني تراجع 0.5% مقابل الدولار في بدء التداولات الاسيوية كرد فعل أولي، طبعا لا يقارن مع السقوط الحر بنسبة 11% بعد تصويت البريطانيين للخروج من الاتحاد الأوروبي يوم 23 يونيو.
الان وبعد أن تم الإعلان عن الجدول الزمني لانفصال بريطانيا، فأن شروط التفاوض ستكون المحرك الرئيسي للجنيه الإسترليني، لكنني أعتقد بأن المسار سيكون وعرا امام العملة في الأشهر القليلة المقبلة.
تقرير الوظائف الامريكية
المستثمرون سيأخذون استراحة من السياسة ويحولون انظارهم إلى صحة الاقتصاد الأمريكي مع رفع أسعار الفائدة يلوح في الأفق.
سيكون تقرير الوظائف غير الزراعي يوم الجمعة مؤشر رئيسي لبناء التوقعات لاجتماع الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر المقبل. من المتوقع أن يضيف الاقتصاد 170،000 وظيفة في سبتمبر، مقارنة مع 151،000 في أغسطس، وأن يبقى معدل البطالة ثابتا عند 4.9٪.
متوسط الدخل، والذي من المنتظر أن يرتفع 0.3٪ في سبتمبر من 0.1٪ في الشهر السابق سيتمتع بنفس أهمية عدد الوظائف، حيث أن هذه القراءة تعتبر مؤشر هام على تشديد سوق العمل الذي بدوره سيدفع بالتضخم الى الأعلى.