نيتين تاتيوالا، نائب الرئيس لشؤون التسويق وشبكة النقل الجوي لمنطقة الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية وأفريقيا لدى شركة فيديكس
مع اقتراب موسم الأعياد ونهاية العام، تستعد الشركات عالمياً لتلبية ارتفاع الطلب على منتجاتها؛ حيث تشكل هذه الفترة إحدى أهم الفترات السنوية لقطاع التجزئة والتصنيع والتوريد، إذ تؤثر قدرتها على تلبية توقعات العملاء بشكل كبير على أدائها السنوي، سواءً كان ذلك من خلال الطلبات عبر الإنترنت أو في المتاجر.
وتبرز هنا أهمية الخدمات اللوجستية خصوصاً للشركات الصغيرة والمتوسطة التي قد تتفاوت قدرتها على تلبية الطلب الموسمي، ما قد يُحدث فرقاً بين تحقيق نمو ملموس أو فقدان فرص مهمة. يقدم مزودي الخدمات اللوجستية كشركة فيديكس، حلولاً تساعد الشركات في تسليم منتجاتها في الوقت المحدد والحفاظ على رضا العملاء، مما يتيح لها التركيز على تحقيق النجاح والنمو.
التجارة الإلكترونية وتزايد الطلبات
تُعد التجارة الإلكترونية تحولاً جذرياً في طريقة تسوق المستهلكين، حيث توفر مستويات غير مسبوقة من الراحة، وتشكيلة أوسع من المنتجات بأسعار تنافسية، فضلاً عن إمكانية التسوق في أي وقت ومن أي مكان. كما تتيح للمستهلكين إمكانية مقارنة للأسعار وخيارات تسليم أسرع، إلى جانب الوصول السهل لتجارب وآراء الآخرين حول المنتجات.
ومع استمرار هذا النمو، من المتوقع أن تصل إيرادات التجارة الإلكترونية عالميًا إلى 6.35 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2027. أما في الإمارات العربية المتحدة، فمن المتوقع أن يصل حجم هذا السوق إلى 13 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2028، بعد أن كان 7.5 مليار دولار فقط في عام 2023.
وفي ظل هذه الأرقام، تزداد تحديات الشركات لمواكبة الطلبات المتزايدة وضغوط التسليم السريع والكفء، خاصةً في مواسم الذروة. هنا يأتي دور الدعم اللوجستي المخصص الذي يُمكّن الشركات الصغيرة والمتوسطة من تلبية متطلبات عملائها بكفاءة ومرونة، مع ضمان وصول المنتجات في الوقت المناسب مهما بلغت الضغوط الموسمية.
الخدمات اللوجستية المتخصصة للشركات الصغيرة والمتوسطة
تشكل الشركات الصغيرة والمتوسطة نسبة كبيرة من الاقتصاد الوطني في الإمارات، حيث تمثل أكثر من 94% من إجمالي الشركات وتوفر فرص عمل لأكثر من 86% من القوى العاملة في القطاع الخاص. ورغم دورها المحوري في الاقتصاد والابتكار، إلا أن محدودية بنيتها التحتية في مجال اللوجستيات قد تؤثر على قدرتها على التعامل مع زيادة الطلبات الموسمية.
وهنا تبرز أهمية الدعم اللوجستي الذي توفره شبكات النقل الجوي والبري لدى شركات الخدمات اللوجستية الرائدة. فعلى سبيل المثال، قد تحتاج بعض الشركات إلى خيارات شحن سريع، بينما قد تفضل شركات أخرى خدمات أقل تكلفة للطلبات غير العاجلة. يتيح هذا الدعم للشركات توسيع نطاق وصولها إلى الأسواق الدولية والمنافسة عالمياً، مع ضمان الالتزام بمواعيد التسليم حتى في فترات الذروة.
أهمية الحلول اللوجستية المدعومة بالتكنولوجيا
تستثمر شركات الخدمات اللوجستية في توسيع نطاق عملياتها من خلال زيادة قدراتها الاستيعابية، وتحسين طرق التسليم، مما يسهم في رفع الكفاءة وتعزيز الشفافية. تشمل هذه الحلول الرقمية منصات مخصصة لتبسيط عمليات الاستيراد وتقليل وقت التخليص الجمركي، بالإضافة إلى تتبع الشحنات، مما يسمح للشركات بالتفاعل سريعاً مع أي تأخير محتمل، وتقديم تجربة محسّنة للعملاء.
بالإضافة، توفر حلول التوصيل المرن عبر التطبيقات الذكية مثل “واتساب” للعملاء إمكانية جدولة مواعيد التسليم أو تعديل العناوين حتى في اللحظة الأخيرة، مما يمنح المستهلكين راحة ومرونة أكبر. كما أن حلول التوصيل إلى آخر ميل توفر ضمان وصول الطرود بأمان إلى عتبات منازلهم، وهو أمر بالغ الأهمية في الإمارات، حيث قد لا يكون العديد من العملاء متواجدين في منازلهم أثناء ساعات التسليم. كل ذلك يعزز ثقتهم بالخدمة ويشجعهم على تكرار الشراء الإلكتروني في المستقبل.
تشكل الخدمات اللوجستية دوراً محورياً في دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، عبر توفير حلول مخصصة لتحمل أعباء الطلب الموسمي، ومساعدة هذه الشركات على تجاوز التحديات بكفاءة ونجاح.