بقلم جيه إس أناند، المؤسس والرئيس التنفيذي لفنادق ليفا
“ماذا لو استطعت تجربة شيء جديد كلياً وأنت تتمتع بالرفاهية التي اعتدت عليها؟” هذا هو السؤال الذي يطرحه المسافرون المعاصرون، وهو السؤال الذي تسعى فنادق الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية إلى الإجابة عليه بابتكار لا مثيل له. إن تطور توقعات المسافرين، يضع أمام قطاع الضيافة تحدياً غير مسبوق يتجلى في السؤال: كيف يمكن الجمع بين جاذبية اكتشاف المجهول براحة المألوف؟
تبدو منطقة الشرق الأوسط، بتألقها الذي يجذب اهتماماً متزايداً بكل ما هو راقٍ، وكأنها تمتلك الإجابة. فكل من العلامات التجارية العالمية الشهيرة والجاليات من مختلف الأنحاء ترى في المنطقة نقطة جذب تقدم تجارب تتجاوز الصور النمطية. وقد حدد القطاع ارتفاعاً في أعداد الباحثين عن التجارب المخصصة في الأسواق العالمية، مما يعكس تحولاً استراتيجياً يتماشى مع التفضيلات المتغيرة للمسافرين المعاصرين المميزين.
أصبح المسافرون المعاصرون أكثر تطلباً، فهم يبحثون عن تجارب تتوافق مع قيمهم وأسلوب حياتهم. كما يمتلك هذا الجمهور الذكاء التكنولوجي والوعي البيئي، ويقدر الأصالة والخدمات الشخصية. وقد كان فهم هذه السمات أمراً بالغ الأهمية بالنسبة للفنادق التي تسعى إلى جذب هذا القطاع المربح والاحتفاظ به.
أولويات الخدمات الشخصية
تستغل الفنادق الرائدة الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات لتوقع احتياجات الضيوف وتلبيتها بدقة غير مسبوقة. بدءاً من الحملات التسويقية الشخصية وحتى وسائل الراحة المصممة خصيصاً داخل الغرف، فإن التكنولوجيا في طليعة توفير تجارب فريدة لا تُنسى.
كما تقدم الفنادق برامج رحلات مصممة وعلاجات صحية مخصصة. فعلى سبيل المثال، يمكن للضيوف الاستمتاع بالعلاجات الصحية المخصصة، وبرامج اللياقة البدنية المصممة خصيصاً، وحتى تجارب تناول الطعام الشخصية التي تلبي التفضيلات الغذائية المحددة. إن اعتماد التكنولوجيا الذكية يشكل نقلة نوعية في تجارب الضيوف. حيث أصبح من الممكن ضبط إعدادات الصوت، والإضاءة ودرجة حرارة الغرفة بشكل آلي، بالإضافة إلى توفير خدمة الإنترنت فائقة السرعة. لا يقتصر دور هذه الابتكارات على تعزيز شعو الضيف بالراحة فحسب، بل تسهل أيضاً عمل الفنادق. حيث تستخدم الفنادق الواقع الافتراضي والواقع المعزز لتقديم جولات افتراضية غامرة، مما يسمح للضيوف باستكشاف مبنى الفندق والوجهات المحلية حتى قبل إقامتهم.
كما دمجت الفنادق بسهولة خدمات الاستقبال الرقمية داخل الغرفة عبر رموز الاستجابة السريعة (QR)، مما أدى إلى تحسين الكفاءة التشغيلية مع الاستفادة من تحليلات البيانات الشاملة لتحقيق فهم أفضل لتفضيلات الضيوف. علاوة على ذلك، تستخدم هذه المؤسسات أدوات إدارة السمعة المتطورة لرصد وتعزيز وجودها عبر الإنترنت بدقة. حيث تقوم هذه الأدوات بتحليل ملاحظات الضيوف والمراجعات بشكل منهجي عبر العديد من المنصات، مما يتيح إجراء تحسينات استباقية في جودة الخدمة وضمان سمعة ممتازة باستمرار. لم يعد هناك نقطة انطلاق غير مستغلة لدمج التكنولوجيا مع الخدمة الراقية وتعزيز تجارب العملاء.
الخدمات فائقة التخصيص
مكّنت تحليلات البيانات والذكاء الاصطناعي أصحاب الفنادق من تقديم خدمات فائقة التخصيص. حيث تتيح البيانات الدقيقة تصميم الخدمات بفعالية بما يتناسب مع تفضيلات الضيوف. كما يمكن للضيوف، في تجارب فندقية لم يسبق لها مثيل، اختيار نوع الوسائد والعطور والموسيقى المفضلة لديهم بما يتناسب مع اختياراتهم. تلبي خدمات الاستقبال الحصرية الطلبات الخاصة بكل ضيف، مما يضمن أن يشعر في كل مرحلة من مراحل إقامته بالمعاملة المميزة.
تعزيز الاستدامة
يشهد قطاع الضيافة على مستوى العالم تصاعد ملحوظ في اعتماد الممارسات المستدامة. وقد اعتمدت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة استراتيجيات تتوافق مع المتطلبات المتطورة للمسافرين الذين يزداد وعيهم بالتأثير البيئي. سيجد المسافرون المهتمون بالاستدامة الشاملة فنادق في المنطقة تتميز بتصميم البنية التحتية الموفر للطاقة، وبرامج الحد من النفايات، والمنتجات والمواد الصديقة للبيئة في مجال التدبير المنزلي. كما يحتل الحفاظ على المياه واستخدام الطاقة المتجددة مرتبة عالية على رسوم البيئة البيئية لتشمل جميع جوانب عمليات الفندق.
كما وسعت الفنادق أيضاً تجارب الاستدامة في تناول الطعام من خلال ابتكار خيارات تناول الطعام من المزرعة إلى المائدة، وتصميم مكونات من المزارع المحلية. حيث تلتزم الفنادق بمنح الأولوية للممارسات البيئية المستدامة من خلال تقليل البصمة الكربونية وتقديم تجارب الطهي الرائعة للضيوف من خلال الوجبات الطازجة والعالية الجودة.
الاندماج في الثقافة المحلية
تشهد المنطقة نمواً ملحوظاً في قطاع السياحة، الأمر الذي يسلط الضوء بشكل متزايد على تراثها الثقافي. يسعى المسافرون المعاصرون إلى تجارب غنية ومؤثرة تتجاوز الزيارات التقليدية للمساجد والمتاحف والأسواق. وبالتالي، تسعى الفنادق إلى تقديم تجارب ثقافية أصيلة ومعمقة. ويتضمن ذلك تعزيز المشاركة الثقافية من خلال أنشطة الطهي التقليدي، والرحلات الاستكشافية للمواقع التاريخية، والتعاون مع الفنانين المحليين.
تولي الفنادق اهتماماً كبيراً بتجسيد الهوية الثقافية المحلية من خلال تصميماتها الداخلية. فمن خلال دمج الفن المعاصر للفنانين المحليين والعناصر المعمارية التقليدية، تخلق الفنادق بيئة فريدة تعكس تراث المنطقة.
اللياقة البدنية والعافية وتذوق الطعام الرفيع
تلبيةً لاحتياجات الضيوف، تقدم الفنادق تجربة إقامة شاملة تشمل مرافق لياقة بدنية متطورة. وتحرص على توفير مجموعة متنوعة من الأنشطة الرياضية، بما في ذلك اليوغا والبيلاتس والتدريب الشخصي، لضمان راحة ورفاهية الضيوف.
تُعتبر خيارات الطعام جزءاً لا يتجزأ من تجربة الضيافة الفاخرة. حيث تتميز الفنادق في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بمطاعم عالمية المستوى تقدم أطباقاً مبتكرة تجمع بين المذاقات العالمية والمكونات المحلية. وتشتهر المنطقة بتوفير تجارب تناول طعام استثنائية، من المطاعم التي توفر إطلالات بانورامية إلى المطاعم تحت الماء.
كما يسعى قطاع الضيافة في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية إلى تجاوز توقعات الضيوف من خلال تقديم خدمات شخصية متميزة، واعتماد أحدث التقنيات، والالتزام بالممارسات المستدامة، وتعزيز تجارب الانغماس في ثقافة المنطقة.