أنوج غويل، المدير التنفيذي لشركة سنشري برايفت ويلث
شهدت أسواق الأسهم العالمية، ولاسيما الأمريكية، ارتفاعاً ملحوظاً في عام 2023، لتعوض بذلك أداءها الضعيف في عام 2022. وقد تميز الربع الأخير من عام 2023 بارتفاع حاد بدفع من شركات التكنولوجيا الكبرى، وخاصة تلك التي استفادت من طفرة الذكاء الاصطناعي. ورغم حالة الرضا التي تسود بين المستثمرين حالياً، كما يتضح من الانخفاض الكبير في مؤشر التقلب، إلا أن الحكمة تقتضي منهم توخي الحذر، حيث من المتوقع ارتفاع التقلبات في وقت ما خلال عام 2024.
فيما يلي خمس استراتيجيات لإدارة الثروات يمكن اعتمادها، خاصة في ظروف السوق التي تتسم بعدم الاستقرار بقلم أنوج غويل، المدير التنفيذي لشركة سنشري برايفت ويلث:
- التنويع عبر فئات الأصول:
يؤكد مبدأ أساسي في الاستثمار على ضرورة “عدم وضع البيض كله في سلة واحدة”، وهذا ما ينطبق على استراتيجية التنويع. فعند إجراء تقييم دقيق للعائدات، يوصى بتوزيع الاستثمارات على مختلف فئات الأصول مثل الأسهم والسندات والاستثمارات البديلة. ولا يقتصر دور التنويع على خفض المخاطر الإجمالية في المحفظة الاستثمارية فحسب، بل يساهم أيضاً في التخفيف من تأثير تقلبات السوق على أداء الاستثمارات بشكل عام. وعادةً، يمكن تعويض الضرر الذي يلحق بفئة أصول معينة (كلياً أو جزئياً) من قبل الأصول الأخرى الموجودة بالمحفظة.
- الإدارة الفعالة للمخاطر:
قد لا يكون الاستثمار السلبي أو الاستثمار التجريبي هو النهج الأمثل لإدارة الاستثمارات على المدى القصير إلى المتوسط. وتعتبر الإدارة النشطة للمخاطر بما يخص المحفظة الاستثمارية من أهم الجوانب التي يجب أن تحظى بأولوية لدى أي مستثمر. على سبيل المثال، يمكن استكشاف تقنيات التحوط، أو الاستفادة من أوامر وقف الخسارة، أو تنفيذ استراتيجيات حماية الجانب السلبي مثل شراء عقود البيع (خيارات البيع). يكمن جوهر هذه الاستراتيجيات في اتخاذ إجراءات استباقية لتعزيز العائدات والحد من التعرض للخسائر.
- الاستفادة من تقلبات السوق:
بناءً على مستوى تقبل المستثمر للمخاطر، يمكنه مخالفة الاتجاه العام واستكشاف طرق الاستفادة من التقلبات. وتتوفر العديد من الأدوات سهلة الاستخدام مثل الخيارات أو المنتجات المتداولة في البورصة القائمة على التقلبات والتي تتيح التعرض لتقلبات السوق. ومن بين الأمثلة على هذه الأدوات استراتيجيات الخيارات مثل الخيول والخناق، إلى جانب منتجات التداول القائمة على التقلب والتي تتبع مؤشرات مثل مؤشر فيكس.
- اعتماد نهج تكتيكي في الاستثمار:
ليست هناك حاجة لأن تكون استراتيجية الاستثمار ثابتة لا تتغير. فبدلاً من الالتزام الصارم باستراتيجية تخصيص الأصول الثابتة، يوصى باستخدام نهج تكتيكي يعتمد على تعديل التخصيصات وفقاً للظروف السائدة في السوق على المدى القصير. وقد يتضمن ذلك زيادة ديناميكية في تخصيص الأصول التي من المحتمل أن تحقق مكاسب على المدى القريب، مع العودة إلى التخصيص الاستراتيجي بعد تحقيق تلك المكاسب.
- الاستثمار القائم على العوامل:
إلى جانب الاستثمار التقليدي في فئات الأصول الرئيسية مثل الأسهم والسندات، يمكن للمستثمرين تبني استراتيجيات الاستثمار القائمة على العوامل. ويرتكز هذا النهج على استهداف عوامل محددة مثل القيمة والزخم والجودة، وحتى التقلب. وتتيح استراتيجيات الاستثمار القائمة على العوامل إمكانية تنويع محافظ المستثمرين وتعزيز العوائد المعدلة بالمخاطر بشكل محتمل، وذلك من خلال الجمع الفعال بين العديد من الاستراتيجيات المذكورة سابقاً.
بصرف النظر عن استراتيجيات الاستثمار التي يتم تطبيقها، فإن الاستثمار الناجح يتطلب نهجاً استثمارياً صبوراً يركز على المدى الطويل. وعلى الرغم من جاذبية اتخاذ قرارات استثمارية مندفعة بناءً على ردود فعل عاطفية تجاه تقلبات السوق، فإنه من الأهمية بمكان تجاهل هذه الضوضاء والالتزام بخطة الاستثمار الموضوعة بعناية.
إن الانضباط والحفاظ على العقلانية عند اتخاذ القرارات الاستثمارية وعدم الانسياق وراء العواطف خلال تقلبات السوق، يضمن لك التركيز على تحقيق تطلعاتك وأهدافك المالية على المدى الطويل.