القاهرة – ايمان مصطفى
تعاني مصر من أزمة عاصفة في توفر الطاقة ومشتقاتها. وينعكس ذلك على ارتفاع أسعار الكهرباء والوقود والسولار اللازميّن لوسائل النقل والمواصلات. كما وتتزايد احتياجات مصر من مواد الطاقة سنويًا بنسبة 3%.
لمواجهة الأزمة، اتجهت 10% من المشروعات الناشئة في مصر إلى تسخير التكنولوجيا لتوفير حلول الطاقة النظيفة، ولاسيما في ظل تقارير تؤكد أن إنتاج مصر من النفايات الصلبة بلغ 40 مليون طن سنويًا، و80 مليون طن من المخلفات الزراعية.
في هذا الإطار، انطلقت مشروعات على غرار: “ريسايكلوبيكيا” Recyclobekia المعنية بإعادة التدوير، و”دواير” المعنية بصناعة الأثاث الخفيف من إعادة تدوير قش الأرز، و”جذور” المعنية بصناعة المنتجات الخشبية من جريد النخل و”دايرة” و”تدوير” المعنيتان بتحويل المخلّفات الصلبة إلى وقودٍ مستخلَصٍ من النفايات وإلى كتلة من المواد العضوية لاستخدامها في الصناعات التي تستهلك الكثير من الطاقة.
ولكن لن يكون من السهل على تلك المشروعات وغيرها استكمال مسيرتهم الريادية بنجاح، إلا في ظل وجود مؤسسات معنية بدعم المشروعات الريادية التي تسهم في حل مشكلات المجتمع، وبالأخص المهتم بمعالجة قضايا الطاقة.
من هذا المنطلق، أسسّ أحمد حُزين “كلين تك آرابيا”، كحاضنة أعمال لا تستهدف الربح، “، في يناير 2013، بالشراكة مع أربعة شركاء آخرين، وذلك بعدما أنهى المؤسسون رسائل الدكتوراة في مختلف تخصصات الهندسة في جامة تورنتو الكندية.
ماذا تقدم “كلين تك آرابيا”؟
تقدم “كلين تك آرابيا” الدعم للمشروعات الريادية العاملة في قطاع الطاقة والمياه والمخلفات باستخدام التكنولوجيا النظيفة. ويتمثل هذا الدعم في التدريب ودراسات تطوير الأعمال، وعمل الأبحاث وتقديم الاستشارات المتعلقة بالتطوير التقني والعلمي والتصنيعي والمالي، والتشبيك مع الخبراء والمستثمرين.
تعتمد “كلين تك آرابيا” في دعمها للمشروعات الناشئة بقطاع التكنولوجيا النظيفة على مبلغ تمويل تأسيس ضخه المستثمرون، بالإضافة إلى تعاونها منظمات مختلفة أبرزها “منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية” UNIDO.
ومنذ الإطلاق حتى الآن، قدمت “كلين تك آرابيا” باقة خدماتها كاملة لـ38 شركة، بينما استفادت نحو 35 شركة أخرى من خدمات منفردة تتيحها الحاضنة.
ويشرح حُزيّن رؤية “كلين تك آرابيا” قائلًا: “نسعى لخلق حلقة وصل بين رواد الأعمال العاملين بقطاع التكنولوجيا النظيفة وحلول الطاقة المتجددة من جهة، والمستثمرين وخبراء التقنية وجهات التمويل المختلفة من جهة أخرى، ولا نحصل على حصة من أي شركة نساعدها في الحصول على استثمار لضمان بقاءنا في منطقة الحياد، وهو شعار نسعى للالتزام به”.
نماذج نجاح
قدمت “كلين تك آرابيا” للسوق المصري عددًا من قصص نجاح في قطاع التكنولوجيا النظيفة. تضمن ذلك “دواير” و”جذور” السابق ذكرهما، بالإضافة إلى كلٍ من: –
– “باي رايد” PieRide: تطبيق على الويب لطلب خدمة النقل الجماعي، بهدف تقليص الانباعثات الكربونية في شوراع القاهرة المزدحمة.
– “جايا” Gaia: شركة ناشئة تعمل في مجال الأنظمة الكهوضوئية. سر الأرض
– “المصباح المضيء Almesbah Al Modee: منظمة غير حكومية لها أنشطة متعددة في مجال مشروعات إدارة المخلفات.
– “جلاسي” Glassy: لإعادة تدوير الزجاج.
– -“بايو مصر” Bio Masr و”الخضيري بايوجاز – ايكوطاقة” EcoTaqa: المتخصصتان في إنشاء محطات توليد الغاز الحيوي.
– “سر الأرض”: لتوفير حلول إدارة مخلفات مصانع السكر في محافظة قنا لتحوسلها إلى سماد للأراضي الصحراوية.
– “365 ايكولوجي” 365 Ecology: لتطوير أنظمة تبريد وتكييف قائم على استهلاك اقتصادي للطاقة.
أرقام وإحصاءات
ويعلق حُزيّن على أداء تلك الشركات قائلًا: نجحت هذه المشروعات القائمة على الابتكار النظيف في تحقيق بضعة ملايين على سبيل العوائد خلال فترة تشغيلها التي تتراوح بين عام وعاميّن، كما ووفرت نحو 1000 فرصة عمل”.
جلبت “كلين تك آرابيا” لمشروعاتها إجمالي استثمارات بلغت 3.5 مليون جنيه مصري (350 ألف دولار). كما وتمكنت تلك الشركات من جذب استثمارات بلغ إجماليها 1.5 مليون جنيه مصر (150 ألف دولار).
وتوفر “كلين تك آرابيا” التمويل لمشروعاتها عن طريق حاضنات أعمال متوسطة الحجم على غرار “ساستين كيوبيتور” Sustaincubator، و”آي إم هولدينج” IM Holding، و”آي آر اس سي” IRSC.
وتحرص “كلين تك آرابيا” على توجيه النصيب الأكبر من دعمها للمحافظات المحرومة نسبيًا من مختلف أوجه الدعم. يشمل ذلك قنا وسوهاج وأسوان والأقصر والدقهلية.
ووفقاً لإحصاءات “كلينتك أرابيا”، تعمل 9% من الشركات التي حصلت على دعم الحاضنة بقطاع الزراعة، و39% بإدارة المُخلفات، و11% في تحويل النفايات إلى طاقة، 25% في توفير حلول الطاقة البديلة وإدارة الطاقة، و14% بقطاع النقل، 2% بقطاع المياه.
ورغم رضا المؤسسين نسبيًا عن أداء حاضنة “كلين تك آرابيا”، إلا أنهم بحاجة للدعم من “البنوك والحكومة، وسياستها بمُختلف القطاعات، أو علي الأقل ألا تكون عائقًا أمام استدامة تلك المشروعات، وذلك بسّن وتشريع قوانين تتيح لتلك المشروعات أنظمة تمويل ملاءمة”، يختتم حُزيّن حواره.