بقلم حسين السيد، كبير استراتيجي الأسواق في FXTM
عانت الأسواق المالية خلال هذا الأسبوع من أجل العثور على اتجاه واضح فيما بدا للعديد من المتداولين على أنه أسبوع ممل. فقد تداول مؤشر الدولار الأمريكي في نطاق ضيق نسبيا ما بين 94.21 و94.95، بينما مؤشر ستاندرد اند بورز 500 كان عالقا في نطاق تداول 22 نقطة، انما النفط شهد التقلبات الأكبر وتراجعت الأسعار بأكثر من 3.3% منذ بداية الأسبوع.
التصريحات الأخيرة لصفقة محتملة من أعضاء منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) لتجميد الانتاج أرسلت أسعار النفط الى سوق صاعد الأسبوع الماضي (أي ارتفاع بأكثر من 20% من أدنى مستوياته)، ولكن تراجعت هذه الآمال بعد أن قالت إيران بانها لا تزال لم تقرر بعد ما إذا كانت ستحضر المحادثات غير الرسمية في الجزائر الشهر المقبل.
تم تجاهل الاساسيات بشكل تام في شهر أغسطس وكان المحرك الأساسي للأسعار فقط التدخلات اللفظية من قبل أعضاء أوبك ومنتجين اخرين حول احتمالية تجميد مستويات الانتاج، ولكن تبقى علامات استفهام كثيرة حول ما إذا ستترجم هذه الاقوال الى افعال. بحال كان الاجتماع الشهر القادم مماثل لمحادثات أبريل في الدوحة، هذا لن يؤدي فقط إلى انخفاض أسعار النفط، لكنه يهدد أيضا تأثير أوبك على الاسعار مستقبلا. العقبة الابرز للتوصل إلى اتفاق حول تجميد الانتاج هي الصراع الإيراني السعودي، وإذا لم تتمكن الدولتان من وضع الخلافات السياسية جانبا، أعتقد أنه سنشهد خيبة أمل جديدة في سبتمبر.
تحد آخر يواجه قرار أوبك وهو إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة. فقد ارتفع عدد منصات الحفر لثمانية أسابيع متتالية وتجاوز عددها 400 منصة الأسبوع الماضي للمرة الأولى منذ فبراير شباط. هذا يشير إلى أن منتجي النفط في الولايات المتحدة على استعداد لبدء رفع الإنتاج في الأشهر القليلة المقبلة، خصوصا إذا استقرت أسعار النفط بالقرب 50$ للبرميل. تجميد الانتاج سينهي الحرب على الإنتاج الأمريكي من النفط الصخري وهذا يطرح التساؤل، لماذا بدأت الحرب في الاساس؟
وأظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أمس أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة سجلت زيادة بلغت 2.5 مليون برميل الأسبوع الماضي مع تراجع انتاج المصافي. أعتقد بأن المخزونات ستستمر في الارتفاع خلال الأسابيع القادمة وذلك بسبب اقتراب بدا موسم الصيانة لمصافي التكرير، الأمر الذي سيضع حدا لأي ارتفاعات خلال المستقبل القريب.
عامل آخر سيلهم أسعار النفط وهو اتجاه الدولار. الأسواق في انتظار رئيسة الفدرالي جانيت يلين التي ستلقي كلمة في جاكسون هول يوم الجمعة. على الرغم من أنها قد تعطي تقييما إيجابيا لتوقعات النمو، لكنني أخشى بأن المستثمرين الذين ينتظرون المزيد من الوضوح بشأن توقيت رفع أسعار الفائدة سيصابون بخيبة أمل، ولكن إذا قررت أن تفاجئ الأسواق وتفتح الباب امام تشديد السياسة النقدية في سبتمبر فهذا سيعطي دفعة للدولار وبالتالي المزيد من الضغوط على أسعار النفط.