القاهرة: حنان سليمان
اختتمت السبت الماضي بالجريك كامبس فعاليات أول هاكاثون في مصر للتكنولوجيا المالية FinTech نظمه مُسرع الأعمال المُطلق حديثا ١٨٦٤ الذي استمر طوال ثلاثة أيام بمشاركة العشرات من الشباب المصري من مبرمجين ومسوقين ورواد أعمال فوق ودون العشرين موزعين على 11 فريقا عرضوا أفكارهم في الحفل الختامي. وفاز مشروع Save it بالمركز الأول وجائزة نقدية قيمتها عشرة آلاف جنيه وهو عبارة عن تطبيق يتحرى أنشطة الإنفاق ليوجه نصائح وإرشادات تساعد على الادخار واكتشاف فرص الاستثمار.
ويعتبر 1864، الذي أعلن إطلاقه في شهر يوليو الماضي وهو يوافق تاريخ إنشاء أول بنك لباركليز في مصر، مسرع أعمال أسسه بنك باركليز الدولي بالتعاون مع مسرع الأعمال الإقليمي “فلات 6 لابز” لتحويل أفكار رواد الأعمال المتعلقة بالخدمات المالية إلى شركات ربحية من مدفوعات وحلول بنكية رقمية مبتكرة وتطوير أنظمة الماكينات والتأمينات. ويعد هذا هو مسرع الأعمال الأول في المنطقة العربية للبنك البريطاني يتوقع أن تعم التجربة دولا أخرى اذا ما نجحت.
اختار الهاكاثون ثماني تحديات تحت ثلاث عناوين هي استحواذ البنوك وخدمتها للشركات الصغيرة والمتوسطة، جذب عملاء جدد وتغيير تجربة العملاء customer experience. أما التحديات فكانت خدمة دردشة يمكن دمجها ضمن أدوات السوشيال ميديا واستخدامها كميسر لخدمة تحويل الأموال أو لإجابة الأسئلة، عرض الاستثمارات عبر التطبيقات كهدايا كبديل عن الهدايا التقليدية مستهدفين المتزوجين حديثا والشباب والتي يمكن حفظها باستهداف عائد معين بعد عدد من السنوات يمكن تحويله إلى مبلغ نقدي وقتها، بناء رابطة خاصة دوارة للأباء والمقبلين على الزواج على تطبيق علي الهاتف للادخار والائتمان، استحداث مدير مالي ذكي يستهدف الأعمال التجارية الصغيرة ذات الحسابات البنكية لمراقبة المدفوعات والأصول وجمع البيانات لإدارة الحساب من أجل أفضل أداء ممكن بما يمنع الفساد ويمكن من توليد تقارير والتنقيب عن البيانات باستخدام الذكاء الاصطناعي.
شملت التحديات أيضا إطلاق منصة تعمل كأنها سوق للاستثمار الذاتي تمكن المستخدم من تجاوز بنك استثماري بتقديم مقارنات لجميع الخدمات المالية المتوفرة وإبراز مزاياه من حيث توفير الوقت وحجم المخاطرة والعائد المالي علي الاستثمارات المحتملة كما يوفر أداة لإدارة الاستثمارات والأصول، منصة للاستثمارات الصغيرة التي تمكن المستثمر من استثمار أمواله في أصول صغيرة للحصول على عوائد ادخارية من خلال البنوك التقليدية أو عبر خدمة تكنولوجية مالية مثل فوري. وأخيرا، فكرة خاصة براصد أو مراقب أو متابع مالي للشركات الصغيرة والمتوسطة، منصة تساعد البنوك على متابعة حجم النمو التجاري وتطور الشركات باقتفاء ماليات الشركات والسماح للبنوك بتقديم المشورة لأصحاب الأعمال التجارية ومنع التهرب من الضرائب والفساد.
سوق التكنولوجيا المالية
يأتي هذا في إطار توجه جديد لبنك باركليز الرئيسي لدعم الحلول والخدمات البنكية الرقمية وهو ما بدأ في انجلترا حيث أنشأ البنك في بلده الأم مسرعة أعمال، كما نظم هناك هاكاثون لرواد الأعمال في هذا التخصص يوليو الماضي في ظل تزايد الحاجة لتطويع التكنولوجيا واستخدامها في تحسين تجربة المستخدم أو العميل وزيادة كفاءة العمليات البنكية. وأسس البنك مسرعي أعمال في الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا أيضا. وتشير التوقعات إلى وصول عائدات المدفوعات الرقمية تريليوني دولار بحلول العام 2020.
وقالت جومان سلامة، رئيس قطاع العمليات المصرفية ببنك باركليز، إن مسرع الأعمال 1864 انطلق بغرض إيجاد حلول تقلب العمليات المالية إذ أن المعاملات البنكية التقليدية لن تستطيع الصمود كثيرا أمام التكنولوجيا. وذكرت سلامة شركة “دو باي” Dopay كنموذج لشركة ناشئة تساعد الشركات على دفع رواتب موظفيها إلكترونيا كما توفر خدمة الرواتب لغير المتعاملين مع البنوك تم احتضانها ودعمها من قبل بنك باركليز لتعمل منذ 2014 بالاعتماد على شراكة وترخيص بنكي من “باركليز” إذ لم تصدر مصر تراخيص جديدة منذ عام 1979. وحصلت “دو باي” العام الحالي على 2.4 مليون دولار ضمن جولة استثمار أولى بقيادة “تك ستارز فينتشرز” Techstars Ventures و”فورس أوفر ماس كابيتال” Force Over Mass Capital، ولديها خطط للتوسع في غانا.
إقليميا، تعد مصر هي السوق الأكثر نجاحا في انتشار خدمة الدفع عبر الهاتف المحمول كما أشار المتحدثون، بينما رأى نويل شاتو، مدير تجربة العملاء في شركة “أورانج”، إنها قد تكون أسرع من ذلك لولا القلق الأمني مشيرا إلى أن المشرع المصري لا يسمح بإنشاء نظام خاص ينظم عملية المدفوعات الرقمية.
ويتجاوز انتشار مستوى الدفع الرقمي في مصر الحسابات البنكية بمراحل؛ إذ لا تملك غالبية المصريين حسابات بنكية معتمدين على الهواتف المحمولة وحافظاتها الذكية في دفع وتحويل الأموال، كما قال تامر كاشف مدير شركة ماستركارد في مصر، في الهاكاثون. ويصل عدد حافظات النقود الذكية المستخدمة عبر الهواتف المحمولة في مصر إلى أكثر من ثلاثة ملايين ونصف.
وأشاد كاشف بسياسة البنك المركزي في فتح الحافظات الذكية على بعضها أيا كانت شركتها وهو نظام معروف باسم interoperable mobile wallet system لم يطبق إلا في مصر، فلم تعد حافظات كل شركة مغلقة على نفسها يتم الدفع والتحويل فيما بينها فقط.
من جانبه، مازح طارق الرفاعي، مدير عام بنك باركليز، الحضور ردا على أحد الأسئلة قائلا إن زوجته لا تثق في استخدام الخدمات البنكية الرقمية، موضحا أنه مهما بلغت اجراءات الحماية فإنها لن تكون حماية كاملة. وأضاف: “علينا أن نقارن بين حجم المزايا وقدر المخاطرة عند استخدام الخدمات البنكية الرقمية فهي توفر الوقت كما تجعل نمط حياتك أسهل بإتاحة معلومات حسابك وتفاصيل مدفوعاتك متاحة على هاتفك عندما تريد”.
وأشار كاشف إلى بعض اجراءات الحماية الرقمية المتبعة ومنها ما يفعله بنك “اتش اس بي سي” من السماح للعميل باستخدام كود متغير عند القيام بمدفوعات رقمية يصله على هاتفه المحمول ليدخله في صفحة المدفوعات بنفسه.
هذا السوق المصري الكبير للخدمات المالية دفع أيضا البنك التجاري الدولي “CIB” والجامعة الأمريكية بالقاهرة لإطلاق مسرع أعمال خاص بالتكنولوجيا المالية تابع لـ”فينتشر لاب” أعلن عنه الشهر الماضي في مجال الرقميات وفواتير الهاتف المحمول والإقراض الشخصي والتخطيط المالي الشخصي وتجارة التجزئة والاستثمار والحوالات المالية.
وأنهى مسرعا الإعمال الاثنين لباركليز والتجاري الدولي استقبال الفرق المتقدمة للحصول على الدعم المتوفر على أن يبدأ برنامج تسريع الأعمال الفعلي لكل منهما خلال بضعة أسابيع.