تستضيف “حديقة أم الإمارات” مجدداً “سوق الحديقة” في موسمه الجديد، حيث أعدت الوجهة الخضراء المفضلة في أبوظبي لزوارها الكثير من الأنشطة والفعاليات المتنوعة في نهاية كل أسبوع يومي الجمعة والسبت وذلك حتى نهاية مارس 2024. ويشارك في الموسم الجديد 40 من العارضين وأصحاب المشاريع الناشئة، في خطوة تهدف إلى تعزيز الترابط المجتمعي من خلال منح زوار الحديقة الفرصة لقضاء يوم عائلي مليء بالمتعة والترفيه والتجارب الممتعة، بالإضافة إلى تقديم مجموعة واسعة من أشهى المأكولات المحلية والمنتجات العضوية المميزة والعروض الترفيهية المتنوعة.
وفي هذا الإطار، ينظم مركز “فاين كومينتيز” للتنمية المستدامة”، شريك الاستدامة لـ”سوق الحديقة”، مجموعة واسعة من ورش العمل المعنية ببناء المهارات عبر مشاركته في هذه الفعالية وتركيزه بشكل أساسي على تقنيات إعادة التدوير وتثقيف المرأة حول عادات الأكل الصحية، إلى جانب العديد من الجلسات المختصة بالفنون والحرف اليدوية المخصصة للصغار، والتي تنبع من قناعته بأهمية الإبداع في تعزيز مرونة الإنسان وقدرته على التكيف مع الظروف.
وتقول إيمان الزعابي، مؤسسة مركز “فاين كومينتيز” للتنمية المستدامة: “نعمل على تنظيم جلسات حول البستنة العضوية وتقنيات تنظيم المنزل للصغار، لتعليمهم كيفية ترتيب وتنظيف غرفهم، وهناك أيضاً جلسات حول صناعة الشموع. وفي يوم العلم تم تنظيم جلسات حول الحرف اليدوية الإماراتية التقليدية”. وتقول إن ما يميز “فاين كومينتيز” هو أنه مؤسسة تركز على تعزيز المرونة كركيزة أساسية لعملنا. نحن نؤمن بأهمية تبادل الخبرات والمعارف، ولدينا مساحة عمل مخصصة في الخالدية تحتوي على صفوف مفتوحة أمام أبناء المجتمع الراغبين بالمساهمة في التعليم أو حضور جلساتنا. نحن نفتح أبواب مركزنا أمام جميع أبناء المجتمع، من نساء ورجال، لمشاركة اهتماماتهم ونقل خبراتهم ومهاراتهم لصغارنا، ولكل من هم بحاجة لتعلم هذه المهارات.
وتضيف: تستهدف برامجنا مختلف شرائح المجتمع من الأطفال إلى الشباب والمهنيين والأهالي، والتي تعكس الركائز الأساسية لمركز فاين كومينتيز. ومن بين البرنامج التي نوفرها “المرونة الشخصية” التي تغطي العديد من المهارات الأساسية التي نحتاج إليها في حياتنا اليومية، بما في ذلك البستنة العضوية، والطهي، والخياطة، ومهارات الإنقاذ، والنجاة. بالإضافة إلى برنامج “الاكتفاء الذاتي للأسرة” الذي يُعنى بتعليم الأسر كيفية زراعة المحاصيل في منازلهم، ويضم دورات تدريبية حول حفظ الطعام لمدة طويلة والاستعداد للأزمات والثقافة المالية والاستثمارات لتحسين قدرة الأسرة على إدارة أموالها. وأخيراً، هنالك برنامج “المرونة المجتمعية” الذي يضم دورات تركز على العمل الجماعي، وعقدنا من خلاله العديد من الشراكات مع مختلف الشركات من أجل تنظيم حلقات تدريبية تعزز قدرات بناء الفريق لديهم.
وتوضح الزعابي: “لقد أسهم تعاوننا مع شركة “إدامة” وحديقة أم الإمارات في دعم نجاح برامجنا وتسهيل تنفيذها على الأرض، فنحن نتشارك الأهداف نفسها، ولذلك أثمرت الجهود الجماعية لهذه الشراكات في تحقيق ما نتطلع إليه”، مع الأخذ في الاعتبار أن الخطوة الأهم لبدء أي مشروع هو وضع خطة واضحة ومدروسة وهدف محدد. ولا بد من فهم المتطلبات التنظيمية مثل التراخيص المطلوبة وكيفية إجراء المفاوضات، والأهم من ذلك، اختيار الشركاء المناسبين.
من جهة أخرى، تؤكد الزعابي أن “الاستدامة تقوم على ثلاثة ركائز أساسية هي الاقتصاد والبيئة والمجتمع، حيث يهتم مركز
فاين كومينتيز بالجانب الاجتماعي والسعي إلى بناء مجتمعات صحية. اليوم، نعيش في ثقافة استهلاكية، تعطي الأولوية للترفيه والاستهلاك المفرط، ونجد الكثيرين منغمسين في هذه الثقافة، لدرجة أن برامجنا لا تعني لهم الكثير. ولذلك فإن هدفنا الأساسي هو تمكين المجتمعات بالمهارات المناسبة التي تعدّهم للمستقبل. ونركز بشكل أساسي على تمكين المجتمعات المحلية من تعلم المهارات اللازمة لتحقيق الاكتفاء الذاتي والاستعداد والمساعدة المتبادلة. نحن نريد مساعدة الأسر والأطفال على التأهب والتأقلم والتكيف مع المستقبل بكل ما يحمله من تطورات، وتعلم المهارات الأساسية لعيش حياة مستدامة وتحقيق الاكتفاء الذاتي، كما أننا مهتمون برفع الوعي حول أهمية الحفاظ على البيئية وإعادة التدوير وتشجيع الناس على تقليل الهدر والنفايات، واستخدام مواد معاد تدويرها. وأما بالنسبة للجانب الاقتصادي، فنحن نركز على غرس الثقافة المالية بين الأطفال وتعليمهم الاستثمار وإدارة الأموال بكفاءة، وأعتقد بأن هذه الجوانب مجتمعة تسهم في تعزيز قدرة المجتمع على الصمود وتعزيز مرونته”.
وتشير الزعابي إلى أن “حديقة أم الإمارات” هي بالفعل واحدة من أجمل الحدائق في أبوظبي. بالنسبة لنا كنا نبحث عن مكان يجمع أبناء المجتمع للمشاركة في ورش العمل المختلفة التي نقدمها، ومن هنا ولدت رغبتنا بعقد هذه الشراكة. في البداية، خطرت لنا فكرة التعاون مع المزارع المجاورة التي توفر مساحة مستدامة لفصول البستنة التي نقدمها، إلا أننا واجهنا بعض العراقيل اللوجستية، ومنها بُعد هذه المواقع عن المناطق السكنية. في المقابل، وجدنا بأن القيم الرئيسية الأربعة لحديقة أم الإمارات، المتمثلة في “الاستكشاف والإثراء والتعلم والتجارب”.
وتقول الزعابي “ولدت فكرة المركز خلال فترة تفشي الجائحة مطلع العام 2020، حين كان غالبية الناس عالقين في منازلهم يحاولون تعلّم هوايات جديدة. في تلك الفترة، كان الناس من حول العالم يبحثون عن تجارب جديدة، قصة شعر أو تعلم الطهي والخبز أو غير ذلك. وخلال تلك الفترة كان علينا أن نتعامل أيضاً مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية والتقلبات والمخاوف التي رافقت فترة تفشي الجائحة. في تلك المرحلة، راودتني بعض الأفكار وتساءلت ماذا لو انهارت جميع أنظمة سلاسل التوريد بسبب الجائحة أو تغير المناخ أو الاضطرابات الجيوسياسية؟ هل يمتلك أطفالي المهارات اللازمة للبقاء على قيد الحياة؟ وهل نمتلك الموارد اللازمة للتحكم بمصادر غذائنا؟ هل يمكننا ضمان القدرة المالية لعائلتنا في المستقبل؟ هل يمكن لأسرتنا تحمل تكاليف استخدام الموارد المستدامة وتقليل بصمتنا الكربونية؟ هل يمكننا تقديم العلاج الطبي الطارئ إن دعت الحاجة؟ وهل لدينا مصادر طبيعية وموثوقة من مياه الشرب والطاقة والغذاء؟”.
وتختم الزعابي حديثها بالقول “كانت هذه التساؤلات مصدر إلهامي للخروج بفكرة هذا المشروع، الذي يعمل على تمكين الصغار بالمهارات الحياتية الأساسية للصمود في مستقبل غير واضح الملامح. وتهدف برامجنا لتعزيز هذه القدرات والمهارات الأساسية لبناء مجتمعات وأجيال أكثر صلابة ومرونة وقدرة على التكيف مع التغييرات”.