خاص – entrepreneuralarabiya
المتحدث: كلير روبر براوننج ، المدير الإقليمي للتسويق والتوظيف والقبول والاتصالات (MRAC) في جامعة هيريوت وات دبي
شهدت بيئة الأعمال وتيرة تغيير أسرع في السنوات الأخيرة. كما أدت التطورات التكنولوجية والمنافسة العالمية وتطور احتياجات العملاء إلى تغيير كبير في العمليات التجارية والأولويات. نظرًا لأن نموذج الإدارة التقليدية يفشل في تلبية متطلبات مكان العمل اليوم ، فقد أصبحت المؤسسات والشركات تدرك أهمية تعزيز المرونة التنظيمية الا وهي قدرة المؤسسة على توقّع التغيير المتنامي والاستعداد لها والاستجابة إليها والتكيّف معها من أجل بقائها وازدهارها. يركز النهج الحديث للإدارة على الابتكار والتعلم المستمر وتمكين الموظفين لتعزيز قدرتهم على المنافسة في سوق العمل اليوم. على هذا النحو ، تتبنى المنظمات بشكل متزايد منهجيات مرنة وتنفذ نماذج أعمال جديدة.
وفقًا لتقرير “حالة أجايل” لعام 2021 ، ارتفعت نسبة المنظمات التي تمارس منهجيات Agile إلى 95٪ ، مقارنة بـ 90٪ في عام 2019. وتشير الأبحاث إلى أن المنهجيات الرشيقة تؤدي إلى زيادة مشاركة الموظفين ، وتطوير أسرع للمنتجات والخدمات ، وعملاء أفضل رضا من المنظمات التي لم تعتمد منهجيات رشيقة بعد. في الواقع ، يكشف تقرير McKinsey & Co لعام 2020 أن المرونة يمكن أن تعزز الأداء المالي بنسبة 20 إلى 30 بالمائة. يمكن أن يؤدي تبني المرونة إلى مزايا متعددة للمؤسسة ، ولكن قد يكون تنفيذها أمرًا صعبًا. لذلك ، من الأهمية أن تعطى الإدارة الأولوية للوضوح والشفافية والخبرة المتخصصة والمهارات القيادية والاستثمار في الموارد لرفع مستوى مهارات الموظفين لمساعدتهم وتعزيز قدرتهم على المنافسة. فى هذا المقال نسرد لكم بعض الطرق التي يمكن للشركات من خلالها تبني أسلوب إدارة رشيق:
تعزيز ثقافة المرونة:
إن تشجيع الثقافة المرنة يمكّن الموظفين من تحمل مسؤولية عملهم واتخاذ قرارات سريعة وبالتالى الاستجابة للمتغيرات المتطورة. يمكن تحقيق ذلك من خلال تعزيز التعاون بين الإدارات. تتمثل إحدى طرق القيام بذلك في استخدام الأدوات والأنظمة الأساسية المشتركة ، مثل برامج إدارة المشاريع أو منصات التعاون. فنظرًا لنجاحهم ، أظهر تقرير صادر عن Market Research Future أنه من المتوقع أن يصل سوق برمجيات إدارة المشاريع العالمية إلى 9.5 مليار دولار بحلول نهاية عام 2023. بالإضافة إلى ذلك ، يمكن أن يساعد تشجيع الموظفين على التنقل بين الإدارات والفرق في كسر الحواجز وتعزيز التعاون. يتيح ذلك للموظفين تطوير منظور أوسع واكتساب فهم أفضل للمؤسسة. والأهم من ذلك ، أن تشجيع التواصل بين الفرق والإدارات من خلال اجتماعات أمر بالغ الأهمية لتحقيق ثقافة المرونة.
الاستفادة من التكنولوجيا:
يمكن أن يؤدي استخدام التكنولوجيا إلى تعزيز الكفاءة التشغيلية والمرونة. يمكن للأدوات والتطبيقات السحابية ، على سبيل المثال ، تسهيل التعاون وأتمتة المهام وتوفير تحليلات في الوقت الفعلي ، مما يمكّن المؤسسات من تحسين عملياتها. يمكن للمؤسسات اكتساب رؤى حول سلوك العملاء واتجاهات السوق والعوامل الرئيسية الأخرى التي يمكن أن تساعدهم في اتخاذ قرارات مستنيرة والاستجابة بسرعة للتغييرات من خلال الاستفادة من تحليلات البيانات. إن تعزيز ثقافة المرونة لضمان تبسيط العمليات وتصميمها لدعم المرونة هو المفتاح لجني فوائد التكنولوجيا. يتطلب الأمر أشخاصًا يتمتعون بمهارات العمل المناسبة لتقييم الخيارات والتوصية بمسار العمل.
استثمر في تدريب الموظفين:
يعد تدريب الموظفين أمرًا بالغ الأهمية للمؤسسات التي ترغب في تبني نموذج عمل مرن. فهذا يتطلب أن يتحلى الموظفون بالمرونة والتكيف والقدرة على العمل بشكل تعاوني للاستجابة السريعة للظروف المتغيرة. وفقًا لدراسة أجرتها جمعية إدارة الموارد البشرية (SHRM) في عام 2022 ، أشار 76 ٪ إنهم يودون البقاء فى شركة تقدم برامج تدريبة بشكل مستمر. وهذا يتم من خلال توفير التدريب الذي يساعد الموظفين على تطوير هذه المهارات ، يمكن للمؤسسات إنشاء قوة عاملة مجهزة بشكل أفضل للتعامل مع تحديات بيئة الأعمال المتغيرة اليوم. يمكن أن يتخذ التدريب أشكالًا عديدة ، من ورش العمل والندوات إلى الدورات التدريبية عبر الإنترنت والتدريب أثناء العمل. يمكن أن تغطي موضوعات مثل منهجيات إدارة المشاريع الرشيقة والتواصل الفعال والعمل الجماعي وحل المشكلات. من خلال الاستثمار في تدريب الموظفين ، لا يمكن للمؤسسات تحسين المرونة فحسب ، بل يمكنها أيضًا تعزيز مشاركة الموظفين والاحتفاظ بهم وإنتاجيتهم.
في بيئة الأعمال سريعة الخطى اليوم ، يجب أن تكون المؤسسات سريعة الحركة لتظل قادرة على المنافسة والاستجابة للظروف المتغيرة بشكل سريع. يتطلب تبني المرونة تحولًا جذريًا في العقلية والنهج ، من الهياكل الهرمية والمنعزلة إلى ثقافة أكثر تعاونًا ومرونة. من خلال اعتماد منهجيات رشيقة ، والاستثمار في تدريب الموظفين ، والاستفادة من التكنولوجيا ، يمكن للمؤسسات بناء المرونة والقدرة على التكيف اللازمين للنجاح في سوق العمل اليوم.