أفادت وكالة «بلومبيرغ» بأن تجار السلع في لندن يتبعون نهج بعض أقرانهم السويسريين في الانتقال إلى دبي لإقامة أعمالهم هناك، حيث تنتقل الإمارة من كونها نقطة مركزية لتجارة النفط الخام، إلى مركز رئيس لتجارة الطاقة. وأوضحت «بلومبيرغ»أن دبي حاولت جذب المزيد من شركات السلع، والاستثمار في البنية التحتية المصرفية وتطوير العقود الآجلة المتداولة في البورصة، وساعدت تلك الجهود في إحداث تحول بعد الحرب في أوكرانيا.
وبينما تتمتع لندن بحضور أكبر في تجارة السلع الأساسية، فإن المزيد من تجار الطاقة ينتقلون الآن، أو يتوسعون من عاصمة المملكة المتحدة إلى دبي، لوجود عدد من المزايا المهمة التي تقدمها الأخيرة، وعلى رأسها ازدياد أعداد الوافدين من تجار السلع إليها، والنتائج الإيجابية التي يجنونها، إضافة إلى الضرائب المنخفضة، ونمط الحياة الفاخر الذي تعيشه دبي، فضلاً عن الطبيعة الرقمية العالية للأعمال، وكلّها أمور ضرورية بشكل متزايد لجذب أفضل المواهب والقطاعات العالمية.
وفي العام الماضي، كانت شركتا «هارتري بارتنرز» و«فريبوينت كوموديتس» من بين الشركات التي نقلت موظفيها الذين يعملون في مجال تجارة النفط ومصادر الطاقة وكبار مديريها التنفيذيين إلى دبي، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، ما يوضح كيف بدأت المراكز التجارية التاريخية، مثل لندن، بفقد مكانتها مع الجاذبية المتزايدة، للإمارة.
يأتي ذلك ضمن طفرة أوسع في دبي ودولة الإمارات والتي تستفيد من تدفق الثروات الأجنبية، وبهذا الخصوص أدى وصول أصحاب الملايين من العملات المشفرة، والمصرفيين الذين ينتقلون من آسيا، والروس الأثرياء الذين يسعون وراء حماية أصولهم، إلى تعزيز أسعار العقارات في دولة الإمارات، عموماً وفي دبي بشكل خاص.
وقال الشريك في شركة «سيدلي ماريون»، جوناثان فونيل: «لقد رأينا صناديق تحوط معروفة افتتحت مؤخراً، مكاتب لها في دبي، إضافة إلى تجار سلع مستقلين». وأضاف، «الحوافز الضريبية واضحة، لكن بالنسبة للبعض هناك شعور بأن دبي في وضع جيد لتصبح مركزاً رئيسياً لتجارة السلع الأساسية».
وغازلت دبي شركات السلع الأساسية لعقود من الزمن، وأنشأت منطقة تجارة حرة في عام 2002. ومنذ ذلك الحين أدخلت عقود النفط والذهب، بينما زادت البنوك الإقليمية عروضها لتمويل التدفقات التجارية. وبالنسبة لمتداولي الطاقة والغاز الأوروبيين، تضمن فروق المنطقة الزمنية بين دبي والقارة العجوز فرصة للاحتفاظ بمزيد من الأرباح، في الوقت الذي يشهد فيه القطاع ازدهاراً لافتاً. كما تستفيد دبي من قربها من بعض أكبر منتجي النفط والغاز في العالم، وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية وأبوظبي وقطر.
وتُعد شركة «هارتري» مثالاً على الانتقال إلى دبي، حيث تقوم بتوسيع مكتبها هناك إلى 20 موظفاً من 12 موظفاً، بما في ذلك أشخاص من لندن، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر. وكذلك اتخذ بعض أعضاء فريق الطاقة الأوروبي التابع للشركة هذه الخطوة بالفعل، بما في ذلك رئيس مكتب الطاقة بريندان ميكوك، ومن المتوقع أن يتبعه تجار الغاز.
وقال العضو المنتدب في «بوسطن كونسلتنغ غروب»، أندرس بورسبورغ سميث: «يمكن إجراء تداول الغاز والطاقة بشكل خاص بدرجة كبيرة من المرونة الجغرافية، نظراً للطبيعة الرقمية العالية للأعمال».
بدوره، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة «ماريكس» للوساطة التجارية ومقرها لندن، إيان لويت: «هناك اهتمام كبير من عملائنا بالتوجه إلى دبي. وبالنسبة لنا، ستصبح الإمارة مركزاً مهماً حقاً، حيث تنتقل الأعمال إلى هناك في ظل وجود عدد كبير من اللاعبين الأساسيين في قطاع السلع المتنامية في المنطقة».