جمعة الماجد واحداً من أهم رجال الأعمال الإماراتيين، يعد رائداً مميزاً من رواد الأعمال وأحد رجالات الثقافة والفكر والعمل الخيري في دولة الإمارات والعالم العربي، مؤسس مجموعة “الماجد” أحد مؤسسي جمعية بيت الخير، اختير كواحد من أغنى أغنياء الإمارات والعرب وفقاً لقائمة فوربس لأثرياء العرب عام 2014 بثروة تقدر بنحو 140.68 مليون .
ولد جمعة الماجد سنة 1930 في منطقة الشندغة عندما كانت هي واجهة دبي وسوقها وميناءها ومركزها التجاري العتيد، وهو من عائلة بن قريبان’ من قبيلة آل بو مهير عمل والده بالغوص وهي المهنة الأكثر انتشاراً بين أهل الخليج، وعند بلوغ ابنه جمعة السابعة من عمره اصطحبه إلى رحلات الغوص وبقي يرافق والده نحو أربع سنوات في الصيف بينما يذهب بقية أيام السنة إلى المدرسة.
وكانت رحلات شاقة تعلم منها الصبر والمثابرة على العمل. تعلم القراءة والكتابة وشيئاً من علوم الدين والقرآن الكريم واللغة العربية في الكتاتيب على يد المطوع, وكان منذ صغره يشعر بقيمة الكتاب, حيث لم يكن متوافراً بسهولة في تلك الأيام، ثم انتقل إلى مدرسة حديثة (المدرسة الأهلية) وبقي في المدرسة مدة قصيرة، انتقل بعدها إلى العمل بالتجارة التي استهوته أكثر من متابعة دراسته.
التجارة.. شطارة
بدأ ممارسة التجارة وهو طالب في المراحل الدراسية حيث كان يبيع الأقلام والدفاتر إلى زملائه ثم موظفاً عند خاله أحمد ماجد الغرير، عندما شب جمعة الماجد واشتد عوده التحق مع أخيه بالعمل ليتعرف على أصوله وأنواع البضائع وكيفية التعامل مع الناس، وخلال سنتين أبدى براعة شجعت خاله (أحمد الغرير) على أن يؤسس له عملاً في متجر يبيع فيه الألبسة والأقمشة، ثم عزم على العمل منفرداً وأسس متجره الخاص.
اشتهر بين الناس بصدقه وقناعته وكانت لا يجد راحته إلا في وجوده مع بضائعه وزبائنه لذلك كانت أرباحه في ازدياد وثروته في نماء، وتوالت النجاحات بعدها وتوسعت تجارته مع البلدان المختلفة وكثرت مؤسساته التي أنشأها في مختلف أنواع التجارة ولمع اسمه في الإمارات وبلدان الخليج، ولكنه لم ينسى شغفه القديم وظل خلال أسفاره يقتني المفيد من الكتب والدوريات التي لم تكن متوفرة في دبي آنذاك، وكان حريصاً على أن يجعل المال قيمة إنسانية وثقافية.
العمل الخيري
في مطلع الخمسينات قام مع زملاء له بتأسيس لجنة بمباركة الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وتتألف اللجنة من السادة : حميد الطاير، عبد الله الغرير، جمعة الماجد، ناصر راشد لوتاه، وقد قامت هذه اللجنة بجمع التبرعات من المحسنين بدبي, حيث شيدت بها مدرستين ثانويتين، واحدة للبنين في بر دبي، واسمها ثانوية جمال عبد الناصر، وأخرى للبنات في ديرة واسمها ثانوية آمنة، كما سعى في المدة نفسها إلى تأسيس المكتبة الوطنية بدبي.
في عام 1983 وبسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي حالت دون قبول أبناء الوافدين من الدول العربية والإسلامية في المدارس الرسمية أنشأ المدارس الأهلية الخيرية لقبول الطلاب الوافدين مجاناً ، وفي عام 1987 شعر الماجد بحاجة المرأة إلى العلم وصعوبة وصولها إلى جامعة الدولة في مدينة العين، أو السفر إلى الخارج، فأنشأ كلية الدراسات الإسلامية والعربية وشهاداتها معادلة من جامعة الأزهر الشريف ومن كلية دار العلوم، ومن قبل وزارة التعليم العالي بدولة الإمارات العربية المتحدة،وهي مخصصة لأبناء الوطن ومواطني دول مجلس التعاون الخليجي.
ويدرس بها الآن نحو 3700 طالب؛ منهم 2500 من الإناث و1200 من الذكور، وتخرج منها حتى الآن حوالي 4119 طالب وطالبة؛ كما يوجد بها قسم للدراسات العليا في العلوم الإسلامية واللغة العربية، حيث يمنح المنتسبين إليه شهادة الماجستير والدكتوراه في الفقه وأصوله، واللغة العربية ونال منها العديد من الطلاب شهادة الماجستير.
عطاء مستمر
كان جمعة الماجد يقتني كل ما استطاع الوصول إليه من نوادر الكتب والمخطوطات والوثائق، ثم أصبح جمع الكتب وترتيبها في عام 1988 يأخذ طابعاً مهنياً وعملياً، وفي عام 1991 تنبه لحاجة الطلاب والباحثين إلى الكتب والمراجع كما أن طلاب الدراسات العليا يضطرون إلى السفر من بلد إلى بلد ليحصلوا على بغيتهم من صور المخطوطات، ولكنهم يرجعون غلباً بخف حنين وذلك نظراً للصعوبات التي تعترضهم.
فقام بتأسيس مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي ليكون هيئة خيرية علمية ذات نفع عام تقدم خدماتها لطلاب العلم بيسر وسهولة ولتعني بالثقافة والتراث، ويحتوى هذا المركز على ما يزيد عن 250 ألف من المخطوطات، ومن الكتب ما يزيد على 300 ألف عنوان ، ومن الدوريات ما يزيد على 6000 عنوان موزعة على أكثر من نصف مليون عدد ، والآلاف من الرسائل الجامعية.
ولم يوفر الماجد جهداً في سبيل العلم بل قام مرات عديدة برحلات علمية إلى دول عربية وإسلامية، برفقة موظفين متخصصين بالمركز لجمع صور المخطوطات أو تصويرها إن أمكن، قاصداً تقريبها من طلاب العلم والباحثين عنها، كما مكنته هذه الرحلات من الاطلاع على أوضاع المخطوطات في العالم العربي والإسلامي، فوجد من الضروري تطوير جهاز لمعالجتها وإنقاذها من التلف والتآكل وقد نجحت جهوده في هذا المجال فتم تطوير جهاز الماجد للترميم الآلي بالاعتماد على خبرات من المركز نفسه وتم إهداء الجهاز إلى 14 دولة حتى الآن.
فالكتاب بالنسبة لجمعة الماجد كنز ثمين يضم تراث الإنسانية كلها ومن عباراته الشهيرة التي ملأت أسماع الكثيرين من محبي العلم في العالم (أعتبر نفسي مسؤولاً عن إنقاذ أي كتاب معرض للتلف في العالم، بأي لغة كان وأياً كان موضوعه أو كاتبه، لأن الكتاب يمثل إرثاً حضارياً للإنسانية جمعاء، والحفاظ عليه هو حفاظ على الإرث العلمي والثقافي والإنساني) وقد أثمرت محبته للكتاب وحرصه على التعليم إنشاء عدد من المؤسسات العلمية والثقافية والخيرية داخل الدولة وخارجها هذا إلى جانب تقديم المساعدات المالية الممكنة للدارسين الذين يواجهون ظروفاً اقتصادية صعبةوتعد مبادرة الماجد بإنشاء مكتبة جمعة الماجد في مدارس المناطق النائية في الدولة تجسيداً للفهم الذي يتحلى به نحو المسئولية الاجتماعية.
وفي عام 1990 قام بتأسيس جمعية (بيت الخير) مع نخبة من زملائه من أهل البر والإحسان لتقديم المساعدات المالية والعينية للمحتاجين من الفقراء، كما تقدم الجمعية المعونة للطلاب أيضاً ويد العون للمتضررين من الكوارث والنكبات ولم يقتصر الدعم فقط على الأفراد بل توسع ليشمل الجمعيات الخيرية ، المستشفيات ، والمستوصفات الطبية داخل البلاد وخارجها، وقدم معونات للمراكز الثقافية والإسلامية ، وأنشأ المساجد في البلاد الإسلامية ، وأمريكا، وأوربا ، ومازال يواصل تشجيعه ودعمه للعلماء والباحثين، وكان حريصا بصفة خاصة على أبناء فلسطين, فكانت لهم الأولية حتى في الأعمال التجارية, وذلك قصد تمكينهم من الإنفاق على أقاربهم في الأرض المحتلة.
مناصب وجوائز
يملك جمعة الماجد، رئيس مجلس إدارة مجموعة (جمعة الماجد)، حصصاً كبيرة في البنك (العربي المتحد) وشركة (دبي للمرطبات). كما عمل رئيساً لمجلس (دبي الاقتصادي)، وهو حالياً نائب رئيس مجلس إدارة (البنك المركزي) في الإمارات العربية المتحدة. وبصفته مؤسس ورئيس مركز (جمعة الماجد للثقافة والتراث) وكلية (الدراسات الإسلامية والعربية) و(المدارس الأهلية الخيرية)، يكرس الماجد الكثير من وقته لمزاولة الأنشطة الخيرية.
شغل مناصب عدة خلال سنين عمله، فكان عضواً مؤسساً لغرفة تجارة وصناعة دبي، إضافة لكونه نائب رئيس مجلس إدارة البنك المركزي لدولة الإمارات العربية المتحدة، ورئيساً لمجلس الشؤون الاقتصادية لإمارة دبي، كما تقلد منصب نائب رئيس مجلس إدارة بنك الإمارات الدولي المحدود بدبي، ومؤسس ورئيس كل من مجلس أمناء كلية الدراسات العربية الإسلامية والمدارس الأهلية الخيرية وجمعية بيت الخير ومركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي، وعضواً بالمجلس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، وعضو مؤسس لمؤسسة الفكر العربي – بيروت، لبنان، كما شغل سابقاً منصب رئيس مجلس آباء منطقة دبي التعليمية، وعضو اللجنة الاستشارية لمركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة هارفارد.
نال الماجد عدداً من الجوائز والتقديرات لأعماله عربياً ودولياً منها: جائزة سلطان بن علي العويس، شخصية العام الثقافية لدولة الإمارات العربية المتحدة 1992، جائزة دبي للجودة “رجل أعمال العام” من قبل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم 1994، جائزة المساهمين في محو الأمية وتعليم الكبار من وزارة التربية والتعليم 1995، شهادة تقدير من جمعية المؤرخين المغاربة تكريماً لجهوده في خدمة الثقافة والتراث 1996، جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1999، جائزة البر من الشيخة فاطمة بنت مبارك، قرينة رئيس الدولة، رئيسة الاتحاد النسائي العام 1998، شهادة فخرية من المجلس العلمي بجامعة سانت بطرسبورغ تكريماً لدوره في الحفاظ على التراث الإسلامي 1999، وغيرها.
كوادر
•اختير جمعة الماجد كواحد من أغنى أغنياء الإمارات والعرب وفقاً لقائمة فوربس لأثرياء العرب عام 2014
•اشتهر الماجد بصدقه وقناعته فتوالت نجاحاته ونوسعت تجارته مع البلدان المختلفة وكثرت مؤسساته التجارية ولمع اسمه في الإمارات وبلدان الخليج
•كان جمعة الماجد يقتني أثناء أسفاره من نوادر الكتب والمخطوطات والوثائق، ثم أصبح جمع الكتب وترتيبها لديه يأخذ طابعاً مهنياً وعملياً
•اسس الماجد عدة مؤسسات خيرية وتقلد الكثير من المناصب كما نال العديد من الجوائز والتقديرات محلياً ودولياً ولا زال عطائه مستمراً