الشارقة، 29 سبتمبر 2022
سلّط خبراء في الاقتصاد وريادة الأعمال، الضوء على أهميّة المشاريع الناشئة على اقتصادات بلدان والمنطقة والعالم، وتوقفوا عند حجم التطوّر الذي شهده هذا القطاع والاهتمام البالغ الذي حظي به من قبل الحكومات، وعلى وجه التحديد في دولة الإمارات وإمارة الشارقة، مؤكّدين أن الاستثمارات في المشاريع الناشئة يتزايد باستمرار وتحديداً في القطاعات التقنية والإبداعيّة.
جاء ذلك خلال جلسة بعنوان “انعكاسات الاتصال العمومي على المشاريع الناشئة” في ختام فعاليات اليوم الثاني من الدورة 11 للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2022، تحدث فيها كلٌّ من البروفيسور محمد يونس رائد الأعمال الاجتماعي والخبير الاقتصادي، وهزاع إبراهيم المنصوري، إعلامي وخبير ريادة أعمال، ومارك تورنبول، مستشار الاتصال الاستراتيجي، ومحمد هلال الحزامي، رئيس مجموعة محمد هلال.
وقال البروفيسور محمد يونس الحائز على جائزة نوبل، ورائد الأعمال الاجتماعي والخبير الاقتصادي في بنغلادش: “ريادة الأعمال مهارة مشتركة لدى كل البشر، ومع ذلك الكثير منّا انجرف نحو الاقتصاد التقليدي والوظيفة، مع أنّ الوظيفة يجب ألا تكون المحطّة الأخيرة للفرد لأننا ولدنا بمزايا ابتكارية وإبداعية، ولا بد من استغلالها بالشكل الأمثل”.
وأضاف: “لا نستطيع أن نخلق عالماً تهيمن عليه الوظائف، لأنّنا بذلك نقيّد أنفسنا وهذا أمر مؤسف، ومن خلال تجربتي الشخصيّة، شاهدت نماذج ناجحة جداً من روّاد الأعمال الشباب والنساء، حتى من غير المتعلمين، وكان سر نجاحهم أنهم تعاملوا مع الأمر بطبيعتهم، لذلك فالأمر بحاجة فقط إلى المبادرة للوصول إلى النجاح في هذا القطاع الواعد والمستقبلي”.
من جهته استعرض هزاع إبراهيم المنصوري، تجربته في ريادة الأعمال، وقال: “نتكلّم اليوم عن الثورة الصناعيّة الرابعة التي تعدّ مرحلة مهمة جدًا ستحدث نقلة نوعيّة في الحياة بشكل عام، واليوم عندما نتكلم عن المشاريع الناشئة فنحن نتحدّث عن المستقبل، ولا بدّ من التفكير الجاد بهذا النوع من التوجه، وكيف من الممكن أن نستقطب رؤوس أموال تدعم هذا النوع من المشاريع”.
وأضاف: “من المهم جداً أن نعمل وفقاً لثلاثة محاور، الأول: كيف نستقطب رؤوس الأموال، وكيف للحكومات أن تهيئ لهم البيئة المناسبة للعيش بأمان. المحور الثاني: الشباب ورواد الأعمال وأصحاب الفكر، وكيفية إقناعهم بابتكار أفكار ريادية من شأنها أن تقنع رؤوس الأموال من الاستثمار معهم. وثالثاً: ضمان استقرار واستدامة رؤوس الأموال لما له من أثر على استدامة الدعم للمشاريع الصغيرة والمتوسطة”.
وبدوره تحدّث مارك تورنبول، مستشار الاتصال الاستراتيجي حول المشاريع الناشئة وضمان استمرارية واستدامة هذه المشاريع من خلال توظيف الاتصال بصورة ناجحة، مؤكداً أنّ ثقافة ريادة الأعمال تعتبر عالميّة، والحفاظ على استدامة هذه المشاريع يكون عبر توظيف الإبداع والابتكار في خلق أفكار من واقع الحياة الاجتماعية والاحتياجات الإنسانية والاقتصادية الملحة، التي تضمن توفير حلول تحتاجها المجتمعات في كلّ وقت، إلى جانب أهميّة مواكبة المتغيّرات والمرونة في التعامل مع مختلف الظروف.
واستعرض جزءاً من تجربته في مجالات الاتصالات المؤسسية والسياسية، وإدارة السمعة، واستراتيجية العلامة التجارية، واتصالات الأزمات، ليؤكد حجم تأثيرها على استدامة المشاريع ونجاحها.
من جانبه أكّد محمد هلال الحزامي، على أهميّة النظر إلى التحوّل والتغيير بصورة إيجابية، والإيمان بأنه يمثل فرصة جديدة للنجاح والانتقال إلى مرحلة متقدمة، متطرّقاً إلى تجربته الشخصيّة في ترك مهنته “كطيّار” وتوجهه إلى ريادة الأعمال عبر مشروع ناشئ لبيع العطور، انتهى به المطاف إلى مجموعة تجاريّة ناجحة.
وأوضح أنّ المثابرة والمبادرة، ووضع خطط العمل الدقيقة والمتواصلة، كلّها عوامل تكمن وراء تحقيق النجاح، مشيراً إلى أن التحديّات وربما العقبات التي تواجه الشخص في بداية حياته تدفعه لتحقيق التميّز والإبداع، ولفت إلى أنّ سرعة التقدم الهائل في المجالات كافة داخل الدول، وتحديداً دولة الإمارات من شأنها أن تسهم في نجاح المشاريع الناشئة ومساعدتها على تحقيق طموحاتها.