من خلال تطبيق التعلم الذي يستخدم الواقع المعزز القائم على الاشتراك، أكاديمية AR، توفر المنصة إمكانية الوصول إلى كتالوج خاص بالأنظمة الهندسية ثلاثية الأبعاد، وتتيح للطلاب التفاعل مع هذه الأنظمة وتشغيلها من مواقع بعيدة.
كتب بواسطة علياء مهران أحمد
هذه المقالة تعد جزءًا من سلسلة مستمرة من المقالات تتناول الشركات الناشئة التي كانت جزءًا من مسرعة الأعمال التابعة لصندوق محمد بن راشد للابتكار (MBRIF).
بالنسبة للعديد من الخريجين الجدد من كلية الهندسة، فإن تطبيق النظريات والمفاهيم التي لا حصر لها، والتي تعلموها في الدراسة بالجامعة داخل بيئة عمل واقعية قد يكون تجربة متناقضة التأثير. عندما واجه أكرم أمير، مؤسس شركة AR Engineering لتطوير البرمجيات، ومقرها في الإمارات العربية المتحدة، محنة شبيهة، منحه ذلك فرصة الدخول إلى عالم ريادة الأعمال. وذكر: “في عام 2019، بينما كنت أستكمل دراسة الماجستير، أدركت أنني أمضيت سنوات في البيئات الأكاديمية؛ ومع ذلك، لم يكن لدي سوى قدرًا قليلًا من الخبرة المباشرة مع العديد من الأنظمة الهندسية المعقدة التي كان علي دراستها. ومن ثمّ، فقد طرحت منصة AR Engineering للمساعدة في تغيير ذلك.”
بدءًا من رأس مال يبلغ أقل من 3000 دولار أمريكي، تم إطلاق منصة AR Engineering بهدف تحسين التعلم الرقمي لخلق جيل من الطلاب أكثر استعدادًا لسوق العمل. وأوضح ياسر الهلالي، الشريك المؤسس للشركة الناشئة: “تأسست منصة AR Engineering بفكرة أولية مفادها أن الطلاب والمتدربين لم يتسنى لهم التعامل مع المواد والأنظمة التي يدرسونها – مثل المحركات النفاثة على سبيل المثال – وأردنا جعل ذلك أكثر سهولة. وانطلاقًا من ذلك، فقد أصبحنا قادة الفكر الإقليميين في تطبيق حلول الواقع الممتد (XR) للشركات والمؤسسات التعليمية لمساعدتهم في تحويل الأجيال الشابة إلى قوى عاملة من خلال إمدادهم بالأدوات التي يستمتعون باستخدامها.”
وجديرٌ بالذكر أن شركة AR Engineering استمرت في تحقيق هذا المفهوم من خلال أكاديمية AR، وفي تطبيق تعلم الواقع المعزز (AR) القائم على الاشتراك. ومن خلال توفير الوصول إلى كتالوج الأنظمة الهندسية ثلاثية الأبعاد، فإنه يُتيح للطلاب التفاعل مع هذه الأنظمة وتشغيلها من مواقع بعيدة. وأوضح أمير قائلاً: “توفر منصتنا التعليمية، أكاديمية AR، للمعلمين والطلاب الأدوات اللازمة للتفاعل مع النماذج الرقمية المزدوجة للأنظمة الهندسية التي تتناسب مع مواد الدورات التعليمية الحالية التي يدرسونها. ولدينا أيضًا طريقة فريدة لتوسيع نطاق ذلك بحيث يشمل آلاف المستخدمين داخل المؤسسات التعليمية.”
إلا أن الطلاب والخريجين ليسوا وحدهم الذين يحتاجون إلى تدريب عملي عندما يتعلق الأمر بالأنظمة الهندسية المعقدة. فبالنظر لاتساع طيف الهندسة، من الزراعة إلى الفضاء، فلا تزال هناك حاجة لكل من المهندسين الحاليين والمستقبليين لمواكبة أحدث الحلول التي تطرحها الصناعة. ولتحقيق ذلك، تقدم شركة AR Engineering أيضًا خدمات تدريب مماثلة للمؤسسات من خلال إمدادهم بأدوات الواقع المعزز المطلوبة لبناء واختبار أنظمة هندسية جديدة. وذكر أمير: “بالنسبة لقطاع الأعمال، فإن جودة عملية تطوير المنتجات وسرعتها هما العاملان المميزان الرئيسيان، بالإضافة إلى الملكية الفكرية والأسرار التجارية. فكل ذلك هو ما أدى إلى جعل الشركات ذات السمعة الطيبة بقيمة تضاهي مليارات الدولارات تتبنى منتجاتنا وخدماتنا وتثق بها.”
عناصر ذات صلة: تسليط الضوء على الشركات الناشئة: منصة Metanoa القائمة على الذكاء الاصطناعي تتيح التشخيص المبكر لاضطرابات التعلم بين الأطفال
ولأن الشركة لا تعتمد على المنصات والتكنولوجيا، فإن كل من أمير والهلالي يستمدون الثقة من مجموعة الخبرات الرائعة التي يمتلكها فريق AR Engineering، فضلاً عن قدرة الشركة الناشئة على مواكبة الابتكار وتعزيزه. ولكن، بالنسبة لشركة تعمل في المجال الرقمي، فقد حققت شركة AR Engineering قدرًا كبيرًا من نجاحها الأولي من خلال استراتيجيات التسويق القديمة. حيث ذكر الهلالي: “اكتسبنا أول عميل لنا عن طريق الحديث الشفهي، وثَبت أن هذا مفيد لنمونا ولإبراز مواهبنا. ومنذ ذلك الحين، شاركنا وفزنا بمسابقات شاركت فيها كيانات محلية وعالمية مثل Hub71 و Thales و DHL ومؤخراً مع UPS و DP World. كما قمنا أيضًا ببناء المزيد من الشراكات عن طريق المحادثات الشفهية مع كيانات، مثل هيئة الطرق والمواصلات في دبي (RTA)، وغير ذلك من الشراكات”.
بعد أن شقت الشركة طريقها بثبات لتحقيق النجاح، فقد تمكنت شركة AR Engineering اليوم من تحقيق نمو هائل بنسبة 500٪ على أساس سنوي. وأضاف أمير: “يرجع ذلك كله إلى الطلب المتزايد من شركائنا في المؤسسة”. وبعد أن انطلقت الشركة بوصفها شركة ناشئة جديدة حتى الآن، فقد تمكنت من توسيع مجموعة منتجاتها خلال مراحلها الأولى من خلال المنح وجوائز المنافسة. وذكر أمير: “الآن، مع اقتراب نهاية العام، فإننا نهدف أيضًا إلى الحصول على تدفق للإيرادات أكثر اتساقًا لأكاديمية AR من بعض الجامعات والكليات. وقد نفكر في جمع التمويل من أصحاب رؤوس الأموال أو المستثمرين على طول الطريق أيضًا.”
وذكر الهلالي أن هذه الخطوات المستقبلية للأعمال قابلة للتحقيق بشكل خاص نظرًا لحقيقة أن الشركة الناشئة تقع في دبي. وأضاف: “تعد دبي منفذًا مركزيًا للمنطقة يبحث فيه عملاء الكيانات عن مقدم حلول إقليمي يمكنه فهم مشكلاتهم. وأعتقد أن التواجد في دبي أتاح لنا اكتساب قوة جذب أسرع في السوق ووفر لنا سهولة الوصول إلى المنطقة والعالم.” وتجلت واحدة من الفرص العديدة التي قدمتها المدينة في الدعم من برنامج مسرع الأعمال MBRIF. حيث أوضح أمير: “أمدنا برنامج MBRIF بالمعرفة والرؤى والمشورة التي تحتاج الشركات الناشئة إليها، ولا سيما في منطقتنا. وما جعلنا نختار شركة MBRIF هو سمعتها وفريقها الرائع، بالإضافة إلى التقييمات التي طالعناها من الشركات الناشئة التي تلقت دعمًا من برنامج MBRIF من قبل.”
إذن، ما هي الخطوة التالية لشركة AR Engineering؟ ذكر أمير: “أحد الأهداف الرئيسية على المدى القصير هو استمرار التعاون بيننا وبين شركائنا وعملائنا الحاليين، خاصة وأننا نلاحظ درجة جاذبية إيجابية في هذا المجال مع العملاء العائدين. وهذا يؤكد حاجة الجميع إلى منتجاتنا وخدماتنا. ونتيجة لتحقيق هدفنا الرئيسي، فإننا نتوقع الآن أن تتبنى جامعات ومؤسسات إضافية حلولنا في جميع أنحاء العالم. فنحن نخطط أيضًا لتوسيع نطاق مهارات فريقنا لتلبية الطلب المتزايد في منطقتنا”.
عناصر ذات صلة: لماذا يعتبر الابتكار هامًا (خاصة في الأوقات التي يشوبها عدم اليقين)