كتب بواسطة علياء مهران أحمد
هذه المقالة تعد جزءًا من سلسلة مستمرة من المقالات تتناول الشركات الناشئة التي كانت جزءًا من برنامج تسريع الأعمال (MBRIF) التابع لصندوق محمد بن راشد للابتكار.
شركة Lune ألكسندر سويد، المؤسس المشارة في شركة Lune
بالنسبة إلى ألكسندر سويد وهلال لوتاه، كان تأسيس شركة Lune الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية، والتي يقع مقرها في دبي، نتيجة لرصدهم النقص الهائل في المعرفة المالية بين سكان الإمارات العربية المتحدة. ولكن، عندما قرر أصدقاء المدرسة الثانوية المقربين الذين تحولوا إلى مؤسسين مشاركين في البداية معالجة هذه المشكلة، لم يؤدِ ذلك على الفور إلى إنشاء الشركة الناشئة التي تُجري معاملاتها على مستوى معاملات الشركات التي يترأسونها اليوم. وتذكر سويد: “كان الشكل الأولي من شركة Lune عبارة عن تطبيق للمعاملات من الشركات إلى المستهلكين لخدمات الهاتف المحمول، والذي تم تصميمه للمساعدة في الادخار الاجتماعي – أي أنه ساعد الأشخاص في إدارة وفهم طريقة إنفاقهم. ومع ذلك، لم تسر الأمور كما تمنينا، إلا أننا تمكنا من البدء مرة أخرى من جديد، وحققنا نموًا حقيقيًا كرواد أعمال ومؤسسين من خلال تلك التجربة.”
ونظرًا لأن ذلك إشارة لكل رائد أعمال مرن، فقد قرر المؤسسون المشاركون استخدام الدروس المستفادة من مشروعهم الأول وإعادة هيكلة شركة Lune للعمل بوصفها منصة لمعاملات الشركات بدلاً من هيكلها الأوليّ. وأوضح سويد: “لقد رأينا الفرق الذي توصل إليه حلنا المبدئي للمستخدمين العاديين، ومن خلال العمل بالتعاون مع مستخدمينا، فقد حققنا التغيير الذي نراه اليوم. وأطلقنا الشركة، وبعد شهور من العمل الشاق، تمكنا أخيرًا من رؤية المستخدمين يُحملّون التطبيق، ويستخدمونه يوميًا، وساعدنا ذلك في إيجاد طرق لتحسينه. وبعد عدة أسابيع، بدأنا نحظى باهتمام المؤسسات التي رأت ما نفعله وأرادت أن تكون جزءًا منه”.
وهنا، ما ظهر جليًا في ردود سويد هو أن نهج شركة Lune الخاص بمعاملات الشركات لا يزال يهدف أساسًا إلى التخلص من نقص المعرفة المالية التي لاحظها كل من سعود ولوتاه في بداية الأمر. وأضاف قائلاً: “في البداية، كنا مرتابين من أننا سنكون أفضل حالًا بمفردنا، إلا أننا أدركنا بعد ذلك أننا يمكننا القيام بالمزيد لزيادة الوعي المالي من خلال التعاون سويًا. وهذا يعني أننا يمكننا مساعدة المزيد من المستهلكين في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على فهم مواردهم المالية، بوضوح وبدقة، دون الحاجة إلى تحميل أي تطبيق آخر.”
اليوم، تتعاون شركة Lune مع الشركات والمؤسسات المالية ومؤسسات التكنولوجيا المالية في مهمتها لإضفاء الطابع الديمقراطي على البيانات المالية. وأضاف سويد: “نستخدم نموذج أعمال البرمجيات كخدمة (SaaS) ونتعاون مع البنوك وشركات التكنولوجيا المالية وتجار التجزئة لتمكينهم من إمداد عملائهم بالرؤى والمنتجات التي يحتاجون إليها. وبالتالي، تركز شركة Lune على إطلاق العنان لقوة بيانات المعاملات، وتمكين المستهلكين من بناء مستقبل مالي أكثر نجاحًا. فبشكل أساسي، نقوم بجمع بيانات المعاملات الأولية، مثل إنفاق بطاقة الائتمان، ونثريها ونحللها لتقديم نظرة عامة أكثر وضوحًا على سلوك الإنفاق ومكانه ووقته. ونقدم ذلك لكلٍ من شركائنا والمستهلكين النهائيين.”
ومن بين عروض شركة Lune العديدة، نقدم أدوات إدارة الأموال التي تتيح لعملاء مؤسسة معينة إدارة نفقاتهم وتدفقاتهم النقدية وميزانياتهم. كما يساعد ذلك العملاء على تحديد التوجهات المالية، ومراقبة المدخرات المستقبلية، وفهم سلوكيات الإنفاق الخاصة بهم أيضًا. وهذا بدوره يوفر للشركات طريقة مباشرة لتحليل بيانات إنفاق العملاء، كما يوفر أدوات المحاسبة المالية للبيانات، بما في ذلك إدارة أرصدة العملاء والديون والمصروفات المتكررة والتدفقات النقدية.
وبحسبما ذكره سويد، فإن عروض الشركة ببساطة هي أحد أعظم نقاط قوة شركة Lune. حيث ذكر “تم تصميم شركة Lune لمنح المستخدمين النهائيين نظرة عامة واضحة على المقاييس الرئيسية بدءًا من اليوم الأول. ولذلك، لا يحتاج عملاؤنا إلى إبعاد الموارد عن التحليلات أو فرق التكنولوجيا الخاصة بهم لاستخدام تطبيق Lune – فنحن بمثابة أداة تحليل يمكن لأي شخص استخدامها للوصول إلى الأفكار، مما يوفر لعملائنا الوقت والمال.”
عناصر ذات صلة: تسليط الضوء على الشركات الناشئة: تساعد Predixa الشركات في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة على إطلاق العنان للقيمة المالية للتنوع والإنصاف والشمول
وهنا، يذكر سويد شيئًا، ربما يستحق الاستشهاد به حقًا عند الحديث عن محو الأمية المالية ومحو أمية البيانات. حيث ذكر: “تصنيف المعاملات يعتبر فن بقدر ما هو علم. فإذا لم يتم القيام به بشكل صحيح، فإن بقية الحل سيكون دون جدوى.” وهذا يلخص أهمية العرض الثاني لشركة Lune، وهو إثراء المعاملة (عملية تحويل معلومات المعاملات الغامضة إلى بيانات واضحة ومصنفة)، وهو ما تُقدمه شركة Lune باستخدام واجهة إثراء برمجة التطبيقات (API).
أضاف سويد: “نتعامل مع جميع عمليات تنقية وإثراء البيانات من خلال نموذج البرمجيات كخدمة الذي نقدمه، حيث نقوم باستمرار بتنقية وتحديث قاعدة البيانات هذه نيابة عن عملائنا”. لقد ثبت أيضًا أن كون الحل مبنيًا على حل للتوصيل والتشغيل هو أحد النقاط الفريدة لشركة Lune، فقد ذكر سويد “لقد تم إنشاء المنصة المتكاملة الخاصة بنا من المطورين إلى المطورين، ومن ثمّ، يمكن لعملائنا الانخراط في السوق في غضون أسابيع وليس شهور. بالإضافة إلى ذلك، ونظرًا لأننا نبني قواعد للجيل القادم من التمويل، فإن شركة Lune أيضًا لا تعتمد على البيانات. وهذا يعني أنه يمكن لعملائنا الاستفادة من واجهات برمجة التطبيقات المصرفية المباشرة، أو فتح الخدمات المصرفية أو استخدام كلا الوسيلتين لإطلاق العنان لقوة بيانات المعاملات”.
شركة Lune حاليًا في مرحلة إرساء مفهومها مع شركاء من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، مما يوفر للشركة الناشئة قاعدة مستخدمين مجمعة تضم أكثر من مليون عميل. تم جمع تمويل شركة Lune حتى الآن من خلال استثمارات قام بها أصدقاء المؤسسين المشاركين وعائلاتهم، بالإضافة إلى المستثمرين الآخرين. وأضاف سويد: “كان هدفنا منذ البداية هو بناء عمل تجاري يستهدف حل مشكلة حقيقية من خلال التكنولوجيا والابتكار، ويسعدني أن أقول إن مستثمرينا جميعًا يُحبون هذه الرؤية”.
في غضون ذلك، وبصفته مشاركًا في برنامج MBRIF لتسريع الأعمال، تمكن سويد وفريقه من الاقتراب بشكلٍ أكثر من تحقيق الرؤية التي لديهم لشركة Lune بالكامل. وأضاف سويد: “لقد كان برنامج MBRIF رائعًا حتى الآن – ولكم كان رائعًا أن نلتقي وأن نكون جزءًا من برنامج يمنحنا مثل هذا الإحساس القوي بالمجتمع. والمؤسسون الذين تفاعلنا معهم جميعًا متحمسون بالفعل لما يفعلونه، وأعتقد أن بعضهم لديه قدرة على تغيير العالم، والتواجد في بيئة كهذه من الأمور الملهمة بالفعل.”
وإذا كانت خطط سويد للمستقبل تحدث بشكلٍ يتماشى مع تقدمه في الأعمال، فيبدو أنه يمضي قدمًا بقدر كبير من التفاؤل. وذكر: “على مدى السنوات القليلة المقبلة، أعتقد أننا سنشهد شركة Lune تتحول من شركة محلية إلى شركة عالمية. فنحن نشهد تحولًا هائلاً، حيث تدرك المؤسسات المالية أهمية تبسيط استخدام بيانات المعاملات، سواء لخلق تجارب أفضل ولتمكين المستهلكين، ونهدف إلى أن نكون نحن البنية التحتية التي تتيح هذا التحول.”
عناصر ذات صلة: تسليط الضوء على الشركات الناشئة: تهدف منصة Fanera الاجتماعية، ومقرها في الإمارات العربية المتحدة، إلى ربط مشجعي كرة القدم ببعضهم بطريقة تفاعلية وجذابة