إيمان مصطفى – القاهرة
اختارت غرفة دبي علاء مرزوق مؤسس “مكتبة اقتصاد” Mktabat Iktesad كواحد من بين أكثر من 30 رائد أعمال ذكي بالامارات ضمن مسابقة “سمارت برونور” “smartpreneur“، التي أقيمت مايو الماضي.
تقدم للمسابقة 350 مشروعًا رائدًا، تم تصفيتهم تباعًا، وخاضوا تدريبات وورش عمل على آلية كتابة نموذج العمل وخطته، وقوانين شرح الفكرة والنمو السريع بالمشروعات الناشئة.
أسس المصري مرزوق، الباحث الاقتصادي والصحفي بمجلة “فوربس”؛ الشركة قانونًا بالامارات، منذ أقل من 3 أشهر، ولاتزال فكرته طور التنفيذ.
وعن أسباب اختياره لدولة الامارات للتأسيس، يقول مرزوق في حواره لانتربرنور العربية: “سهولة الاجراءات القانونية وتوفر عدد من المستثمرين هي عناصر تجعل من الامارات دولة يسهل إطلاق ونمو المشروعات الناشئة فيها، هذا بالإضافة إلى أنني أعيش وأعمل بالامارات، لكن لن يمنع ذلك أن أقوم بتشغيل المشروع من مصر، لعدة أسباب أهمها أن تكاليف التوظيف والتشغيل أقل كثيرًا هناك”.
ماذا تقدم “مكتبة اقتصاد”؟
تقوم “مكتبة اقتصاد” على حشد المعلومات الاقتصادية من مصادر مختلفة وموثوقة. يتضمن ذلك المدونات والحوارات ومقاطع الفيديو على شبكات التواصل الاجتماعي والرسائل العلمية والكتب المتخصصة والتقارير الصادرة عن الجهات الحكومية والقطاع الخاص، وعرضها في صورة مبسطة على الموقع.
يشرح مرزوق: “أتمنى أن أقدم محتوى اقتصادي سهل على غير المتخصص فهمه، أسعى لتبسيط المصطلحات الضخمة”.
ومن المنتظر أن يعكف على إعداد المحتوى فريق عمل عربي مكون من 4 باحثين يعملون في كلِ من مصر والامارات والسعودية وأمريكا.
ويتعاون الفريق (الحاصل أفراده على درجات علمية في الاقتصاد والاحصاء وإدارة الأعمال) مع مرزوق بنظام الدوام الجزئي بالمشروع.
وإذا أخذنا في الاعتبار أن المحتوى العربي لا يمثل أكثر من 3% من المحتوى المتوفر على الانترنت، فلا شك أن المحتوى الاقتصادي لا يمثل أكثر من 1/3 هذه النسبة.
من هذا المنطلق، سيخصص مرزوق فريقًا من الباحثين ومحللي الاقتصاد للعمل على تنفيذ وإخراج مشروعات التخرج التي ينفذها طلاب كليات السياسة والاقتصاد في مصر والعالم العربي، بالإضافة إلى دعم الخريجين بالبحث والدراسة في إعداد الرسائل العلمية.
كما وسيوفر أيضًا الموقع خدمات التوصية لفرص الاستثمار الملاءم بالمنطقة، وعرض الدورات التدريبية في مجال الاقتصاد والأعمال، والجامعات والمعاهد التي تقدم شهادات عالمية مثل MBA CMA, CFA.
أسباب التوجه
لعل التجربة الشخصية هي ما ألهمت مرزوق لإطلاق “مكتبة اقتصاد”، إذ أنه يواجه صعوبات مستمرة كباحث اقتصادي، في الحصول على معلومة اقتصادية غير منقولة أو مترجمة بدقة على شبكة الانترنت.
المعاناة نفسها يواجهها طلبة الاقتصاد بالجامعات المختلفة، فالمعلومات الفيّمة إما بالإنجليزية أو مكررة ومنقولة.
في هذا الصدد يقول مرزوق: “كنت طالبًا بكلية السياسة والاقتصاد في جامعة القاهرة، وعانيت وزملائي كثيرًا لتنفيذ مشروعات تخرجنا، فالمحتوى على الانترنت غير متوفر سوى بالإنجليزية، وبالفعل تكبدنا الكثير من الجهد والوقت والمال لإنجازه، وهي نفس المشكلة التي تواجه طلبة الدرجات العلمية”.
ولتسهيل التواصل بين المستخدم وفريق العمل، ينتظر أن تتوفر خدمات الموقع أيضًا من خلال تطبيق للمحمول بنظاميّ التشغيل أندرويد وiOS، وهو ما سيتم بدأ العمل عليه “قبل نهاية الشهر الجاري”، حسب مرزوق.
تسويق من أجل العوائد
وفي سبيل الوصول إلى قاعدة العملاء، من المقرر أن يعتمد مرزوق على التسويق على شبكتيّ “فيسبوك” و”تويتر”. فالأولى تضم أكبر عدد من شباب العرب المتواجد على شبكات التواصل “وفقًا لتقرير آراب سوشيا ميديا” Arab Social Media 2015). بينما يعد “تويتر” الأكثر استخدامًا في كلِ من السعودية والكويت. إذ تضم الأولى 40% من مستخدمي “تويتر” حول العالم، وتضم الثانية 10% منهم.
هذا بالإضافة إلى التسويق داخل الجامعات، والمشاركة في الفعاليات المعنية بالتسويق الرقمي داخل وخارج الامارات.
نموذج العمل
وفي الوقت الذي تتعدد فيه جهات الإنفاق على التسويق والتوظيف والتطوير، يعتمد نموذج العمل على الاشتراكات والإعلانات لتحقيق العوائد.
ولضمان أعلى عائد استثماري، لن يعتمد مرزوق على بيّع المحتوى الاقتصادي للباحثين والدارسين فقط، بل يخطط لتخصيص جزء من الموقع كوسيط صفقات التجارية بين دول الخليج وأمريكا اللاتينية لاستيراد وتصدير السلع الغذائية.
يدعم مرزوق في خططه عمله السابق في البرازيل بمجال التجارة بشركات استيراد وتصدير، فضلًا عن إجادته البرتغالية.
ولتفعيل خططه على الأرض، يسعى مرزوق لجذب استثمار 100 ألف دولار، كاستثمار تأسيسي ليتمكن من دفع أجور فريق العمل خلال مرحلة التجهيز للمشروع.
ويؤكد مرزوق: “لن أتخلى عن حلمي، حتى لو تعثرت قليلًا في الحصول على مستثمر قبل إطلاق المشروع، سأعتمد على التمويل الذاتي وأسعى قدر المستطاع لترشيد أوجه الإنفاق بالموارد المتاحة، حتى يأتي الاستثمار”.
فهل تنجح مساعي رائد الأعمال المصري لتقديم محتوى اقتصادي عربي مرقمن؟