بقلم تيم كوردون 16 مايو 2022
تيم كوردون: نائب رئيس مجموعة فنادق راديسون لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا
ستصبح الأولوية لمعظم الأشخاص في عام 2022 هي التقليل من تأثير الرجوع إلى الوضع الطبيعي بعد أزمة كوفيد-19، وبناء ثقة المستهلك في الأسواق الرئيسية.
في ظل تعافي الاقتصادات حول العالم، يتحسن الطلب على السفر، ولا يزال الأمر يشهد نموًا هائلاً. حيث تسببت جائحة كوفيد-19 في تعطيل العديد من الصناعات، وتأثرت صناعة الضيافة بذلك شكلٍ خاص. ومع ذلك، فقد أصبح هناك قدرًا كبيرًا من المرونة، ولا يزال يستمر في التحسن مع الزيادة الفعالة لعدد الأشخاص ممن يتلقون التلقيح. وبالتالي تعمل البلدان على تخفيف القيود المفروضة على السفر، مما أدى إلى زيادة الطلب على السياحة الدولية.
في المنطقة، كان لتأثير معرض إكسبو 2020 دبي تأثيرًا كبيرًا على كافة الأسواق، وخصوصًا في الإمارات العربية المتحدة مع تدفق المسافرين الدوليين إلى المدينة. كما أن المملكة العربية السعودية هي سوق آخر يستثمر بكثافة في مجالات السياحة والضيافة، حيث تركز المجموعات الفندقية الرائدة بشكل كبير على تهيئة السوق بما يتماشى مع رؤية المملكة لعام 2030. وتشهد قطر طفرة أخرى، فمن المتوقع أن تساهم بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022 في ارتفاع كبير في زيادة الزيارات إلى المنطقة، بما في ذلك زيادة الطلب على مراكز الترانزيت الرئيسية في دبي وأبو ظبي.
وبحسب تقرير حديث صادر عن كوليرز، تبقى توقعات السوق فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إيجابية مع أكثر الأسواق التي يُتوقع أن يظهر فيها تحسن في الأداء لعام 2021. حيث ستكون الأولوية لمعظم الأشخاص في عام 2022 هي تقليل تأثير الرجوع إلى الوضع الطبيعي بعد أزمة كوفيد-19، وبناء ثقة المستهلك في الأسواق الرئيسية. ومع هذه الرؤية الواعدة، تنبني مسؤولية صناعة الضيافة لكي تتوائم مع احتياجات المستهلك المتزايدة. حيث يشهد هذا القطاع تغيّرًا مستمرًا، ويتخذ المستهلكون اليوم قرارات أكثر وعيًا، معتمدين على أن تكون الشركات مرنة وشفافة. وفيما يلي خمسة توجهات رئيسية تشكل مستقبل صناعة الضيافة:
- المزج بين السفر للعمل والترفيه نظرًا لأن الفارق بين العمل والحياة الشخصية أصبح ضبابيًا في العالم في فترة ما بعد الوباء، فقد شهد قطاع الضيافة توجهًا ناشئًا للمهنيين الذين يوسعون رحلات العمل لتشمل الترفيه. ففي هذه الأيام، يضيف المحترفون عطلات نهاية الأسبوع أو بعض الأسابيع لرحلات العمل الممتدة، سواء كانت رحلات فردية أو مع الشريك أو العائلة. فالمتجولون الذين يعملون رقميًا قادرون على العمل من أي مكان في العالم، مما يجعل من السهل أن توفر الفنادق بيئة مناسبة لكل من البيئة المهنية والترفيهية. وبدء العمل عن بُعد أو العمل المرن يتطلب توفير بعض العوامل التي يجدر وضعها بعين الاعتبار في كافة مجموعات الفنادق، مثل الصالات الفسيحة والهادئة، والاتصال اللاسلكي عالي السرعة بالانترنت، والمرونة في إعادة جدولة الرحلات للوفاء بالتزامات العمل. ومع ارتفاع الطلب على السفر، من المتوقع أن تتزايد شعبية مصطلح “السفر للترفيه” الذي طُرح مؤخرًا.
عناصر ذات صلة: يهدف تطبيق Turismo في قطر إلى رقمنة قطاع السياحة والضيافة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
- الإقامة الممتدة تلقى رواجًا نظرًا لأن العمل المرن أصبح أمرًا طبيعيًا في الوقت الراهن، فقد لوحظت زيادة طلبات الإقامات الممتدة بشكل متكرر في جميع أنحاء المنطقة. فعلى سبيل المثال، في مجموعة فنادق راديسون بدبي، ارتفع متوسط مدة الإقامة إلى خمس ليالٍ مع زيادة مواعيد العمل. وبالتالي، تُصمم مجموعات الفنادق باقات للعمال تجمع بين خصومات الإقامة الممتدة وعروض الأطعمة والمشروبات لجذب العملاء والاحتفاظ بهم.
- عودة السفر الفاخر مع عودة السفر الدولي والمحلي إلى مستويات ما بعد الجائحة، يبحث المسافرون بغرض الترفيه عن أماكن ومنتجعات فاخرة لقضاء الوقت مع العائلات أو الشركاء. وحاليًا، هناك بعض الأشخاص مستعدون لدفع المزيد من الأموال للإقامة في منتجع أو فندق أكثر جمالاً يقدم تجارب منسقة ووسائل راحة استثنائية. وسيشهد قطاع السفر الفاخر زيادة إضافية في الطلب في العام المقبل، ففيما مضى كان المسافرون يحجمون عن الإنفاق حتى يتمكنوا من السفر بأمان مرة أخرى. وبالتالي، تستثمر مجموعات الفنادق بشكل أكبر في المواقع ذات الطلب المرتفع – وفي حالتنا، لدينا مجموعة راديسون، وهي مجموعة من العقارات الشهيرة المستوحاة من نمط الحياة المحلية، مع مزيج من التصميم المخصص والتجارب المنسقة في مواقع رئيسية مثل بودروم والرياض.
- استمرار اتجاه الفنادق نحو النمو نتيجة لوباء كوفيد-19، تم تطوير إحساس أكثر قوةً بالمجتمع في مجال الضيافة. فعلى مدار العام الماضي، كانت التحويلات الفندقية محركًا مهمًا للنمو في جميع أنحاء العالم، حيث أطلقت مجموعات الفنادق الرائدة علامات تجارية جديدة لتوسيع عروضها وتنويعها. وأطلقت مجموعة فنادق راديسون، على سبيل المثال، علامة تجارية جديدة، تسمى “راديسون إنديفيدوالز”، للترويج للطابع المميز ولشخصية الفنادق، مع الحفاظ على المستوى العالي للخدمة والجودة في المجموعة.
- ظهور فكرة السفر المستدام أدى الوباء إلى تسريع الاهتمام بقضايا الاستدامة والأعمال المسؤولة، فضلاً عن الحاجة إلى إخراط صناعة الضيافة في ذلك الصدد. أصبح السفر المستدام هو المستقبل، حيث أعلنت الشركات الرائدة عن خططها لمحايدة بصمتها الكربونية، بما يتماشى مع الجهود الحكومية العالمية ودعم أفضل الممارسات بشأن الاستهلاك المسؤول على مستوى مجموعة الفنادق. ومن الصور التي تجسد جهود الاستدامة، مجموعة راديسون، حيث تلتزم مجموعة الفنادق بالوصول إلى قيمة كربونية تبلغ “صفر” بحلول عام 2050 والتخلص من انبعاثات الكربون من أعمالها من خلال وضع أهداف طموحة لخفض الانبعاثات.
يبدو مستقبل قطاع الضيافة واعدًا للغاية حيث أصبحت دول مجلس التعاون الخليجي مركزًا رائدًا للسفر الدولي والمحلي. وتتحد الحكومات والشركات وأصحاب المصلحة الرئيسيون لضمان استمرار المنطقة ونموها الدائم، وجذب أسواق جديدة، وتشكيل مستقبل صناعة السفر.
عناصر ذات صلة: أكثر من مجرد فرصة عمل: توضيح أهمية تطوير التعددية في الشرق الأوسط