يأمل رائد المصري، جنباً إلى جنب مع شريكتيه، منى أبو سليمان وراما شقاقي، أن يصبح العمل الذي يقوم به في شركة Transform VC بمثابة ركيزة لدعم للأفراد المغامرين من أصول شرق أوسطية ممن يتطلعون إلى بناء أعمال تجارية في الولايات المتحدة.
كتب بواسطة تمارا بوبيك، مارس 2022
عند إنشاء شركة Transform VC، وهي شركة استثمار وشركة لتداول رأس المال الاستثماري (VC) في وادي السيليكون، استخدم مؤسسها المشارك، رائد المصري، نظام تحديد الأهداف الذي طوره المستثمر جون دوير والذي يسمى نظام الأهداف والنتائج الرئيسية (OKR)، بوصفه هدفاً ونتيجة رئيسية يمكن قياسها وتحديدها زمنياً. وذكر المصري خلال اجتماعنا في جراند بلازا موفنبيك ميديا سيتي في دبي: “يجب أن تكون مهماً ومؤثراً في المكان الأكثر أهمية، في وادي السيليكون. فنظام النتائج الرئيسية (KR) الخاص بنا يُساعد في أن يصبح هناك 1000 ملياردير من الشرق الأوسط في أمريكا بحلول عام 2040.”
يأمل المصري، جنباً إلى جنب مع شريكتيه، منى أبو سليمان وراما شقاقي، أن يصبح العمل الذي يقوم به في شركة Transform VC بمثابة ركيزة لدعم للأفراد المغامرين من أصول شرق أوسطية ممن يتطلعون إلى بناء أعمال تجارية في الولايات المتحدة. يقول المصري: “دائماً ما نذكر، أن أقصى ما يمكننا تحقيقه هو ما نطمح إليه، لذلك كان علينا أن نتطلع إلى طموحات جنونية بالقدر الذي قد يجعلنا نضحك عليها، ولكن بعد أن نُعزز هذا الطموح بخطة عمل، يمكننا تنفيذه بالفعل. وأحد الأشياء الصحيحة بشأن وادي السيليكون هو أنه عبارة عن بيئة فائقة السرعة، لذلك عادةً ما يتم تصفية الأقليات بحسب العمر أو الجنس أو العرق أو النسب أو أي شيء آخر بسرعة كبيرة. ومن هنا، لدينا تقارب خاص تجاه هؤلاء الذين يتم تجاهلهم من قبل الآخرين، وخاصة مواطني الشرق الأوسط في أمريكا”.
إلى جانب المؤسسين من منطقة الشرق الأوسط الذين بدأوا عملهم في الولايات المتحدة لأول مرة على الإطلاق، يهدف فريق Transform VC أيضاً دعم رواد الأعمال الذين اجتازوا بالفعل ما يصفه المصري “اختبار وادي السيليكون”. وأوضح المصري “نطلق عليه اختبار وادي السليكون، لأنه يعني أن حصلوا بالفعل على درجة الدكتوراه أو لديهم مستقبل يُبشِر بجني ملايين الدولارات في الولايات المتحدة، وهم ينجذبون نحونا لأسباب مختلفة وخاصة لأن معظم رواد الأعمال من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ممن يستثمرون في أمريكا يُريدون رد الجميل، ومن ثم، فنحن نقدم هذه المنصة”.
وبذلك، يهدف المصري أيضاً إلى تغيير التاريخ الثقافي الخاص بريادة الأعمال في مجتمعات الشرق الأوسط. حيث ذكر “في مجتمعنا، من المقبول تماماً الذهاب إلى الولايات المتحدة أو كندا، وقضاء فترة من 5-15 عاماً في دراسة الهندسة أو الطب والعودة إلى الوطن بعد ذلك، ولكن من غير المقبول أن تذهب إلى هناك لإنشاء مشروع تجاري لنفس الفترة الزمنية. فهذا يعتبر بمثابة هجرة للعقول. أريد أن أغير طريقة التفكير هذه، وأن أذكر أن رواد الأعمال، سيذهبون إلى هناك ويقضون الوقت مع أهم الأدمغة، وهو أمرٌ مُجديّ أكثر من الذهاب للدراسة. والأمر الثاني هو أنه يمكن لموظفينا أن يصبحوا مؤثرين حقاً، ليس فقط في الولايات المتحدة، ولكن في بلدهم الأم أيضاً. لقد عدنا جميعاً، لأنه لدينا هذا الشعور بالحنين ونريد مساعدة بعضنا البعض”.
عناصر ذات صلة: بعيداً عن المألوف: أندرا نويي، أول امرأة غير بيضاء البشرة تدير شركة Fortune 50
رائد المصري، الشريك المؤسس لشركة Transform VC. الصورة من شركة Transform VC.
ولكن هذا لا يعني أن شركة Transform VC ليس لديها أهداف تجارية تسعى كذلك لتحقيقها. وأضاف “أننا لا نستثمر في الآخرين فحسب، بل ننشئ أيضاً مشروعات خاصة بنا، فشاركنا في تأسيس شركات مع الأشخاص الأذكياء”. وعلى هذا النحو، فإن رواد الأعمال القادرين على الجمع بين الكلام والأفعال، هم المؤسسين الذين تبحث عنهم شركة Transform VC، بحسبما ذكرت أبو سليمان. وذكرت: “نحن نبحث عن الفرص التي تظهر التكنولوجيا العميقة، وتأثيرات الشبكة، ومزايا 10x على المنتج التالي الأفضل، ورواد الأعمال الذين لديهم الاستعداد والقدرة على الانتقال إلى الولايات المتحدة دون أي ضمانات للنجاح أو تلقي التمويل”. ويضيف المصري: “نعتقد أنه إذا كان لديك موضوعاً، فأنت متأخر بالفعل. لا ينبغي أن تكون لديك الفكرة فقط، فالكل عنده أفكار، نريد أن نُبهر، والأشياء الثلاثة التي تبهرناهي تأثيرات الشبكة، ومزايا 10x، والتكنولوجيا. فنحن بحاجة إلى تحقيق اثنين على الأقل من هذه الأشياء الثلاثة”.
وفي محاولة لدعم رائدات الأعمال، تشير شقاقي إلى أن شركة Transform VC، بحكم تصميمها، تهدف الى دعم، توفير التقييم، وطرح الاستثمار في المشاريع التي تقودها السيدات والتي تتحدى التمييز في قطاع التكنولوجيا. وذكرت شقاقي: “هناك الكثير من الأشياء التي يجب استيعابها، حيث تواجه النساء تحديات كبيرة في مكان العمل، أضف إلى أن رأس المال الاستثماري في قطاع التكنولوجيا، هومتحيز للمشاريع وأساليب القيادة التي يترأسها الرجال. ونحن لدينا شريكات خبيرات تعملن على قيادة عملية التقييم واختيار الشركات الناشئة، وهن على دراية بالرؤى الفريدة في حل المشكلات والقيمة التي قد تجلبها المشاريع التقنية التي تقودها السيدات. وبمجرد اختيار الشركات، يمكننا دعمهن من خلال التدريب والتواصل والإرشاد مع السيدات في المناصب القيادية والتي يمكن التعلم منهن”.
رحلة المصري لريادة الأعمال هي قصة مثيرة للاهتمام في حد ذاتها – فهو كندي من أصل فلسطيني وأردني، وهو مهندس كهرباء ورجل أعمال أسس خمس شركات ناشئة حتى الآن. ويتذكر المصري “كانت أول شركة ناشئة في الأساس عبارة عن مشروع هندسي في سنة الدراسية الرابعة يسمى The Nortel Case Competition، وأنشأت موقعاً إلكترونياً لحجز مواعيد لمقدمي خدمات مختلفين، سواء لدى الأطباء أو أطباء الأسنان أو المحامين، ولكن لأنني كنت أمول نفسي ذاتياً، قررت أن أركز على ما بدا أنه أبسط صناعة – صناعة صالونات تصفيف الشعر. لكنني تعلمت بسرعة كبيرة أنّ صالونات تصفيف الشعر في عام 2000 كانت شديدة الخوف من التكنولوجيا. وهذا درس تجاري مهم جداً، بغض النظر عن مدى جودة منتجك، إذا لم تتمكن من توزيعه، فسيكون الأمر صعباً. وعلى الرغم من كل ذلك، تمكنا من بيع بضع مئات من هذه البرامج، وتعلمت الدرس الثاني المهم في مجال الأعمال، وهو أهمية الإيرادات المتكررة. لم يكن لدينا أي من ذلك. سأبيع برنامجاً، وهنا سينتهي الأمر”.
عناصر ذات صلة: خبر عاجل: مؤسس شركة Axis، مشعل القرقاوي
راما شقاقي، شريكة، شركة Transform VC. المصدر: Transform VC
ولكن من خلال هذه التجربة، استطاع المصري صقل مهاراته في المبيعات، وهو الأمر الذي ساعده بعد بضع سنوات عندما اقترب من منصب مسؤول تنفيذي كبير في شركة بيل في كندا، وهي أكبر مشغل اتصالات في البلاد، لتقديم خدمة جديدة أدت به في نهاية المطاف إلى إبرام عقد بعدة ملايين الدولارات مع الشركة. وأضاف المصري: “لأول مرة في حياتي، بدأ حسابي المصرفي في الارتفاع، وأدركت أن الاتصالات هي السبيل للمضي قدماً. تعلمت أيضاً أنه من الأسهل في الواقع بيع عقد بملايين الدولارات، والذي استغرق مني بضع ساعات، بدلاً من بيع برنامج بقيمة 5000 دولار أمريكي، وهو الأمر الذي استغرق أياماً وشهوراً. كان هذا درساً – حيث يمنحك مالك صالون تصفيف الشعر المال من جيبه الخاص، بينما يمنحك المدير التنفيذي رقماً من جدول بيانات في مكان ما، وهو لا يشعر بمنحك ذلك المال حقاً”.
في عام 2005، ذهب المصري إلى فلوريدا في الولايات المتحدة، وفي غضون الأيام الثلاثة الأولى، اكتشف خيارات بطاقة SIM دون التزامات تعاقدية طويلة المدى، وقرر العودة بهذا المفهوم إلى كندا. “بعد فترة وجيزة، بدأ الضغط لإصدار قرارات جديدة مع حكومة كندا، وفي عام 2007، أصدروا سياسة عامة جديدة لطرح مقدار 90 ميجا هرتز بالمزاد لمقدمي خدمات الإنترنت الجدد. وفي ذلك الصدد، كان هدفي هو جمع 800 مليون دولاراً، وذلك عندما تعلمت الدرس أنه إذا كانت لديك فكرة جيدة، فيمكنك الوصول للجميع. هناك ملياردير يريد السماع عنها. أيضاً، عندما تحاول جمع 800 مليون دولارًا، لا يستطيع أصحاب الملايين مساعدتك، فأنت بحاجة إلى التحدث إلى أصحاب المليارات. لقد تعلمت درساً ملخصه أنه جمع مليون دولار له نفس مقدار السهولة والصعوبة لجمع 800 مليون دولار. كل ما عليك فعله هو إقناع شخص ما”. ومع ذلك، لم يكن عرض المصري في الحدث كبيراً بما يكفي، والذي وصفه اليوم بأنه “فشله الأكثر إثارة“، لكن ذلك تغير في العام التالي. وذكر المصري: “لقد نجحت في تقديم عرض لشراء الإنترنت على متن الطائرة، وهكذا أصبحت مقدماً حصرياً لخدمة الإنترنت في الطائرات في كندا، لذلك كان على أي شركة طيران تحلق فوق كندا أن تحصل على قدرتها على الاتصال بالانترنت مني بموجب القانون”.
وبعد الخروج بنجاح من الشركة التي تقدم خدمة الإنترنت عبر كندا، أصبح المصري جزءًا من الفريق المؤسس لشركة Mubadala Capital Ventures في وادي السيليكون. “كان الهدف في البداية هو إطلاق شركة Transform VC، مع شركة Mubadala، المستثمر الرئيسي لدينا، لكن ذلك تحول إلى شيء آخر، وأسسنا شركة Mubadala Capital Ventures. لقد تعلمت من هذه التجربة، ثم تركتها بعد بضع سنوات لبدء شركة Transform VC.” يشير المصري هنا إلى أن المشاريع الريادية التي تتطلع شركة Transform VC إلى دعمها يجب أن تكون موازية تقنياً لطبيعة الأفراد الشرق أوسطيين البارعين، مثل الممثل المصري الأمريكي الحائز على جائزة الأوسكار، رامي مالك، أو لاعب كرة القدم المصري المحترف، محمد صلاح، أو أول إمرأة عربية أمريكية تفوز بلقب ملكة جمال الولايات المتحدة، ريما فقيه صليبي.
منى أبو سليمان، شريكة، Transform VC. المصدر: Transform VC
يقول المصري إن شركة Transform VC تبني نظاماً من المتوقع أن يخلق قصص نجاح ريادية بطريقة أكثر قابلية للتنبؤ. كما أشار بفخر إلى رواد الأعمال في الشرق الأوسط الذين هم بالفعل جزء من مشروعاته، مثل نور آغا، مؤسس شركة التجارة الاجتماعية الناشئة Flip، وعلي أورادي، مؤسس صالة الألعاب الرياضية المنزلية الذكية Tonal، التي تعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي (AI)، وحسن صواف، مؤسس في شركة Aixplain، وهي شركة تقدم حلول الذكاء الاصطناعي للشركات بضعف السرعة وبسعرٍ أرخص. حتى الآن، نشرت شركة Transform VC مبلغاً وقدره 104 مليون دولاراً من خلال 44 استثماراً، بما في ذلك ست شركات جديدة مميزة. يقول المصري: “لقد أبلينا بلاءً حسنًا”، موضحاً أن رؤية الصندوق الكبيرة لعام 2040 مقسمة إلى خطط قصيرة المدى. “إذا تمكنا من المساعدة في وصول 10 أشخاص إلى أن يُصبحوا مليارديرات في سبع سنوات، وغرسنا فيهم قيمنا لدفعهم للمضي قدماً، ومساعدة الآخرين، والسعي لتحقيق التميز، عندئذٍ سيساعد هؤلاء العشرة في وصول 10 أخرين إلى أن يُصبحوا مليارديرات في سبع سنوات أخرى، وعلى هذا النحو، فسيكون لدينا ألف ملياردير”.
يوضح المصري أن المستثمرين في صندوق شركة Transform VC يريدون التعرض لأحدث التقنيات، إلا أنهم صبورون بما يكفي لإتاحة الوقت الكافي لبناء المشاريع. ويقول: “هذه الأشياء لا تحدث بين عشية وضحاها. إذا كنت تبحث عن وسيلة سريعة، فالأمر لا يناسبك، ولكن إذا كنت تريد أن تكون جزءًا من تشكيل المستقبل وكسب الكثير من المال، بصبر، فالأمر يُناسبك.” وأضافت أبو سليمان أن مستثمري شركة Transform VC يبحثون عن عائدات مالية استثنائية، لكنهم يرغبون أيضاً في تمكين مؤسسي الشرق الأوسط اقتصادياً في وادي السيليكون، “أو أولئك الذين يمكننا مساعدتهم في وادي السليكون، حتى يتمكنوا من فهم شيفرة النجاح بنفسهم في أسابيع بدلاً من سنوات.”
على هذا النحو، يقول المؤسسون الثلاثة لشركة Transform VC إنهم سيعملون على بناء ثقة مؤسسي شركات محفظتها الاستثمارية. وذكرت أبو سليمان: “كن مستعداً للمخاطرة بكل شيء – فأنت بحاجة إلى المضي قدماً دون ضمانات النجاح أو التمويل، لذا كن مبدعاً لإقناع الأشخاص (العملاء أولاً) بأنك المهزوم التالي والذي سيحقق المعجزات”. وتضيف شقاقي أن البحث عن المنتج المناسب للسوق أمر بالغ الأهمية. وذكرت: “استحوذ على اهتمام العميل بإيجاد ما يحتاجه، وركز على إتقان مهارات الاتصال الخاصة بك من خلال الاستماع أولاً، ثم التحدث عبر الرسائل الصحيحة إلى الجمهور المناسب”.
في الختام، يضيف المصري أن “الرفض” هو جزء لا مفر منه في أي رحلة لريادة الأعمال. وعلى هذا النحو، يجب أن يكون هناك جانبان رئيسيان لكي يضمن رواد الأعمال نجاح شركاتهم الناشئة وهما التصميم والطموح. وأضاف: “أريد أن يعرف الأشخاص أن كل شيء ممكن إذا قمت بتنفيذه بنفسك. فإذا كنت مصمماً بشكل كافٍ، ولديك طموح كبير بالقدر الكافي، يمكنك تحقيق أي شيء تريده. لا يوجد سبب يمنعنا نحن، رواد الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من أن يكون لنا تأثيراً عالمياً”. والمصري يراهن على أن يحقق ذلك بالفعل – على حد تعبيره: “أعتقد حقاً أن إيلون ماسك القادم سيكون واحداً منا، رواد الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهدفنا هو وصول ألف منهم لهذا النجاح بحلول عام 2040.”
عناصر ذات صلة: رئيس مدينة الشارقة للإعلام، الدكتور خالد عمر المدفع، يتحدث عن بناء المشاريع والشركات الناشئة ومعدلات النجاح