بقلم جين بلاندوس مارس 2022
تشجيع رائدات الأعمال على بدء رحلتهن يعود بفوائد تتجاوز مجرد دعم الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وفقًا لتقرير الفجوة العالمية بين الجنسين لعام 2021، يستغرق الأمر 135.6 عامًا من الآن لسد الفجوة بين الجنسين في جميع أنحاء العالم إذا استمر المسار الحالي في نمو رائدات الأعمال. وهذا التنبؤ دفع صناع القرار وأصحاب المصلحة الآخرين إلى تعزيز النظام البيئي للأعمال للمساهمة في سد الفجوة بين الجنسين، وإدراج المزيد من السيدات ضمن القوى العاملة وكذلك مجالس الإدارة.
توصلت العديد من الدراسات إلى أن الشركات التي تشغل السيدات فيها مناصب قيادية لديها معدل احتفاظ أعلى بالموظفين، فضلاً عن أنها أكثر قدرةً على التكيف مع عالم الشركات الناشئة الديناميكي، ويسودها مستوى أعلى من الذكاء العاطفي. ومن ثمّ، بدا الأمر غامضًا، حيث أنه في حين خلصت التقارير أن قائمة التصنيف التي أجرتها مجلة فورتشين 500 للشركات التي تقودها النساء تتفوق في الأداء على نظيرتها التي يقودها الرجال، إلا أن هناك عددًا قليلاً للغاية من شركات رأس المال الاستثماري والمستثمرين ممن يتابعون ويستثمرون بفعالية في الشركات التي أسستها السيدات. وعلى الرغم من أن تمويل رأس المال الاستثماري وصل إلى أعلى مستوياته على الإطلاق في عام 2021، إلا أن الشركات التي أسستها سيدات لم تتلق سوى 2٪ من هذه الأموال – وهو أدنى مستوى منذ عام 2016.
وفي يوم المرأة العالمي، يبدو أنه من الحكمة إجراء تحقيق لفهم سبب الفجوة بين الجنسين في مشهد الشركات الناشئة عالميًا، وما الذي يمكن فعله لسد هذه الفجوة. وفقًا لنتائج مؤشر الفجوة العالمين بين الجنسين لهذا العام، تم سد 58٪ من الفجوة بين الجنسين في مجال المشاركة الاقتصادية والمساواة في الفرص حتى الآن. ومن المقدر أن إغلاق هذه الفجوة سيستغرق 267.6 سنةً أخرى. وجديرٌ بالذكر أن الإمارات العربية المتحدة هي واحدة من بين أكثر خمس دول تحسنًا في هذا الصدد. وحدد التقرير توجهين متعارضين ساهما في ذلك – حيث أن نسبة السيدات الماهرات في الوظائف المهنية في ازدياد مستمر، كما أن هناك تقدمًا في المساواة في الأجور، إلى جانب نقص عدد السيدات في المناصب القيادية، حيث تمثل النساء 27٪ فقط من جميع المناصب الإدارية.
تشجيع رائدات الأعمال على بدء رحلتهن يعود بفوائد تتجاوز مجرد دعم الناتج المحلي الإجمالي العالمي. إذا أردنا تناول ما كشفت عنه العديد من الدراسات خلال السنوات القليلة الماضية، فهناك شيء بارز للغاية – التنوع بين الجنسين يغير طريقة تفكير المنظمة. خلصت دراسة أجرتها منظمة العمل الدولية أن معظم الشركات التي وفرت تنوعًا بين الجنسين شهدت زيادة في الأرباح بنسبة 5-20٪. حيث وجدوا أنه من الأسهل جذب المواهب وتحسين الإبداع والابتكار والانفتاح وتمتعت بتجربة عملاء أفضل.
عناصر ذات صلة: لماذا يمكن أن تمنح أزمة كوفيد-19 رائدات الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مزايا إضافية
نظرة على النظام البيئي للشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (من منظور جنساني)
أدت المبادرات التي نفذتها حكومات منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى تنويع مصادر دخلها من العائدات القائمة على النفط إلى ظهور مجموعة من الشركات الناشئة في جميع أنحاء المنطقة. ووضعت الإمارات العربية المتحدة نفسها في الريادة مستهدفةً سد الفجوة بين الجنسين في المنطقة. ومع استمرار جهودها نحو المساواة والتنوع والشمول، من المهم ملاحظة أن رواد الأعمال يشكلون العمود الفقري لاقتصاد الإمارات العربية المتحدة. حيث عملت الحكومة بشكل جيد لجذب المواهب العالمية من خلال خطط إصلاح مختلفة للتأشيرات مثل التأشيرة الذهبية وتأشيرة العمل المستقل وحزم التحفيز بالإضافة إلى خطط التقاعد. وجميعها وسائل تتضافر سويًا في الاتجاه الصحيح.
ومع رؤية 2021، نجحت الدولة في تحقيق ذلك بين 95٪ من الشركات الصغيرة والمتوسطة. ومن الحقائق المنعشة هي أن هناك ما لا يقل عن 50 ٪ من هذه الشركات مملوكة للسيدات. وأن هذه الشركات توظف حوالي 20٪ من القوة العاملة وتساهم بحوالي 20٪ من الناتج المحلي الإجمالي. على مر سنوات، قدمت حكومة الإمارات العربية المتحدة عددًا لا يحصى من المبادرات لمعالجة التمييز بين الجنسين، وتمكين رائدات الأعمال. وتشمل بعض هذه المبادرات ظهور مجموعات الدعم ومبادرات التمويل التي تلبي احتياجات رائدات الأعمال على وجه التحديد، بالإضافة إلى حزم تأسيس الأعمال الخاصة حصريًا بالسيدات. وتساهم مؤسستي، Female Fusion، في ذلك من خلال دمج المجتمع الفعّال لدعم العدد المتزايد من الأعمال التي تؤسسها السيدات من خلال التوجيه، والتواصل، والتعليم، والاحتضان، وجني التمويل.
وبالنظر إلى الصورة الأكبر، تشير التقديرات إلى أن الناتج المحلي الإجمالي لبلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سيرتفع بنسبة 30-40٪ إذا تم دمج السيدات بشكل أكبر في الاقتصاد. وهناك مجموعة كبيرة من الأدلة تؤكد أن دعم وتشجيع السيدات هو أمرٌ أساسي للتمتع باقتصاد مرن، وهو أولوية عالمية قصوى لمعظم البلدان بعد جائحة كوفيد-19.
التحديات (والحلول)
نظرًا لكوني رائدة أعمال، ليس فقط على مستوى الإمارات العربية المتحدة، ولكن في المملكة المتحدة وأوروبا كذلك، فقد لاحظت أن معظم السيدات يواجهن عقبات مماثلة أينما تواجدنّ.
- تفتقر العديد من السيدات إلى الثقة في أنفسهن وفي أعمالهن، وغالبًا ما يقدمن خصومات أو هدايا مجانية دون أن يُطلب منهن ذلك. ويساعد دعم رائدات الأعمال والمرشدات الأخريات على فهم القيمة التي يتمتعن بها.
- تميل شبكات الأعمال الخاصة بالسيدات إلى أن تكون أصغر بكثير من نظيرتها الخاصة بالرجال. وتساعد شبكات مثل شبكة Female Fusion، التي تقدم عضوية شاملة تُعرف باسم عضوية Fusion Circle، المؤسسات في تحقيق النمو الذي يحتجن إليه، والعثور على عملاء، وشركاء، وموردين، وبناء العلاقات، وغير ذلك الكثير.
- الافتقار إلى الموجهين والمستشارين ذوي التفكير المتشابه يُعد عقبة كبيرة تواجه رائدات الأعمال. فدون مرشد موثوق يوضح لهن الطريقة الصحيحة أو يجيب على أسئلتهن، قد يتعرضن لتقييد خطير في نموهن المهني.
- السيدات ممن لديهن عائلة يكافحون من أجل إيجاد التوازن الصحيح بين الأسرة والعمل. ووجود شبكة مثل Female Fusion تُذّكر رائدات الأعمال بالحفاظ على الأداء الجيد، وتوجههن عبر الحياة الأسرية والعملية اليومية، فضلاً عن مشاركة تجاربهن الشخصية. في نهاية المطاف، يجب على السيدات أن يدعمن بعضهن بعضًا.
نظرًا لأن الإمارات العربية المتحدة تمهد الطريق لزيادة تكافؤ الفرص في ريادة الأعمال، ستبدأ السيدات في تجميع الثروة، ومن الممكن أيضًا بدء تقليص فجوة الثروة بين الجنسين بشكل أكبر وأسرع. التنوع بين الجنسين، وخاصة في النظام البيئي للشركات الناشئة قد يُعزز تقدم المؤسسات المملوكة للسيدات، مما سيؤدي في نهاية المطاف إلى طرح أفكار وخدمات ومنتجات جديدة في السوق.
عناصر ذات صلة: سيدات الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يتناولن ما يعنيه التمكين لهن