حل مشروع “الركن الأخضر” التابع لمركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث ضمن تصنيف أفضل 10 مشاريع معمارية لسنة 2021 من مجلّة Domus العالمية المتخصصة بالعمارة وهو المشروع الذي أفتتح في يناير من العام الماضي بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة وفي إطار اتفاق البلدين على تعزيز التعاون الثقافي والحفاظ على الإرث التاريخي والأصول الثقافية والحضارية في ظل خصوصية العلاقات الإماراتية البحرينية القائمة على روابط راسخة وأسس متينة.
و قالت معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب: “يسعدني أن أرى هذا المشروع ضمن أفضل عشرة تصاميم معمارية لعام 2021 إنه من المشجع أن نرى كيف يلاحظ العالم عملنا للحفاظ على تراثنا وثقافتنا وترميمهما”.
و أضافت: “يُعد مبنى الركن الأخضر تجسيداً لرؤية والدنا القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث يقوم على عناصر البيئة والطبيعة والتراث.. و كانت فكرة ترميم المنزل التراثي وإعادة تصميمه طريقة رائعة للاحتفال بالذكرى المئوية للشيخ زايد وتذكره كرجل دولة حقيقي أرسى أسس علاقات الأخوة بين الإمارات العربية المتحدة والبحرين، وإن وجوده في مدينة المحرق التاريخية يضيف إلى سحر هذا المشروع، ما يجعله مركزاً للفن والثقافة، ووفقًا لمبادئها التأسيسية وبفضل التصميم والهندسة المعمارية المتميزين، يزدهر الركن الأخضر كمركز للفن والثقافة اليوم “.
من جهتها قالت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة مجلس أمناء مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث إن حضور المحرّق من جديد في واحدة من أهم المجلات المعمارية في العالم يؤكد عراقة تاريخها الحضاري وتفرّد نسيجها العمراني والحضري، إضافة إلى فعالية مشاريع البنية التحتية الثقافية والتطوير المستدام في جذب الاهتمام العالمي على مختلف المستويات.
و أشارت إلى أن هذا الإنجاز هو ثمرة تعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وعبرت عن شكرها لوزارة الثقافة والشباب بدولة الإمارات ومعالي نورة بنت محمد الكعبي لحرصها الدائم على الارتقاء بالعلاقات الثقافية الثنائية بين البلدين.
و أشادت معاليها برؤية و تصميم الشركة الهندسية الهولندية “ستوديو آن هولتروب” التي نفّذت المشروع، مؤكدة أن المحرّق كمركز حضاري وثقافي ومدينة مبدعة في مجال التصميم لليونسكو تجذب قدرات وخبرات عالمية في مجال التصميم والإبداع المعماري.
وأفردت المجلة لمشروع “الركن الأخضر” مقالاً كاملاً أكدت فيه أنه يعكس قدرة التصاميم المعمارية على خلق علاقة عاطفية مع محيطها و صنع حوار لغته الفن والحرفيّة.
و ألقت المجلة الضوء على الهوية البصرية للمبنى الذي يكتسب طابعاً حداثياً بفضل القطع الخرسانية الكبيرة التي يتكون منها.. ونقلت عن المهندس آن هولتروب قوله إن المشروع يعيد تفسير الطرق التقليدية البحرينية في البناء والتي اعتمدت على الأحجار الجيرية والرملية.
يضم الركن الأخضر مكتبة تُعنى بأرشفة الفن في مملكة البحرين عامة وترميم الوثائق الفنية وحفظ الكتب واللوحات الفنية.. وصمم مبناه الشركة الهندسية الهولندية “ستوديو آن هولتروب” بينما كان التصميم الداخلي للمبنى من عمل استوديو عمار بشير للإبداع الفني.
وأستُخدمت في إنشاء “الركن الأخضر” عملية الصب المفتوح للخرسانة في طوابقه الأربعة و التي سيخصص أحدها لترميم اللوحات والكتب القديمة، وآخر للترويج الثقافي.
وحظي المبنى باهتمام أهم المتخصصين في عالم الهندسة المعماريّة، إذ وضعت مجلّة El Croquis الصادرة باللغتين الإنجليزية والإسبانية و تعنى بالتصاميم وأعمال الهندسة المعماريّة العالمية على غلاف عددها الصادر حديثاً صورة لمبنى “الركن الأخضر”.
يُذكر أنه بمحاذاة المبنى توجد الحديقة العمودية التي شيدها مركز الشيخ إبراهيم وهي من تصميم عالم النباتات الفرنسي “باتريك بلان” الذي أسس لتقنية الحدائق العمودية وعُرفت تصاميمه المتميزة في أنحاء العالم.