entrepreneur خاص مجلة
حسن سليمان أبو فلة بين قلة نادرة من المؤثرين العرب الذين استطاعوا تحقيق منافع كبيرة للمجتمعات التي يعيشون فيها، ولم ينساق إلى تحقيق شهرة واسعة على حساب المحتوى الهادف الذي يقدمه عبر اطلالاته الكثيرة، فمعظم المؤثرين العرب ركزوا على الترفيه وأسلوب الحياة ولم يقدمو نموذجاً ملهماً للشباب كما فعل أبو فلة.
وهو إلى اليوم من أفضل من ساهم بانجاح مبادرات خيرية قدمت الكثير للمحتاجين في أماكن متعددة من العالم، وفي هذا اللقاء يقدم لمحة عن أسلوبه في تقديم محتوى مميز وملهم للشباب في كل مكان
يطلق أبو فلة بشكل مستمر مبادرات إنسانية تستهدف الجميع من دون إستثناء، ما الهدف من ذلك؟ وكيف يمكن لهذه المبادرات أن تؤثر في ملايين الشباب العربي المتابع لك وفي أسلوب نظرتهم الى الحياة والإنسان؟
أعتقد أن المبادرات الإنسانية والخيرية التي أطلقها أنا أو غيري تؤثر بشكل إيجابي جداً على الشباب العربي. نحن نعيش في زمن يحتاج بشدة الى المبادرات الخيرية، وحتى الترفيه واللعب، يجب أن يكون في اتجاه يمكنه إحداث أثر إيجابي.
يوجد هناك 3.8 ملايين لاجئ ونازح يعانون برد الشتاء ويحتاجون المساعدات الإنسانية في المنطقة العربية، بالإضافة إلى الملايين من الأسر الأقل حظاً في منطقتنا وفي أفريقيا. ومن خلال قناتي وعملي أريد أن يكون الشباب العربي نموذجا في الريادة لملايين الشباب في العالم. أعتقد أن المبادرة التي اطلقتها بالتعاون مع حملة “أجمل شتاء في العالم” تعد مثالاً للتحدي والمثابرة وتحقيق المستحيل.
هدفي هو العمل على تأسيس شباب عربي يطلق مبادرات رائدة بخطوات حثيثة، وفقا لخطط مدروسة بعناية فائقة، لتجسد أمام العالم أهمية الإسهام الإنساني العربي المتواصل لتحقيق الأهداف الاجتماعية والاقتصادية الكبيرة في المجتمعات التي تعاني بسبب واقعها الخاص من فقدان العديد من مقومات الحياة الميسرة والخدمات الأساسية الضرورية بالقطاعات الحيوية المختلفة.
أريد شبابا عربيا حالماً، طموحاً لأننا نحن الشباب نجسد الأمل في المستقبل ونحن بناة مسيرة التقدم والرقي.
إذا قمنا بجولة على حسابات الآلاف من المؤثرين نجد أن نسبة كبيرة منهم يركز على الترفيه وأسلوب الحياة ونوعيتها، فيما نلاحظ غياب أي محتوى هادف. في ظل هذا الواقع ما هي المسؤولية التي تقع على عاتق “أبو فلة” والمؤثر العربي اليوم؟
المسؤولية ثقيلة ورائعة في الوقت عينه إذا ما عرفنا نحن المؤثرون كيف نوجه البوصلة. الأمر ليس مجرد ترفيه وألعاب وسفرات. المؤثر في أغلب الأحيان يكون لديه مميزات ولهذا يتابعه الآلاف لا بل الملايين. لو أن كل مؤثر أخذ على عاتقه معالجة مشكلة واحدة وإمتلك العزم على معالجتها تخيلوا كم من المشاكل التي ستختفي.
المهم هو خدمة الناس ودفعهم إلى تحقيق الأفضل وتفعيل النقاط الإيجابية التي يمتلكونها وتشجيعهم على الخير وتطوير أنفسهم والمضي قدماً.
برأيك كيف انعكست التكنولوجيا اليوم على الشباب من رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة والطموحة؟
أصبحت الشركات، مهما كان حجمها، تحرص على تطوير آليات وأساليب العمل بتطوير التكنولوجيا المستخدمة في قطاعات الأعمال المختلفة، وبناء على أهمية استخدام التكنولوجيا في إدارة الشركات الناشئة، أصبح على أصحاب هذه الشركات استخدام التكنولوجيا في أعمالهم.
تخيلوا كمية الجهد والوقت الذي باتت توفره التكنولوجيا المستخدمة في قطاع الأعمال مثل التطبيقات والبرامج الإلكترونية التي أستخدمها أنا بنفسي ضمن عملي أيضا، وهذا بالتالي يؤدي لتخفيض النفقات في كل المجالات. التكنولوجيا سمحت لرواد الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة الطموحة، بالتطور والنمو وساعدتهم على الانتشار. مثلاً التطبيقات الذكية أصبحت الوسيلة المثلى للتواصل بين موظفي الشركات وأداء المهام المشتركة مثل الاجتماعات، وإدراة واتمتة العمليات الداخلية، حتى على المستوى الخارجي ساعدت التكنولوجيا في التواصل مع العملاء. نحن في زمن حيث توجد التكنولوجيا في جميع الشركات الناشئة والضخمة في كل القطاعات.
أيضاً ساهمت التكنولوجيا بالتشجيع على الابتكار والتطوير. وبالتالي زيادة حجم الفرص العظيمة في الأسواق وعالم الأعمال بالنسبة للشباب من رواد الأعمال أو أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
عودتنا على عدد من المبادرات الإنسانية والخيرية، تحديداً ما الذي أضافته هذه المبادرة عموماً وعلى الصعيد الشخصي خصوصاً؟
أولاً، على الصعيد الشخصي منحتني هذه المبادرة الكثير لا بل أضعاف ما منحتني إياه المبادرات السابقة. أنا فخور جداً بكل المبادرات السابقة، لكن يمكنني القول إن هذه المبادرة مختلفة. أعطتني جرعة كبيرة من الثقة بالنفس والإيمان. نحن جميعنا نخوض تجارب عدة في الحياة تحتاج لثقة شديدة بأنفسنا. أيضاً جاءت لتثبت أن على الإنسان عدم الخوف من خوض حلمه مهما كان حجم هذا الحلم.
المبادرة تأتي أيضا بالتعاون مع حملة “أجمل شتاء في العالم” بالشراكة بين “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم” و”المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين” و”الشبكة الإقليمية لبنوك الطعام”، وهو أول تعاون لي على هذا المستوى مع جهات رائدة في العمل الخيري العالمي.
كذلك لدينا المبلغ الذي نتطلع إلى جمعه، أي 10 ملايين دولار، وعدد الأسر المستفيدة التي ستصل إلى 100 ألف أسرة لحمايتها من برد الشتاء، إضافة إلى الأسلوب الجديد بجمع التبرعات، والتي تستخدم قوة وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى الجميع أينما كانوا حول العالم. أيضاً، أنا أخوض تحدياً جديداً بطريقة جديدة، أكان لناحية الشكل الفكرة والطريقة.
كما تمتاز هذه المبادرة بمدى الاستخدام الواسع لقوة وسائل التواصل الاجتماعي لنشر رسالة الخير، تخيل هذا العدد الهائل من المتابعين من مختلف أنحاء العالم، طبعاً سيشكلون دعامة متينة لي في تحقيق الأهداف النبيلة الإنسانية.
البث مستمر منذ أيام حتى الآن. كان يأتيك رسائل من متابعين تسألك ما إذا كنت ستكتفي بهذا المبلغ أو ذاك. هل فكرت في التوقف عند مبلغ معين؟ هل شعرت بالتعب والملل؟
ولا للحظة. لا توجد لدي أي دوافع تسقطني في دائرة الإستسلام. كان لدي الدعم المعنوي الرائع من المنظمين ناهيك عن الاحتضان الشعبي الذي رأيته على الأرض في إمارات الخير خصوصاً، ومن المتابعين في الوطن العربي عموماً. كنت أرى التشجيع في كل رسالة كان تصلني، في تفاعل المتابعين، والشباب الموجودين معي في داخل الغرفة وخارجها. إضافة إلى الشغف الذي هو أصلا موجود بطبيعتي وبداخلي والذي يدفعني دائما نحو مجهود مضاعف لتحقيق الخير بكل ما أوتيت من قوة وعزيمة.
هدفنا أنا وحملة “أجمل شتاء في العالم” هو “إدخال الدفء على حياة المحرومين منه”. وسنفعلها.
كما ذكرت منذ قليل أتت مبادرة “لنجعل شتاءهم أدفأ” بدعم من حملة “أجمل شتاء في العالم”، أخبرنا كيف ساهمت تلك المبادرة الضخمة في تعزيز الهدف الرئيسي؟
منذ أن اطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حملة “أجمل شتاء في العالم” بنسختها الثانية، تابعت المحتوى الهادف للحملة. هذه الحملة التي عملت عليها دولة الإمارات لتأخذ الجميع من دون إستثناء في رحلة نحو مقاصد جذابة وأنشطة ممتعة في مناخ شتوي مفعم بالدفء.
في الوقت عينه، بادر القيمون على هذه الحملة الى التشجيع وهذا ما كان. فعلاً الحملة نموذج رائع للتضامن الإنساني الذي عودتنا عليه الإمارات.
ناهيك عن أنني رأيت الأصداء الرائعة والتفاعل الجميل الذي كان يحصل على مواقع التواصل الإجتماعي مع الحملة.
المجهود والسحر الذي تحلت به حملة “أجمل شتاء في العالم” لفتت إنتباهي، لكن أكثر ما استوقفني هو جملة “مناخ شتوي مفعم بالدفء”. لعبت هذه الجملة والحملة عموماً دوراً كبيرا في تحفيزي على فعل شيء ما تجاه الأشخاص الذين يعانون من برد الشتاء.
على ذكر المكان، تحدثت خلال البث المباشر عن استعدادك للنوم والبقاء الى نحو أسبوع حتى يتم جمع المبلغ، هل كنت جاداً في ذلك؟
نعم بالطبع سأبقى الى أن يشاء الله ونحقق المبلغ المحدد بإذن الله. أنا مصمم على جمع المبلغ هناك آلاف العائلات التي تنتظر هذا الدعم المادي. حبست نفسي في غرفة زجاجية في وسط مدينة دبي الحيوي، الذي يزوره الملايين من مختلف أنحاء العالم، وتحديداً في منطقة “برج بلازا” في محيط برج خليفة، أطول مبنى من صنع الإنسان في العالم.
أنا اقول هذا الكلام لأوجه الرسالة التالية: الغرفة الزجاجية التي حبست نفسي فيها كانت دافئة من حيث الجو والدعم الذي كنت أتلقاه من المتابعين والمترعين. لكنني كنت أيضاً ارى وجوه الآلاف من العائلات التي تعاني من البرد والصقيع في المخيمات. الدفء المعنوي مهم جداً فما بالك بالدفء في الشتاء؟ صدقوني لا يقل أهمية عن الحاجة للطعام وماء الشرب.
رسالة أخيرة للشباب العربي؟
إن قصص النجاح والتجارب المهمة تبعث الأمل فينا وفي كل فرد من أفراد المجتمع. الأمل الذي نتسلح به لمواجهة التحديات والصعاب لتحقيق الطموحات والأحلام لغد حافل بالإنجازات والوصول إلى الأهداف المنشودة.
لكن الأمل وحده لا يكفي، علينا جميعا أن نسعى الى تحقيق الأمل والإبداع في كل المجالات. في داخل كل منا قدرات وإمكانات وهبنا إياها الله سبحانه وتعالى، وميزنا بها عن الآخر. ليس عليكم سوى السير نحو الخطوة الأولى والباقي يأتي. أيضاً تذكروا أن العمل الإنساني والخيري لا يعرف لوناً أو جنساً أو عرقاً، أنتم الشباب أنت المسؤولون عن الشعوب الضعيفة انتم قدوة وعليكم أن تبادروا ما حييتم لعمل الخير لصالح الإنسان.
أيضاً، لا يمكنكم أن تتخيلوا كيف ينعكس العمل الإنساني عليكم أنتم الشباب. من كل النواحي. ثقوا بي يمنحكم صفقة القيادة، وعدم وجود سقف وشرط للحلم والطموح، أيضاً يكسر حواجز الخوف والمستحيل.