في ظل الاقتصاد الذي تدخل فيه الأجيال الشابة ضمن القوة العاملة، ويظل فيه كبار السن لأسباب تتعليق بالاحتياجات المالية، يكون من المفيد سد الفجوة بين الأجيال.
بقلم ديفيا باريخ
الآراء التي عبر عنها المساهمون تعبر عن وجهة نظرهم الخاصة.
حاليًا، تبدأ الأجيال الشابة في شق مسيرتها المهنية بينما يظل الموظفون الأكبر سنًا بين القوى العاملة لفترة أطول لأسباب تتعلق بالاحتياجات المالية. وهذا يعني بطبيعة الحال أن العديد من الشركات توظف أشخاصًا من أجيال مختلفة: جيل زد، جيل الألفية، وجيل إكس، وكذلك جيل الطفرة.
سواء كانت شركتك في مرحلة بدء التشغيل أو في مرحلة متقدمة من مراحل النمو، فإن احتمالات تحقيق أهدافك في هذه البيئة المهنية متعددة الأجيل تصبح أفضل عندما تنتفع من الفجوات بين الأجيال بين موظفيك وشركائك. حيث تمتلك العديد من الشركات خبرة في إدارة التحديات فيما يتعلق بالفجوات بين الأجيال، لكن القليل من القادة ينتفعون بالفعل من هذه الاختلافات بين الأجيال بصورةٍ تصب في صالح الموظفين والشركة.
إلى جانب جذب المواهب وإعدادها، يجب على القائد الجيد إثارة وتحفيز الموظفين ليكونوا منتجين ومتعاونين فيما بيهم لتحقيق أفضل النتائج. إلا أن الأشخاص من مختلف الأجيال والعقليات والخبرات لا يستجيبون بنفس الطريقة للدوافع التلقيدية. فضلاً عن الاختلافات الكبيرة في الطريقة التي يتعاملون بها مع مشاريع العمل والزملاء.
حيث يتوقع الموظفون من الجيل زد وجيل الألفية والجيل إكس X أن يعاملهم أصحاب العمل بشكل مختلف عن جيل الطفرة. وعدم إدارة هذه التوقعات وإغفال سد الفجوة بين الأجيال يضع شركتك في وضع غير جيد. فمن الممكن أن تقدم مجموعات الأجيال المختلفة مساهمات كبيرة في نجاح شركتك – إذا كنت تعرف كيفية إدارة الاختلاف فيما بينهم.
عناصر ذات صلة: 4 طرق تكون بها فريق الأحلام من جيل الألفية وجيل الطفرة
وفيما يلي، إليك ثلاث طرق لمساعدتك على سد الفجوة عبر الأجيال بنجاح، وتعزيز التعاون وزيادة الإنتاجية في هذه العملية.
- ضمان التنوع المعرفي في الفرق المتنوعة
بشكل عام، يعاصر جيل الطفرة والجيل X حالة من الاختلاف من حيث الإحساس الإنصاف والحماية. ولكن بالنسبة لجيل الألفية، وجيل زد، يُعتبر التنوع والشمول هو وجود بيئة تعاونية ينخرط فيها الأفراد بطرح أفكار وتجارب ووجهات نظر مختلفة.
في بداية تشكيل الفريق، قد ترغب في تشجيع أعضاء الفريق على وضع قواعد أساسية لتعزيز التمكين والاتصال بشكل مشترك. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك وضع تحدٍ تنافسي للمساعدة في بناء عقلية الفريق. حيث يعتمد نجاح التحدي على كيفية تعاون أعضاء الفريق فيما بينهم بدلاً من النتائج التي يحققونها.
انخرط في جلسة تعليقات في نهاية المشروع. اطلب من كل شخص مشاركة الأفكار التي تعلمها حول قيمة التعاون على الرغم من تباين العمر أو الاختلافات الأخرى. اطلب من الأشخاص مشاركة القواسم المشتركة التي لاحظوها. في نهاية المطاف، اشرح لهم كيف تتناسب هذه القواسم المشتركة مع الأنشطة المتعلقة بالعمل.
عناصر ذات صلة: هل سيكون مستقبل الأعمال متنوعًا بالصورة التي نعتقدها؟
- تحدى فريقك (فرقك) لتخطي المخاطر
عندما تتحدى فريقك لتحسين الجودة أو زيادة الإنتاجية، فإنهم سيخرجون بأفضل سماتهم. قد تجد بعض المقاومة في البداية، لكن عليك تدريبهم على تخطيها.
جديرٌ بالذكر أن الجانب الحاسم في تحسين مستواهم يعتمد على قدرتهم على التعاون. ويمتد ذلك إلى أكثر من مجرد التعاون لحل مشكلة ما. وضّح أن التحدي يكمن في تحديد المهام التي يجب تحسينها والتعاون لتحديد استراتيجيات التحسين. بالإضافة إلى ذلك، أكد على القيمة في تنوع المعرفة والخبرات.
اشرح أيضًا أنك ستقوم بتقييم موضوعي على أساس أسبوعي أو شهري لمستوى تحسنهم. لا تقدم اقتراحات للموظفين: دعهم يتعاونون فيما بينهم لتوليد الأفكار بأنفسهم. قد ترغب أيضًا في تحفيزهم بحافز أو تقديرهم عندما يحققون مراحل متقدمة في تقدمهم نحو تحسين عملهم. تذكر أن محطات الإنجاز يجب أن تحدد كيفية تعاونهم وعملهم سويًا، بدلاً من الأنشطة أو المهام التي يكملونها.
تحقق هذه الإستراتيجية أكثر من مجرد صقل مهاراتهم التعاونية. وبالنظر إلى أن الفريق يعرف الاختناقات والمشكلات الأخرى التي تعيق العمل عادةً، فإن ذلك سيؤدي أيضًا إلى تحسين إنتاجية الفريق (وشركتك) وتحسين معنوياته.
عناصر ذات صلة: 6 استراتيجيات لتحسين التعاون بين الفرق العاملة عن بعد
- كن حساسًا للطريقة التي تتواصل بها مع الأجيال المختلفة
يفضل الموظفون من الجيل الأكبر سنًا التواصل وجهًا لوجه. بينما يفضل الموظفون الأصغر سنًا الأساليب الإلكترونية للتواصل.
وإليك طريقة سهلة للتحلي بالمرونة وموائمة أسلوب التواصل لديك ليتناسب مع الأجيال الأكبر سنًا ونظيرتها الأصغر سنًا. قد يساعدك الاختصار “Tap” على تذكر مكونات الاتصال.
- T تعني “to the-the-point” (أي موجه نحو الهدف). اجعل تواصلك موجزًا ووافيًا. سيقدر الجيل الأكبر سناً الوضوح، وسيقدر الجيل الأصغر الإيجاز.
- A تعني “adapt” (الموائمة). كن مرنًا وغيّر طريقة تواصلك، وأعرب عن تفهمك واهتمامك بمشاعر الآخرين. ابذل جهدًا للتواصل أو التحدث مع موظف أكبر سنًا بشكلٍ شخصيّ بدلاً من استخدام الوسائل الإلكترونية. تواصل مع العاملين من جيل الشباب عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل الفورية، واظهر لهم أنك تقدر حاجتهم إلى الاستقلال. إذا كنت بحاجة إلى التحدث مع جميع الموظفين في رسالة بريد إلكتروني، فاحرص على المتابعة من خلال إخبارهم أنه يمكنهم الرد على البريد الإلكتروني أو الاتصال بك أو زيارتك شخصيًا إذا كانت لديهم أسئلة.
- P تعني “professional” (احترافي). تجنب الكلام غير المفهوم والاختصارات في اتصالاتك. استخدم كلمات التحية وانهي اتصالاتك بشكل صحيح واحترافي. يتوقع الموظفون الأكبر سنًا هذا المستوى الاحترافي ويرون أنه من دروب الاحترام. وبالنسبة للموظفين الأصغر سنًا، فإن أسلوب الاتصال الاحترافي لديك سيكون مثالاً يحتذى به.
قضاء بعض الوقت وبذل الجهد لاتباع النصائح الثلاث المذكورة أعلاه لسد الفجوة بين الأجيال في شركتك يستحق “الاستثمار”. ستؤدي النتيجة في التعاون وتحسين الإنتاجية، بالإضافة إلى رضا الموظفين وولائهم، إلى قطع شوط طويل نحو تنمية ثقافة مكتبية إيجابية ودفع نجاحك في المستقبل.