عُرفت مينا الشيخلي بشكل أوسع كمقدمة برنامج “بيت بيوتي” على قناة “ام بي سي“ عراق، واليوم مينا ذات الـ 29 عاماً تشق طريقها في مجال ريادة الأعمال بعد اطلاقها الماسكارا التي تحمل اسمها من دولة الإمارات. وحول ذلك تقول مينا: ” أؤمن بقوة بأهمية التواصل البصري وحقيقة أن الناس قادرون على التواصل من خلال العيون في جميع مواقف الحياة، حتى اذا اختلفت لغات التواصل فلغة العيون واحدة، أو اذا تعذر إيجاد الكلمات الصحيحة فالعيون هي وسيلة التواصل البديلة”. وتضيف: ” أي مكياج يبدو غير مكتمل بدون الماسكارا. ولطالما فكرت في نفسي، “هذه المسكرة ستكون مثالية، لو …” فهناك دائماً شيء مفقود بالنسبة لي، ومن هنا بدأت رحلة اختيار علامة الماسكارا الخاصة بي. لم أتمكن من العثور على أي ماسكارا تفي بالمعايير الخاصة بي، لذلك ابتكرت واحدة بنفسي “.
وبالتعاون مع عماد خفاف، الخبير في صناعة التجميل، استغرقت مينا ثلاث سنوات كاملة لاختبار وتحسين منتجها المستقبلي، في الوقت الذي تستغرق فيه عملية تطوير وإطلاق الماسكارا عادةً ما بين ستة إلى 12 شهراً. تم إصدارها في نوعين، للرفع والإطالة. تقول الشيخلي إنها صنعت منتجاً من الدرجة الأولى من حيث الجودة والتعبئة والخبرة وتشرح: “ ما يميز هذه الماسكارا عن غيرها هو التركيبة والفرش. استخدمنا تركيبة مقاومة للماء، وخفيفة جداً على الرموش، وسهلة الاستخدام وذات مفعول عال”.
بسعر 70 درهماً إماراتياً (19 دولاراً أمريكياً)، بيعت علامتا الماسكارا ب 55000 حتى الآن، مما حقق إيرادات بقيمة 1045000 دولار في أقل من ستة أشهر، وكشفت الشيخلي أن البلدان الأكثر مبيعاً للعلامة التجارية تشمل العراق والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية. نجاحها مثير للاهتمام نظراً لأن العلامة التجارية ظهرت بشكل أساسي في منتصف أزمة كورونا العالمية، ومع ذلك، فقد كان الوباء نعمة خفية لمينا، حيث تقول: ” كان الجمال آخر ما يدور في أذهان أي شخص مع بدء انتشار كوفيد-19، الأمر الذي دفعنا إلى تأخير الإطلاق لمدة ثلاثة أشهر. كانت حالة من عدم اليقين تحيط بنا، ولم يكن الوقت مناسباً لطرح منتجات جديدة في السوق. انتهى بنا الأمر إلى إطلاق المنتج في الصيف، يوليو 2020 على وجه الدقة، والذي يُعرف عادةً بأنه الموسم الأقل نجاحاً لأي منتج جديد يتم إطلاقه “.
ومع ذلك، تبين أن الحملة التي أعقبت إطلاق علامتها التجارية في وقت متأخر عما كان مخططاً حققت نجاحاً كبيراً بفضل السبب الذي كان في المقام الأول وراء تأخير اطلاقها. تقول الشيخلي: “هناك تركيز على العيون الآن أكثر من أي وقت مضى، مع الزام ارتداء أقنعة الوجه. في الأساس، هم الجزء الوحيد غير المغطى، والكثير من النساء يستخدمن الماسكارا أو غيرها من مكياج العيون لإبراز عيونهن حقاً. لقد حققت حملتنا نجاحاً هائلاً – بفضل كوفيد-19! في الواقع ، كان زبائني متحمسين جداً لدرجة أن موقع الويب الخاص بي قد تعطل في الساعات القليلة الأولى من إطلاقه ، بسبب الضغط الكبير من المهتمين بالمنتج! ”
لعب متابعي مينا الشيخلي، التي تمتلك قاعدة جماهيرية واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع أكثر من 2.6 مليون متابع على انتستغرام، دوراً هاماً في نجاح مبيعات المنتج، وتقول الشيخلي: “محتوى وسائل التواصل الاجتماعي الذي أقدمه نابع من القلب، وأي تعاون أقوم به ينبع من القلب أيضاً، و لا أقدم أي شيء لا أشعر أنه سيفيد المتابعين بأي شكل من الأشكال. وأنا أرتدي الماسكارا الخاصة بي كل يوم تقريباً”
وبعد مرورها بتجربة عاصفة كرائدة أعمال، كانت الشيخلي صادقة في نصيحتها لأقرانها في مجال الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتقول: “تشكل المنطقة نعمة ونقمة – نعمة من خلال العديد من الفرص، ونقمة بالنسبة لمراحل وفرص النمو في عالم رواد الأعمال، وأنا أتحدث عن الجمال بشكل خاص عندما أقول ذلك”. ومع ذلك، فهي تقر أيضاً بأن التسهيلات في قطاع الأعمال في الإمارات العربية المتحدة على أساس يومي هائلة. وتضيف: “نعيش في مدينة دبي التي لا تؤمن بالمستحيل، لذلك دائماً ما نجد السبل للقيام بالأمور “. وحول أهمية معرفة الجمهور، تقول الشيخلي: “يجب معرفة رغباتهم جيداً، حيث أن الأمور تعدت الدراسات فقط مثل (المنتج والسعر والمكان والترويج) وتحليل (نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات) ، بل باتت تتعلق أيضاً بالسبب العاطفي وراء شراء منتجك أو خدمتك. وفي السنوات الأخيرة، على سبيل المثال، أصبح دعم المنتجات الإقليمية موضوعاً حساساً ومهماً بالنسبة للمستهلكين وتجار التجزئة لدعم منطقتهم. لذلك، يتيح لك معرقة جمهورك جيداً فرصة أكبر للانطلاق اقليمياً وعالمياً “.
وفيما يتعلق بالمستقبل، تشمل الخطط التوسعية في الأعمال التجارية بالنسبة لمينا توسيع خط الماسكارا، بالإضافة إلى التركيز المستمر على إنشاء منتجات التجميل المتعلقة بالعيون. وتؤكد أن العامل الذي تتبناه في هذه الرحلة هو الصبر بشكل خاص. وتقول: “الاستمرارية والديمومة عاملان أساسيان. والتأني هو ما يضمن الفوز بالسباق. إن رؤية الأرقام تتدحرج على المدى القصير لا يعني أن هذا سيكون هو الحال على المدى الطويل، حيث يبذل بعض رواد الأعمال قصارى جهدهم في البداية عندما يتعلق الأمر بالمنتجات والأفكار وما إلى ذلك ، ثم يتضاءل كل شيء. أنا شخصياً أفضل وأؤمن ببناء هذه الإمبراطورية الصغيرة خطوة بخطوة “.
“TREP TALK: نصائح لرواد الأعمال من مينا الشيخلي
- لا تفعل ذلك بمفردك، حتى لو كان صديقاً يساعدك بدوام جزئي، أو كان زميلاً واحداً فقط، فإن الطاقة التي يصحبها العمل المشترك أمر مهم للغاية للحصول على أداء مذهل. قوة الفريق، حتى لو كان صغيراً تصنع العجائب لأي عمل.
- كن منفتحاً للتعليقات، “التعليقات من جميع الأنواع مرحب بها، ويجب الاستماع إليها، واستيعابها، سواء كنت ستنفذها أو لا، فسماعها لا يزال مهماً.
- الجودة على الكمية، إذا كنت ترغب في إنشاء منتج، فتأكد من أنه منتج جيد، وحتى إذا كان الإنتاج أغلى قليلاً، فمن الأفضل العمل بكميات أقل والحصول على منتج رائع، بدلاً من المساومة على الأخير. يحتاج منتجك إلى التحدث عن نفسه ، وهذا ما سيجعله ناجحاً.
- إدارة الوقت أمر بالغ الأهمية، استخدم وقتك بحكمة – يجب أن تكون قادراً على تحديد الأولويات وأحياناً التسوية أيضاً.
- لا ترضى بالمكافآت النقدية قصيرة الأجل، اسعى دائماً وراء التحسين، وتوسيع خطك، وفكر بشكل أكبر وأفضل. واستغل فرصك لصالحك واستمر في الإبداع. الأكثر أهمية ، لا تبطئ من سرعتك بعد قطع أول شوط كبير لك.