لقد أمضيتَ سنوات عديدة في الدراسة وحان الآن وقت العمل. أنت على وشك الدخول في معترك الحياة المهنية وبدء عامك الأول كمحاسب محترف.
بينما تثير هذه المرحلة حماسك، فقد تشعر خلالها بالخوف والقلق. ففي نهاية المطاف، يصعب عليك التكهن بما ينتظرك في العالم الحقيقي حتى وإن زوّدتك الجامعة بكافة النظريات التي تحتاجها.
فيما يلي يقدم بي جاي بيشوب، نائب الرئيس للشركاء والمحاسبين في سايج إفريقيا والشرق الأوسط أهم النقاط الواجب أخذها بالحسبان والتي ربما لم تتعلّمها في الدراسة النظرية للمحاسبة:
مهارات التعامل مع الناس هامة
لا شك بأن مهارات المحاسبة هامة، مثل معرفة كل ما ينبغي معرفته بخصوص التدقيق والاقتصاد الكلي والجزئي والحوسبة السحابية والبرمجيات السحابية. ولكن مهارات التعامل مع الناس لا تقلّ أهمية عند الانتقال إلى حياة مهنية ناجحة. عندما تذهب لإجراء مقابلتك الأولى، وتباشر وظيفتك الجديدة وتجلس في المكتب كل يوم أو تتعامل مع زملائك الجدد عن بعد، ستكون بحاجة إلى استعمال هذه المهارات من أجل إثارة الإعجاب والتواصل وحلّ المشكلات في العمل.
لا تنسَ أن رب العمل أو مديرك المستقبلي سيعمد إلى تقييم مهاراتك الشخصية أثناء المقابلة. وسيحرص على ملاحظة عدّة جوانب مثل مقدار التواصل بواسطة العين ورباطة جأشك ووعيك الذاتي وقدرتك على المشاركة في نقاش مهني.
وبنفس الأهمية، عليك الانتباه إلى أنك ستكون جزءاً من فريق. سيتعيّن عليك العمل مع الكثير من الناس من ثقافات وأديان وأعراق مختلفة- يقطنون على الأرجح في مناطق جغرافية مختلفة حول العالم- وبالتالي يحسُن بك أن تحيط علماً بذلك- مع الحفاظ على صفة التهذيب والاحترام. فهذا يعزز جوّ الاحترام المتبادل والضروري في بيئة العمل الصحية.
لا تنقطع عن التعلم
إجعل التعلم عادةً من عاداتك المنتظمة. إذ ليست درجتك العلمية سوى خطوة أولى. لا تتوقف عن طرح الاسئلة وتعلّم أشياء جديدة. حينما تكون طالب علمٍ مدى الحياة، تظلّ قادراً على كسب المزيد من التطور الشخصي. في البداية، ستساعدك هذه المهارة الهامّة في
- استكمال برامج الإعداد للاطلاع على ثقافة شركتك الجديدة وإجراءاتها
- الالتقاء بزملاء جدد
- التعرف على برمجيات إدارة الأعمال وممارسات المحاسبة الجديدة القائمة على السحابة
اغتنم هذا الوقت قدر ما تستطيع. ستحتاج في غالب الأحيان لأن تتعلم وأنت على رأس عملك. إذ حتى المحاسبين المتمرسين بحاجة إلى التعلم المستمر. وتقبّل المجهول جزء حيوي من تطوير مهاراتك في دنيا العمل الجديدة.
إطرح الأسئلة
أنت حديث العهد ببيئة العمل وبالتالي فمن الطبيعي أنك لا تعرف كل شيء عنها. هذا هو الوقت المثالي بالنسبة لك لكي تطرح الأسئلة وتلمّ بكل ما تحتاج إلى معرفته- عن زملائك وسيناريوهات العمل والخبرات المهنية المختلفة.
علاوة على ذلك، سيتوقع رئيسك وزملاؤك منك طرح الأسئلة. إذ سبق لهم أن كانوا في نفس موضعك، لذا هذه فرصة جيدة لكي تكسب احترامهم وتتعلم منهم- وتتفادى أخطاءهم.
لا تنظر إلى تقييم أدائك على اعتبار أنه انتقاد لعملك بل فرصة لكي تدرك الجوانب التي يجب تحسينها. ضع قائمة بكل الأشياء التي تتعلمها- وكل الأشياء التي تريد تعلمها- بحيث يتسنى لك إجادة ما تفعله أكثر فأكثر.
قم بإدارة وقتك
غالباً ما يبدأ الناس مسيراتهم المهنية ويستمرون في العمل إلى حد الاستنزاف. احرص على الاستعداد لمواجهة ما يتخلّل حياتك الجديدة:
- سينطوي الموسم الأول المزدحم بالأعمال على تحديات شتى. كن مستعداً لها بحيث تستغلّ وقتك بحكمة.
- احرص على أن تدرك عائلتك وأحباؤك بأن هذه الفترة من العام صعبة وأنك بحاجة إلى دعمهم. وبيّن لهم أن ذلك سيكون لمدة قصيرة.
- لا تهمل صحتك. لا بد أن تكون التغذية والرياضة ضمن أولوياتك مهما بلغت درجة انشغالك.
- ضع مواعيد محددة لقضاء العطلات وأخذ قسط من الراحة بحيث تستعيد نشاطك وتوطّد علاقتك بالأشخاص الذين تحبّهم
كلمة أخيرة
بينما لا توجد وصفة سحرية للنجاح- لا شك بأن هناك بعض الأمور التي تستطيع التحكم بها. هذه مرحلة جديدة ومثيرة للحماس في حياتك وأنت على أعتاب البدء بمسيرتك المهنية. إنطلق وأظهِر ما تعلمته واحرص على متابعة التعلم. تعامل مع كل يوم بما يحمله من جديد، واغتنم كل فرصة متاحة للتعلم وساعد الناس حيثما استطعت.