نيكولاوس انتيجرينتاكيس يتلقى كلية جديدة من زوجته في مستشفى “كليفلاند كلينك أبوظبي
أبوظبي، دولة الإمارات العربية المتحدة، 10 أبريل 2021:
بدأ رائد أعمال، متخصص في مجال التكنولوجيا في دبي، بالتعافي بشكل جيد، بعد أن أجريت له عملية جراحية لزراعة الكلى، مشيداً بحرص دولة الإمارات العربية المتحدة على الاستفادة من التكنولوجيا الطبية المتقدمة، وتوفيرها لدعم تعافي المرضى.
كان نيكولاوس انتيجرينتاكيس، وهو رجل أعمال سويدي من أصل يوناني، يعاني من مرض التهاب الأمعاء على مدى سنوات عديدة. عالجه الأطباء في بلده، من الأعراض التي كانت تنتابه، فوصفوا له مجموعة من الأدوية؛ غير أن هذه الأدوية كانت تصيب كليتيه بالضرر، دون أن ينتبه هو لذلك وكذلك أطباؤه. بعد بضعة سنوات من تناول تلك الأدوية، اكتشف فريق الرعاية الطبية هذا الضرر، وأبلغه أنه ربما يحتاج أن يزرع كلية في المستقبل.
يوضح الدكتور نزار عطاالله، أخصائي زراعة الكلى في مستشفى “كليفلاند كلينك أبوظبي”، جزء من مبادلة للرعاية الصحية، قائلاً: “من غير المألوف أن يرى الأطباء مرضى يعانون من تلف الكلى نتيجة تناول أدوية ، لا سيما إذا كان هذا الشخص يتناول دواءً لمرض التهاب الأمعاء. وللأسف، أن نيكولاوس لم يحالفه الحظ، إذ واجه هذه المشكلة الصحية، وضاعف من ضررها أن أحداً لم يَدرِ بها، حتى ساء الأمر طوال هذه المدة. ولكن بالمتابعة المناسبة، يمكن تجنب هذه المضاعفات تماماً، ونادراً ما تسوء مثل تلك الحالة حتى تصل إلى النقطة التي تستدعي إجراء جراحة لزراعة كلية جديدة.
بعد انتقال نيكولاوس، من السويد إلى دبي، في عام 2013، لاحظ طبيبه الجديد أن تلف كليته يتزايد سريعاً. وبعد أربع سنوات من ذلك التاريخ، وبعد مضي أكثر من 15 عاماً منذ أن أخبره الأطباء بتلف كليته، اضطر نيكولاوس أن يبدأ جلسات غسيل الكلى، في حين كان ينتظر إجراء عملية جراحية لزراعة كلية بدل تلك التي تلفت.
يقول نيكولاوس: “لقد كان غسيل الكلى صعباً؛ إذ اضطررت أن أعيد تنظيم حياتي، كي أتوائم مع حالتي الصحية. فأنا أعول زوجة وابنتين، وأُدير ثلاث شركات. واضطررت أن أعين مديراً تنفيذياً مؤقتاً ليدير أمور الشركة في فترة علاجي، بقصد تسيير العمل في هذه الشركات، بدلاً من تنميتها وتوسعة آفاقها. وما زلت أتذكر أنني أتخذ قرارات، وأنا على سرير غسيل الكلى، وأنتظر ورود أخبارٍ سعيدة تبشرني بإجراء عملية جراحية لزراعة كلية جديدة”.
بعد عام من غسيل الكلى وانتظار الكلية الجديدة، قرر نيكولاوس أن يُمسك زمام هذا الأمر بيديه. وكانت زوجته تعرض عليه أن تتبرع له بكليتها، غير أنه لم يرغب في ذلك، في بداية الأمر، إذ أنه كان قد بدأ يبحث عن مستشفيات يمكن أن يحصل فيها على فرصة زراعة كلية جديدة.
ويكمل نيكولاوس حديثه قائلاً: “بعد ما قررنا أن نمضي قدماً بإجراء العملية، كان السؤال التالي هو: أين نجري تلك العملية الجراحية؟ فكرت في أن أسافر إلى الولايات المتحدة أو ألمانيا أو إسبانيا، لكنني تحريت وبحثت، ثم قررت أن أختار مستشفى “كليفلاند كلينك أبوظبي”. وأنا سعيد جداً اليوم لأنني أجريت هذه الجراحة هنا في مستشفى “كليفلاند كلينك أبوظبي”.
عندما زار نيكولاوس مستشفى “كليفلاند كلينك أبوظبي”، قام فريق الرعاية الصحية بتقييم توافق الكلى بين نيكولاوس وزوجته، قبل إجراء عملية زراعة الكلى، ووجدوا ثلاثة جينات مشتركة بينهما، من بين الجينات الثمانية التي تحدد درجة التطابق؛ إذ هذه النسبة تجعل زوجة نيكولاوس قريبة الشبه له.
يقول الدكتور عطاالله: “وبوجه عام، يكون التطابق بنسبة 50٪ بين الوالدين وأبنائهما، أو بين الأشقاء، لذا حين تكون نسبة التطابق بين نيكولاوس وزوجته 37.5٪ فهذا يكون حظاً جيداً، لا سيما أنهما الاثنان ينحدران من أصول مختلفة. لحسن الحظ، ومع التقدم في الأدوية، لا يزال بإمكاننا إجراء عملية الزراعة، حتى ولو لم يكن بين الناس أي جينات مشتركة. هذه التطورات الطبية تعني أن عدداً أكبر من الناس، يستطيعون الآن أن يستفيدوا من عمليات زراعة الكلى، إنقاذاً لحياتهم”.
أجري تقييماً نفسياً مفصلاً لكل من نيكولاوس وزوجته، استغرق يوماً كاملاً، للنظر في جهوزيتهم لعملية الزراعة، وبعد ذلك، أجرى الأطباء العملية الجراحية. ومما يجعل نيكولاوس يشعر بالطمأنينة والارتياح، أن العملية الجراحية التي أجريت لزوجته، كانت بأقل قدر من التدخل الجراحي، مما وفر عليها مشقة فترة طويلة من التعافي بعد الجراحة.
ثم يختم نيكولاوس حديثه قائلاً: “لقد اعتنى الفريق الطبي بي وبزوجتي عناية طبية فائقة، فالفحوصات التي أجروها، قبل الجراحة، للتأكد من أننا على دراية كافية بما نحن بصدد البدء فيه، جعلتنا جميعاً، ولا سيما زوجتي، نشعر بارتياح كامل لإجراء هذه العملية. وبعد الجراحة، استأنفت عملي، وصرت أقوم بدور أكثر نشاطاً في شركاتي. أشعر بتحسن أكثر مما كنت أشعر به منذ سنوات. والهدية التي قدمتها لي زوجتي جعلتنا أكثر قرباً من بعضنا البعض. لقد أنقذت حياتي بهذه الهدية، وهذا جميل لن أنساه لها أبدًا”.
وبعد الجراحة، ما زال نيكولاوس يجري فحوصات منتظمة مع فريق الرعاية الطبية المسؤول عن مراقبة حالته عن كثب، لمتابعة تطور حالته الصحية. سرعان ما بدأ نيكولاوس يسافر للعمل مرة أخرى دون القيود التي كان يفرضها عليه غسيل الكلى. في بداية جائحة فيروس كوفيد-19 ، بدأ نيكولاوس يستخدم تطبيق بوابة المرضى في مستشفى “كليفلاند كلينك أبوظبي”، كي يبقى على تواصل دائم بفريق الرعاية الطبية الذي يتابع حالته، ومع طبيبه، عبر تقنية الفيديو كونفرانس.
يقول الدكتور عطاالله: “كون نيكولاوس رائد أعمال في مجال التكنولوجيا، كان انتقاله إلى استخدام التطبيق سهلاً وسلساً، وأنا أتحدث معه مرة كل أسبوعين، ومتى ما أراد أن يسأل سؤالاً، فهو يعلم أنه يمكنه الاتصال بي فوراً، عبر تطبيق بوابة المرضى. فدعم التواصل المستمر بينه وبيننا يزيده ثقة، يوماً بعد يومٍ في شفائه. فهذا حافز ودعم حقيقي له.”