مارس 2021، الإمارات العربية المتحدة
أماندا لاين ، شريكة في أكاديمية بي دبليو سي
شهد العام الماضي تغييراً جذرياً في طريقة عملنا، ما دفعنا للتأقلم مع بيئة جديدة تتمحور حول المنظومة الرقمية. ونظراً لأن العمل من المنزل أصبح جزءاً من الوضع الطبيعي المستحدث، فإن اعتمادنا على قوى العمل الافتراضية يطرح السؤال التالي: كيف نطوّر علاقة متناغمة بيننا وبين التكنولوجيا؟
إن حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة في طليعة مواجهة هذا التحدي. ففي رؤية الإمارات المئوية 2071، تهدف سياستها الوطنية الجديدة لجودة الحياة الرقمية إلى ضمان أن يتسم العالم الرقمي بأربعة محاور رئيسية تشمل الأخلاقيات والاستدامة والشمولية والمسؤولية. ويعتبر إنشاء بيئة رقمية آمنة وإيجابية أمراً بالغ الأهمية في خضم العصر الافتراضي الذي نعيشه بالفعل، ولا تقل أهمية عن ذلك المهارات والمعرفة اللازمة للتعامل مع التقنيات المتطورة بشكل متزايد.
لذا، ما هي مهارات القيادة الرقمية اللازمة لمكان العمل المستقبلي؟ إن المعرفة بأساسيات التقنيات الرقمية والبيانات ضرورية بالطبع – فالدورة المستمرة للابتكار الرقمي تعني أنه يجب على القادة والموظفين على حد سواء الاستمرار في التعلم وتنمية مهاراتهم ليظلوا قادرين على المنافسة. وسيتمكن قادة الأعمال الذين يفهمون الجوانب التطبيقية للتقنيات في مكان العمل من استحداث محركات جديدة للنجاح، بما في ذلك تبسيط أنظمة التشغيل، والتواصل الهادف لموظفيهم، وتحسين المرونة في مكان العمل. لكن الأمر الأكثر أهمية هو المهارات التي تتمحور حول الإنسان. فالمهارات الشخصية مثل الاتصال، والمرونة، والذكاء العاطفي، والتفكير الريادي تمثّل العناصر المحورية في عالمنا الرقمي الجديد.
وعلى الرغم من الطلب على مهارات المستقبل، فإننا نواجه حالياً أكبر نقص في المهارات في حياتنا. وكان المنتدى الاقتصادي العالمي قد حدد قبل جائحة كورونا هدفاً طموحاً لتدريب مليار شخص بحلول عام 2030. وقد بدأت هذه الجهود في استهداف 75 مليون وظيفة من المتوقع أن يتم استبدالها بتقنيات الأتمتة والذكاء الاصطناعي بحلول عام 2022. ولكن مع تفشي فيروس كوفيد-19، باتت نافذة الفرص أقصر لإعادة تطوير المهارات [1] في أسواق العمل المقيدة حديثاً؛ ولا يزال توافر المهارات الأساسية أحد أهم 5 تهديدات تؤثر على آفاق النمو بالنسبة للمدراء التنفيذيين في الشرق الأوسط، وفقًا للاستطلاع الرابع والعشرين للرؤساء التنفيذيين في الشرق الأوسط لشركة بي دبليو سي.
وفي العديد من المنظمات والاقتصادات، أبرزت الجائحة مدى التناقض بين المهارات التي يمتلكها الأفراد، وتلك المطلوبة فعلياً للوظائف في العالم الرقمي. وجزء من سعينا في أكاديمية بي دبليو سي الشرق الأوسط لقيادة ثورة تطوير المهارات في المنطقة هو تبسيط متطلبات التغيير الدائم. وفي هذا الإطار، نقدم تدريباً مبتكراً وعملياً، يشمل مكونات المهارات الرقمية والشخصية للأفراد والمؤسسات عبر مختلف القطاعات، لإنشاء قوة عاملة جاهزة للمستقبل في الشرق الأوسط.
ولطالما تطلّبت القيادة مجموعة متخصصة من المهارات، مثل حب الاستطلاع والتعاطف والحزم – ولكن في عالم اليوم، هناك حاجة مُـلحّة لنوع جديد من قادة الأعمال. إن هذا القائد بحاجة إلى التكيف مع القوى العاملة الهجينة التي تجمع بين العمل البشري والتكنولوجيا المعززة. وفي هذه البيئة الجديدة، ستكون المهارات التي تتمحور حول الإنسان هي المفتاح لتطوير مكان عمل متوازن وصحي ومنتج، يضع جودة الحياة الرقمية في صميمه. وستعمل الشركات التي تتبنى مجموعات المهارات المستقبلية هذه على إحداث التحول، وإرساء علاقة متناغمة مع العالم الافتراضي.