يتطلع خالد الزعابي، مؤسس شركة Niili ومديرها التنفيذي، إلى اقتحام علامته التجارية التي نشأت في الإمارات العربية المتحدة سوق المنتجات الفاخرة العالمية التي تبلغ قيمتها 350 مليار دولار أمريكي.
مترجم بتصرف: مقال لآبي سام توماس
“نحن في الإمارات العربية المتحدة أعدنا تعريف معنى الرفاهية في قطاعات الطيران والضيافة والسياحة، ونطمح إلى فعل ذات الشيء في صناعة الأزياء.” إذا كان يمكن لجملة واحدة أن تجسد الرؤية التي يمتلكها مؤسس Niili والرئيس التنفيذي خالد الزعابي لمشروعه، فمن المحتمل أن تكون الجملة المذكورة أعلاه، وبالتالي لا ينبغي أن يكون مفاجئاً أن يكون خالد الزعابي، رائد الأعمال الإماراتي هو الشخص صاحب هذه العبارات بالفعل.
تُوصف “نيلي Niili” بأنها “علامة تجارية للأزياء النسائية الفاخرة متجذرة في التراث الإماراتي”، أطلقها الزعابي بالتعاون مع الشريك المؤسس والمديرة الإبداعية باولا كويتغلاس في يناير 2020، ولكن فكرة هذا المشروع كانت قديمة. يقول الزعابي في الواقع إنه بدأ البحث في تأسيس مشروع تجاري في هذا القطاع عندما كان يسعى للحصول على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من “إنسياد ISEAD” بين عامي 2017 و 2018. يقول الزعابي هنا:” بدأ “نيلي” كموضوع أطروحة لي أثناء دراستي في إنسياد. كنت أتمنى أن أفهم الصناعة ومحركاتها والمشهد التنافسي. لقد كان من الرائع أن أعلم أنه على الرغم من الصناعة العالمية الكبيرة، فإن 100 شركة تسيطر على 70٪ من حصة السوق العالمية، مع وجود 10 تكتلات فقط تسيطر على 50٪، غالبيتها من الغرب. ومع ذلك، تشهد الصناعة تحولات جذرية، وتوقعات نمو صحية يقودها المستهلكون الصينيون (يمثلون 32٪ من المبيعات العالمية) وجيل الألفية (يمثلون 30٪ من المبيعات العالمية). تشهد الصناعة تحولاً في التأثير من الغرب إلى الشرق، وتغيراً في متطلبات المستهلكين ومتطلباتهم “.
وتبرز دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل كبير في هذا المشهد المتغير للسوق، حيث يشير الزعابي إلى أن صناعة التجزئة الفاخرة البالغة قيمتها 350 مليار دولار أمريكي يصادف أنها ثاني أكبر مساهم في الناتج المحلي الإجمالي لدبي. ويعتقد الزعابي أن شركته Niili التي تعني اللون “النيلي” باللغة العربية، في إشارة إلى البحر الذي لعب دوراً حيوياً في تشكيل دولة الإمارات العربية المتحدة، يمكن أن تثبت أقدامها في هذا القطاع الديناميكي. يضيف قائلاً: “لقد ألهمني إدراك وجود فجوة كبيرة في الصناعة عندما يتعلق الأمر بتزويد العملاء بتجربة فاخرة مبنية على تعريفنا الخاص، معتمدة على حبنا للثقافة والطبيعة ونمط الحياة الحضرية. ومن أجل فهم هذه الفجوة، كان من الضروري العثور على شريك متمرس في هذا المجال، ومصمم موهوب للغاية يتمتع بحنكة تجارية قوية، ويشاركني نفس القيم، وكان إنسياد هو المكان المناسب للعثور على هذا الشريك المتمثل بباولا باولا كوتيغلاس، المؤسس الشريك والمدير الإبداعي لنيلي. ومع نيلي، وضعنا لأنفسنا هدفاً لدخول قائمة أفضل 100 شركة (شركة ذات عائد يبلغ 200 مليون دولار في السنة) خلال السنوات 13-15 القادمة “.
قد يبدو هذا هدفاً سامياً لنيلي لتحقيقه، ولكن لا يسع المرء إلا أن يؤمن بقدرة العلامة التجارية على القيام بذلك عندما ندرك حماس الزعابي لشركته التي يقودها، ومؤهلاته المثيرة للإعجاب. فإلى جانب منصبه في شركة نيلي، يشغل الزعابي أيضاً منصب نائب الرئيس في مبادلة الناشطة في قطاع صناعة الطيران، والرئيس التنفيذي التجاري في شركة نمر للسيارات، مما يوضح أن رائد الأعمال الإماراتي هو مدير تنفيذي متمرس في فن الأعمال. يقول الزعابي: “بصفتي الرئيس التنفيذي، ينصب تركيزي الأساسي على المبادرات التجارية والمالية والاستراتيجية. تطوير الأعمال وتطوير قنوات المبيعات يستهلك معظم وقتي. أهتم كثيراً بالجانب الإبداعي للعلامة التجارية، لكنني أثق في قيادة باولا في هذا الجانب. الطريقة الإماراتية بالنسبة لي، هي أن يكون لديك مرساة أيديولوجية، ثم جذب واستشارة أفضل المواهب والخبراء من جميع أنحاء العالم. نحن بلد يمثل المواطنون فيه 10٪ فقط من السكان، وبالتالي نفخر باحتضان الأشخاص الذين يشاركوننا طموحاتنا وأهدافنا”. في هذه المرحلة، سألت الزعابي عن أهدافه الشخصية لنيلي فأجاب: “الطموح هو أن تكون علامة تجارية عالمية فاخرة تقدم للقطاع تجربة مبنية على قيمنا وتراثنا. لدينا ثقافة غنية جداً وذوقاً فريداً في الفخامة التي أثبتت جاذبيتها دولياً، وهذا ما نريد مشاركته مع العالم.”
ويبدو أنه من الآمن القول إن “نيلي” تسير قدماً لتحقيق أهدافها، فهي مميزة من حيث التصميم، وعروض العلامة التجارية سلسة وعملية، وتتميز بدقتها واهتمامها بالتفاصيل التي لاحظها زبائنها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وخارجها. ومع ذلك، يعترف الزعابي بأن تفشي جائحة فيروس كورونا في عام 2020 قد أثر على خطط فريق “نيلي” لإطلاق العلامة التجارية وتطويرها، ولكن مرة أخرى، يعتبرها شهادة له ولفريقه على أن الشركة تمكنت من المحافظة على المسار الصحيح خلال الأزمة، والمضي قدماً من خلال مضاعفة جهودها الإلكترونية. يقول الزعابي: “أطلقنا علامتنا التجارية في كانون الثاني (يناير) 2020، قبيل عمليات الإغلاق في آذار (مارس)، واضطررنا إلى تغيير استراتيجيتنا ونهجنا. أردنا في البداية تقديم العلامة التجارية عبر استضافة العديد من الأحداث الخاصة، من أجل السماح للعملاء بتجربة علامتنا التجارية وزيادة الوعي حولها. ومع ذلك، كان علينا التحول إلى عالم الفضاء الافتراضي بسرعة، والاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي، وتوجيه حركة المرور إلى منصتنا الإلكترونية. ومع ذلك، أنا متفائل جداً بأن الأساسيات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قوية، وأن مستقبل العلامات التجارية الفاخرة الواعية بشكل مستدام من المنطقة، مستقبل مشرق. إحدى الميزات التي حصلنا عليها خلال أزمة كوفيد-19 هي هيكلنا المرن، والذي سمح لنا بالتغلب على الفترة المضطربة “.
يحافظ الزعابي على تفاؤله بشكل المستقبل الذي ينتظر علامته التجارية “نيلي”، لا سيما بالنظر إلى حقيقة أنها شركة مقرها الإمارات العربية المتحدة، وبالتالي فهي جزء من منطقة يعتقد أنها تمتلك إمكانات هائلة للنمو على المدى الطويل. ولكن لكي تنجح الشركات في هذه البيئة، يعتقد الزعابي أن هناك بعض الخصائص التي يجب أن يتمتع بها رواد الأعمال الذين يقودون هذه المشاريع. يقول الزعابي هنا: “يجب أن يبدأ المرء بقيم قوية، قيم مثل النزاهة والصدق. الميزات المركزية الأساسية لأي قائد هي الرؤية والشغف والكفاءة، ولكن ما أعتقد أنه ضروري للقائد هو قدرته على الاستماع والتعلم والتعاطف. من الضروري أيضاً خلق بيئة تعزز الأمان والتواصل والعمل الجماعي. يحتاج الناس إلى التحفيز من خلال معرفة كيفية مساهمة عملهم في تشكيل المشهد العام، وبالتالي اكتساب شعور بالفخر والملكية في عملهم.” وبالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نفسها، يرى الزعابي أن هذه المنطقة رائعة لكل من يريد تحقيق أحلامه في ريادة الأعمال. ويشير إلى أن “الشيء الوحيد المؤكد هنا هو وفرة الفرص. تطلع المنطقة إلى المستقبل بتفاؤل كبير، وهذا يعزز بيئة الطموحات ورجال الأعمال.”
ولكن بالنظر إلى كل ما حدث في المنطقة مؤخراً (وهذا يشمل المعركة المستمرة مع جائحة فيروس كورونا)، فمن الطبيعي جداً أن يتساءل المرء: هل ما زال الوقت مناسباً للناس لمتابعة أحلامهم في ريادة الأعمال؟ يرد الزعابي قائلاً: “أعتقد أن الوقت الحالي دائماً هو الوقت المناسب لبدء عمل تجاري. يجب على المرء ألا يبدأ مشروعاً تجارياً من أجل مجرد إطلاق عمل تجاري، إنها مسألة إيجاد مكانة لعلامتك التجارية ومشروعك، وأن تكون شغوفاً بها، ثم إيجاد حل يضيف قيمة للسوق. قد يكون قول ذلك أسهل من فعله، ولكن مرة أخرى يمكن للمرء أن يقضي حياته بأكملها في انتظار الوقت المناسب “.
حديث قصير
نصائح مؤسس Niili والرئيس التنفيذي خالد الزعابي لرواد الأعمال
(والذي يشير إلى أنه تعلمها من الممثل الهوليوودي وحاكم كاليفورنيا السابق أرنولد شوارزنيجر)
- امتلك رؤية: “من المهم أن يكون لدى الناس هدف واضح طويل المدى لأنفسهم. وبدون امتلاك هذه الهدف، يمكن للشخص أن ينجرف في الحياة بدون هدف “.
- فكر بشكل كبير: “إذا كنت تريد وضع هدف لنفسك، فكر بأن يكون الهدف كبيراً، فما أسوأ ما يمكن أن يحدث!”
- تجاهل المثبطين:” سيخبرك الجميع كيف أنه لا يمكن تحقيق هدفك، على الرغم من أنهم أنفسهم لم يحاولوا أبداً”.
- اعمل بجد: “من السهل أن يكون لديك حلم وأن تفكر بشكل كبير، ولكن بعد ذلك تأتي الحقيقة الواقعية وهي العمل الجاد لتحقيق أهدافك. احتفل بكل إنجاز صغير، ولا تجعل شيئاً يثبط عزيمتك، ولا تخشى الفشل، فمن شبه المؤكد أن المرء سيفشل عدة مرات “.
- رد الجميل: “اعترف بأن نجاحك لم يحصل إلا نتيجة لدعم الناس لك، لذا تأكد من رد الجميل.”