مترجم بتصرف: مقال لراشد محمد العبار، عضو مجلس إدارة مجموعة بركات
تعتبر العلامة التجارية ثروة للشركة، فهي أكثر من مجرد اسم أو شعار أو حتى منتج أو خدمة توفرها الشركات. إنها ثقافة الشركة بأكملها، والطريقة التي يُنظر إليها بها، والمشاعر التي تثيرها في الأشخاص الآخرين. ويعبر صوت العلامة التجارية للشركة عن شخصيتها. وقد يستغرق بناء هوية قوية وناجحة للعلامة التجارية سنوات عديدة، وهو ما يعد سبباً رئيسياً لولاء العملاء.
وبالنسبة لأي ثروة داخل شركة ما، فإن إجراء بعض التعديلات أو في بعض الأحيان إصلاحات شاملة، قد يكون أحياناً ضرورياً. وهو الأمر ذاته الذي ينطبق على العلامات التجارية للشركة أيضاً. إنه جزء طبيعي من نمو الشركة لأنها تقدم منتجات وخدمات جديدة أو تتوسع في أسواق جديدة.
وبالنسبة لنا في بركات، نجحنا في بناء هوية قوية لعلامتنا التجارية على مدار سنوات عديدة من النجاحات في قطاع المنتجات الطازجة منذ تأسيس الشركة في عام 1976. ومع ذلك، تتطور سلوكيات العملاء وتفضيلاتهم باستمرار، مما يفرض على الشركات ضرورة التماشي مع ذلك واتباع النهج ذاته لضمان مواكبة التحولات الديموغرافية. وفي بعض الأحيان، يلزم إجراء بعض التغييرات على العلامة التجارية بهدف التواصل بشكل أقوى مع جمهور شاب وذكي.
ومع وضع هذا في الاعتبار، استنتجنا أن علامتنا التجارية بحاجة إلى مظهر واحساس جديدين لجذب جيل من المستهلكين الذين يبحثون عن المزيد في علاماتهم التجارية المفضلة. لم يكن التغيير في الذي تبنيناه في علامتنا التجارية مصادفة، بل كانت خطوة مستهدفة لتشكيل علامتنا التجارية إلى علامة تتفاعل بشكل أفضل مع احتياجات وخيارات نمط الحياة لدى سوقنا المستهدف.
ندرك أن جمهورنا المستهدف شديد الوعي لكل ما يتعلق بالصحة ويؤمن بقوة التجربة. بالإضافة إلى ذلك، فهم يدركون تماماً مدى ضغوط الحياة اليومية، وبالتالي يتخذون خيارات من شأنها أن تخفف من التوتر من خلال اتباع عادات سليمة مثل الحفاظ على لياقتهم البدنية واتباع عادات غذائية صحية.
علامتنا التجارية الجديدة، واستخدامنا لشعار “نحن نقدم أفضل ما هو طازج” ، هو مثال على ارتباط منتجاتنا بنمط حياة صحي، فنحن ندرك أن التمتع بالصحة هو اختيار. والشعار السائد في كل جانب من جوانب العمل هو أن شركة بركات تجعل التمتع بالصحة مسألة ملائمة، وتساعد المستهلكين على أن يكونوا “نسخة أكثر صحة من أنفسهم”.
عنصر أساسي آخر للعلامة التجارية للشركة هو كيفية تواصلها مع قاعدة عملائها. وهذا يشمل كل شيء من نبرة صوتها إلى قنوات الاتصال المفضلة لديها. وإحدى العلامات التي تدل على ضرورة إعادة تشكيل العلامة التجارية هي عندما تصبح طرق التعامل مع العملاء قديمة، مما يؤدي إلى تراجع الاتصال مع أولئك الذين ترغب في الوصول إليهم بشدة.
ويمثل أحد أجزاء هذا التحديث في علامتنا الجارية هو نقل العلامة التجارية إلى عملائنا المستهدفين عبر القناة الإعلامية الأكثر تفضيلاً بالنسبة لهم، وهي في طبيعة الحال قناة رقمية. ولجذب نسبة كبيرة من هذا الجمهور، أدركنا أن المؤثرين والمدونين ومحبي السفر هم قنوات الاتصال الرئيسية التي نحتاجها في بركات في هذا الوقت. أدركنا أيضاً حقيقة أن الجمهور يميل إلى الأمور “الخارجية” في سعيه للحصول على تجارب جديدة، وبالتالي، كانت الفعاليات التفاعلية وسيلة اتصال رئيسية أخرى يجب اعتمادها.
يجب أن تدرس الشركات كيفية الوصول إلى منتجاتها وخدماتها من خلال السوق المستهدفة. فقد مرت عادات الشراء بتحولات جذرية على مدى السنوات العشر الماضية، وساهمت جائحة كورونا في تسريع التحول إلى منصات التجارة الإلكترونية. لذلك، تتوفر منتجات بركات في كافة متاجر التجزئة الرائدة، وكذلك عبر منصة التجارة الإلكترونية الخاصة بنا، barakatfresh.ae ، وتطبيق بركات. نحن أيضاً شريك المنتجات الطازجة لدى noon.com، حيث نصل إلى قاعدة عملاء من أجل تلبية احتياجاتهم بمنتجات طازجة وملائمة. وتنعكس هذه العناصر بشكل متزايد في رؤية علامتنا التجارية الجديدة.
وكجزء من عملية تغيير علامتنا التجارية، تقوم مجموعة بركات أيضاً بتنفيذ استراتيجيات الاستدامة طويلة الأجل، مثل تكوين اتفاقيات وشراكات لتبني ممارسات مستدامة ومسؤولة بيئياً للمجموعة. ووضعت المجموعة معياراً جديداً لمعايير الاستدامة من خلال خططها في أن تصبح شركة “خالية من النفايات” بحلول عام 2025 ، بعد أن حققت “عدم وجود نفايات سائلة” في عام 2020.
الجميع في بركات متحمسون جداً لتحديث العلامة التجارية الذي يمثل فصلاً جديداً مثيراً في مستقبل هذه الشركة الإماراتية المحلية. ومما لا شك فيه أن جائحة كورونا قد أحدثت تغييراً كبيراً في المشهد العام، وستضطر العديد من الشركات في الإمارات الآن إلى اعادة النظر في الطريقة التي تدير بها أعمالها، وأخلاقياتها، وهويتها العامة، والطريقة التي تصل بها إلى المستهلكين وسط هذا العالم الجديد. وبالنسبة لبركات، كان هذا من خلال إعادة التأكيد على تقديم الأفضل، ولكن مع بعض التعديلات، لنكون أقرب لعملائنا في فترة ما بعد الجائحة.
السيرة الذاتية للكاتب:
النجاح في التجارة الإلكترونية هو ما عُرف به راشد العبّار. شارك في البداية في تأسيس منصة “سيفي دوت كوم” التي تعد وجهة لبيع الملابس والأحذية والكماليات الخاصة بما يزيد عن 200 علامة تجارية شهيرة متخصصة في الأزياء، والرياضة، والجمال، ونمط الحياة. وبعد ذلك، انتقر العبّار إلى عالم تجارة السلع الفاخرة عبر الإنترنت من خلال تدشين مشروع مشترك من خلال شركته “سيمفوني إنفيستمينتس” مع مجموعة “يوكس نت-أ-بورتر” الإيطالية، التي تمتلك ستة منصات إلكترونية تروّج للعديد من العلامات التجارية، والتي من أبرزها منصة “نت-أ-بورتر دوت كوم”. يمتلك أيضاً اهتمامات عديدة في قطاع المواد الغذائية من خلال عدد كبير من العلامات التجارية الغذائية الفاخرة في محفظة مشاريع العبار. قاد العديد من المبادرات كعضو في مجلس إدارة مجموعة بركات. وكونه رياضياً مخلصاً، فهو عضو نشط في مجتمع سباقات التحمل في الإمارات العربية المتحدة.