حوار مع رائد الأعمال – السيد أنوار بوركادي إدريسي، الرئيس التنفيذي للعمليات، شركة إيدنرد الإمارات
- مع وجود أكثر من 60٪ من العاملين في دولة الإمارات العربية المتحدة خارج إطار المعاملات المصرفية، لا سيما في قطاع الصناعة والتجارة والأغذية والمشروبات والبناء، ما هي الخطوات والإجراءات التي يمكن القيام بها لدعم مجتمع الأعمال في الإمارات؟ وما هو دور إيدنرد الإمارات في هذا المجال؟
إيدنرد الإمارات شركة تكنولوجيا مالية سريعة النمو ومزود عالمي لحلول كشف المرتبات. تقدم شركتنا خدماتها لأكثر من 6,000 شركة و 2 مليون موظف وما يزيد عن 10 بنوك و 35 مؤسسة مالية. باشرت إيدنرد أعمالها في دبي في عام 2008، ولا تزال ملتزمة بتمكين العملاء والشركات من خلال تبسيط كشوف المرتبات وتحسين نوعية حياة الموظفين عن طريق مُنتجين متميزين.
المنتج الأول هو البوابة الإلكترونية المتميزة التي تسمح للشركات بإدارة رواتب كافة موظفيها بكفاءة من مكان واحد وبصورة تتوافق مع نظام حماية الأجور الذي وضعه مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي. أما المنتج الآخر فهو تطبيق C3Pay، وهو تطبيق جوال مرتبط ببطاقة ماستر كارد يمكّن الموظفين، ومعظمهم من غير المتعاملين مع البنوك أو الذين يقعون خارج إطار المعاملات المصرفية، ليس فقط من الوصول إلى الخدمات المالية الأساسية، بل من تعزيز ثرواتهم الشخصية بميزات عالية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا باحتياجاتهم (مثل تحويل الأموال وإعادة شحن رصيد الهاتف المحمول) بأقل الأسعار.
هدفنا في إيدنرد الإمارات هو أن نصبح الوجهة الموثوقة الأولى لاصحاب الشركات في الإمارات العربية المتحدة لمساعدتهم من التركيز على استمرارية أعمالهم بفعالية ومرونة من خلال حلول التكنولوجيا المالية الذكية، بالإضافة إلى المحافظة على مكانة شركاتهم وتفضيل الموظفين وتقديرهم لها. هذا وتتمثل رؤيتنا الأعمق في بناء تقنيات عملية وفاعلة لصالح المجتمعات الذي نخدمه (لا سيما العمال ممن لا يمكنهم فتح حسابات مصرفية في هذه المنطقة)، بطريقة تدعم وتعزز تجربتهم المالية. ينعكس هذا كله على العمليات التي نقوم بها كل يوم من تطوير المنتجات المناسبة إلى توسيع الميزات الصحيحة وتقديمها لأصحاب العمل والموظفين. كما نسعى جاهدين لسد ثغرة الشمول المالي في البيئة الاقتصادية، وذلك بالنظر إلى أولويات الشركات والمشاكل التي تواجهها، ليس بهدف التغاضي عن نقاط الضعف، ولكن لنفهم أكثر ما يمكننا تقديمه لكل عميل.
- هل تتفضل بإلقاء بعض الضوء على التطورات الأخيرة في إيدنرد الإمارات، مع التعليق على أهميتها وضرورتها للسوق؟
في أعقاب انتشار وباء كوفيد-19، أصبح من الضروري على الشركات في دولة الإمارات ضمان الشمول المالي والتهيئة الرقمية لموظفيها والعاملين بها، سواء كانوا من المتعاملين أوغير المتعاملين مع البنوك.
لقد شهدنا ارتفاعًا حادًا في الخدمات المصرفية عبر الهواتف المحمولة في النصف الأول من هذا العام، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الاضطرابات والتغييرات الناجمة عن الوباء، ونحن نؤمن بشدة أن الخدمات المصرفية الرقمية هي المفتاح الرئيسي لتمكين حاملي بطاقاتنا وذلك من خلال تمكينهم من الوصول السلس إلى مواردهم المالية وإدارتها. لذلك، أطلقنا مؤخرًا النسخة المطوّرة من تطبيق C3Pay، وهو تطبيق الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول، بهدف تزويد حاملي البطاقات بتجربة مصرفية رقمية مبسطة.
ومع ارتفاع نسبة انتشار الهواتف الذكية من 73.8٪ في عام 2016 إلى 96٪ في عام 2019 (حتى في القطاعات الذي لا تتعامل مع البنوك)، رأينا أن هذا هو الوقت المناسب لإطلاق النسخة المطورة من تطبيق C3Pay، لتمكين عملائنا من إتمام معاملاتهم المالية بأمان وراحة من منازلهم.
وللأسف، أدركنا أيضًا أن هناك زيادة ملحوظة في جرائم الاحتيال أونلاين خلال فترة انتشار الوباء، لهذا سارعنا إلى تقديم كافة التدابير الاحتياطية في التطبيق الجديد ذاته لإبلاغ عملائنا على الفور بأي معاملة مالية تتعلق ببطاقتهم، كي يتمكنوا من حظرها على الفور من خلال التطبيق نفسه.
علاوة على ذلك، وفرنا لهم قناة دعم بلغات مختلفة على تطبيق واتسآب لاستخدامها فيما يتعلق بأي مشكلة يواجهونها مع البطاقة أو غيرها من المعاملات المالية أونلاين.
باختصار، لا يؤدي الابتكار في تكنولوجيا المستهلكين والبروز الملحوظ للتكنولوجيا المالية إلى نمو المدفوعات الإلكترونية فحسب، بل يؤدي أيضًا إلى تغيير وجه قطاع الخدمات المالية وبالتالي إلى زيادة الشمول المالي، وهذا يعني الكثير لنا.
- كيف استجابت إيدنرد الإمارات للتحديات التي سبّبها انتشار جائحة كوفيد-19؟
لقد تصرفنا على الفور وباشرنا بإطلاق حلول مبتكرة لدعم الأعمال التجارية في دولة الإمارات العربية المتحدة وكذلك لدعم التحول الرقمي للموظفين والعمال وحثهم من خلال إدماجهم المالي خاصة في خضمّ الأزمات الصحية والاقتصادية غير المسبوقة الناشئة عن جائحة كوفيد-19.
كان من الضروري الإسراع في وضع منهجية عمل رقمية لتمكين الأشخاص غير المتعاملين مع البنوك من إجراء معاملاتهم المالية، وفي نفس الوقت مساعدة الشركات في إكمال معاملات كشوف المرتبات الذكية على الإنترنت بصورة آمنة ومرنة ومتوافقة مع نظام حماية الأجور، وبطريقة يمكن إجراؤها بسهولة عبر بوابة الشركة.
ومن المهم الإشارة هنا إلى أننا اعتدنا قبل انتشار كوفيد-19 على تنظيم زيارات لمواقع إقامة حاملي بطاقاتنا لتثقيفهم بالخدمات التي توفرها لهم البطاقات وتمكّنخم من الاستفادة منها، بما في ذلك توعيتهم بأهمية السيطرة الكاملة على أموالهم وتعزيز سلامتهم المصرفية. ولكن، نظرًا للقيود واللوائح التنظيمية المفروضة بسبب إغلاق المنشآت والتباعد الاجتماعي، لم يعد التدريب والمساعدة وجهًا لوجه ممكنًا. ومن ثم، فقد تواصلنا بشكل استباقي مع عملائنا لتقديم المساعدة عبر الهاتف أو من خلال تطبيق واتسآب لزرع الثقة لديهم وطمأنتهم أن هناك شخصًا يمكنهم الوصول إليه إذا احتاجوا إلى أي مساعدة في تحويل الأموال إلى الوطن أو لأي خدمة أخرى.
ومع التبني السريع للخدمات المصرفية عبر الهواتف المحمولة في دولة الإمارات العربية المتحدة، عملنا بجهد لضمان استمرارية أعمال عملائنا وموظفيهم، وخاصة الفئة الأكثر تأثراً في قطاعات البناء والتجزئة والضيافة وإدارة المرافق.
بالإضافة إلى ذلك، جاءت فكرة إطلاق تطبيق C3Pay للجوال مع ميزات أكثر لتمكين حاملي بطاقاتنا من إدارة أموالهم أونلاين بكل سهولة. وعليه، قمنا بترحيل قاعدة البيانات الخاصة بنا بسرعة إلى نظام سحابي لضمان حصول تطبيق الهاتف المحمول على وقت تشغيلي بنسبة 99.99٪ لتمكين المستخدمين من الحصول على احتياجاتهم المصرفية في أي وقت وفي أي مكان مع التأكد من تفعيل تدابير الأمان المحسّنة.
- برأيك، هل هناك مشاكل تحتاج إلى إصلاح فوري في صناعة التكنولوجيا المالية؟
نعم. هناك مشكلتان رئيسيتان.
الشمول المالي – يقع حوالي 60٪ من السكان العاملين في دولة الإمارات العربية المتحدة خارج النظام المالي الحالي. وهذا يعني أن عددًا كبيرًا العاملين ليس لديهم إمكانية الوصول إلى الحسابات المصرفية أو بطاقات الائتمان أو خيارات القروض التي قد تتوفر لغيرهم. مثل كل موظف، يتوق العمال أيضًا إلى إدارة إنفاقهم ومدخراتهم باستخدام أساليب التكنولوجيا الحديثة والتطبيقات المناسبة، كما يريدون الاستفادة من ميزة الخدمات المصرفية أونلاين دون رسوم، أو بحد أدنى من الرسوم، مما يسمح لهم بتحقيق أحلامهم سواء كان ذلك الزواج أو التعليم أو شراء عقار.
ولمواجهة هذا التحدي، قمنا في إيدنرد الإمارات، بوصفنا مزود لحلول كشوف المرتبات، بدعم الشركات وموظفيها من خلال تقديم بطاقة ماستر كارد مرتبطة بتطبيق C3Pay للهواتف المحمولة. يمكّن هذا الحل الموظفين الذين ليس لديهم حسابات مصرفية أن يصبحوا حاملي بطاقات دون حد أدنى للراتب المطلوب، ويمكنهم الاستفادة من شبكة ماستر كارد العالمية، والمدفوعات غير التلامسية أونلاين أو في المتاجر، والتحقق من رصيد هواتفهم، والقيام بتحويلات مالية دولية، وهو ما يُعد أحد المطالب الرئيسية لمعظم المغتربين في الإمارات، وغيرها الكثير.
الحاجة إلى التثقيف وزيادة الوعي – وفقًا لبيانات إيدنرد لعام 2019، يواصل أكثر من 65٪ من العاملين في دولة الإمارات في قطاع التصنيع، التجارة وصناعات البناء من سحب 80٪ من رواتبهم باستخدام بطاقات الرواتب؛ وهذه الظاهرة تسلط الضوء على الحاجة إلى المزيد من التعليم حول إمكانات المدفوعات الرقمية والفوائد المرتبطة بها.
- هل لديك أي تنبؤات لقطاعك – قطاع تكنولوجيا المدفوعات المالية؟
مع وجود 51٪ من سكان العالم أونلاين، ومع أكثر من 8 مليارات اشتراك في الهواتف المحمولة مسجل في جميع أنحاء العالم، أصبح التحول إلى الخدمات الرقمية أمرًا لا رجوع عنه، خاصة ونحن على أعتاب عام 2021. ستصبح المؤسسات المالية التقليدية شيئًا من الماضي وستختفي هذه العلاقة المباشرة مع المستهلكين التي تتمتع بها في الوقت الراهن. نظرتي المستقبلية هو أن شركات التكنولوجيا المالية الذكية المعروفة، أو شركات فينتيك، ستهيمن على المشهد المالي دون أي منازع.