مترجم بتصرف: مقال لـ مرتضى حشواني
لا يمكن للمال أو التقدير أو النجاح بالنسبة لي، أن يلبي حقًا أعمق احتياجات الإنسان بالطريقة التي يستطيع بها العمل الخيري. ومما لا شك فيه أن التجربة الأكثر تأثيراً في الإنسان هي تجربة رد الجميل للمجتمع، ورؤية نتائج مساعيك الخيرية تؤتي ثمارها. فببساطة، فإن العمل الخيري يجعل الناس أكثر سعادة.
حتى قبل إطلاق مؤسسة Hashoo رسميًا في عام 1988، كان والدي، صدر الدين حشواني، مشاركاً نشطاً في حملات تزويد المجتمعات في باكستان بالأدوات اللازمة لتطوير الذات والتطور اقتصاديًا واجتماعيًا مع التأثير بشكل إيجابي على مستويات معيشتهم. لذلك، يمكنني القول أن العمل الخيري موجود حقًا في حمضي النووي.
وعلى مدى العقود العديدة الماضية، أطلقت مؤسسة Hashoo العديد من المشاريع الناجحة والتي تراوحت من المنح الدراسية إلى التنمية الاقتصادية والبيئة وتغير المناخ. وبصفتي رئيسًا لمؤسسة Hashoo ، فإن أولويتي القصوى هي الاستمرار في إطلاق المزيد من المبادرات التي من شأنها أن تخلق مزيداً من التغيير في المجتمع، وفرصاً واعدة للجميع.
وكأحد المهتمين بالأعمال الخيرية، لا أستطيع أن أؤكد بما فيه الكفاية على حاجة كل صاحب عمل تبني المسؤولية الاجتماعية، ورد الجميل للمجتمع بشكل أو بآخر. فيما يلي بعض الأسباب التي تؤكد أن العمل الخيري يجب أن يكون في صميم استراتيجية شركتك؛
- إحداث الفرق؛ إن أبسط مزايا التبرع بالمال أو ادخارها من أجل رفاهية المجتمع هي إمكانية إحداث فرق. لا يوجد شيء أكثر إرضاءً من رؤية منطقتك أو مجتمعك المحلي مكانًا أفضل للعيش. فعندما تكون المجتمعات قادرة على الارتقاء بحياتها، ستكون قادرة على المساهمة بشكل إيجابي في الاقتصاد ككل.
- . إشراك الموظفين؛ إن تبني ثقافة العمل الخيري على مستوى الشركة له فوائده عديدة في خلق روح المشاركة بين الموظفين. كما أنه يمنح الموظفين شعورًا أعمق بالفخر بالشركة التي يمثلونها. ومن خلال المشاركة في القضايا الاجتماعية والاقتصادية والجمعيات الخيرية، يمكنك تزويد موظفيك بقيمة أكبر بكثير في عملهم اليومي. ويمكن تشجيع الموظفين على مشاركة أفكارهم وبالتالي إضافة المزيد من القيمة إلى مبادراتك الخيرية. الأمر الذي ينتج عنه إنشاء بيئة عمل قوية وداعمة ومشاركة.
- علاقات أفضل مع العملاء؛ يساعد العمل الخيري في مواءمة وربط علامتك التجارية مع أهداف أكبر، بدلاً من مجرد بناء إمبراطورية لنفسك. كما يساهم في بناء علاقات إيجابية مع العملاء المحتملين والحاليين. ليس من المستغرب أن الشركات والمؤسسات التي تحظى باحترام عالمي ترغب أيضًا في التفاعل مع أولئك الذين يشاركونهم نفس القيم أيضًا. حتى العملاء يريدون أن تهتم الشركات بالقضايا الاجتماعية والسياسية والبيئية. حيث أن الشعور “بفعل الخير” أمر ضروري لكل فرد سواء كان عميلاً حالياً أو عميلاً محتملاً.
- الاستثمار والنمو؛ من خلال الاستثمار في المجتمعات المحلية، فإنك تساعد أيضًا في تنمية أعمالك. حيث يرتبط التأثير الاجتماعي والاقتصادي الإيجابي للعمل الخيري ارتباطًا مباشرًا بأعمالك. ومن خلال رد الجميل للمجتمع، لا تساهم فقط في خلق المزيد من فرص العمل، بل تضمن أيضًا نمو الأعمال التجارية المحلية والمواهب، مما يجعل المجتمعات التي تعمل فيها هذه الشركات أقوى بكثير مع وجود تأثير اجتماعي واقتصادي إيجابي.
- . إحداث تأثير عالمي؛ إن إجراء تغيير إيجابي في مجتمعك المحلي أو تبني أي مبادرة خيرية يعني أنك تحقق تأثيرًا عالميًا إيجابيًا من أجل تمكين وتحسين المجتمع. يمكّنك هذا أيضًا من التواصل مع الأشخاص ذوي التفكير المماثل من جميع أنحاء العالم، ويمكن أن يؤدي هذا التعاون إلى أعمال مفيدة للطرفين. وعندما تشارك نفس الرؤية، يمكنك أن تكون جزءًا من حركة أكبر تشجع التغيير في جميع أنحاء العالم.